الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

رمضان وفقه التجارة مع الله

سوق قام ثم انفض .. ربح فيه مَن ربح، وخسر فيه مَن خسر

رمضان وفقه التجارة مع الله
جمال فتح الله عبد الهادي
الجمعة ٣١ يوليو ٢٠١٥ - ١٤:٢٨ م
2230

رمضان وفقه التجارة مع الله

كتبه/  جمال فتح الله عبد الهادي

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛

جاء شهر رمضان، ومضى شهر رمضان: سوق قام ثم انفض .. ربح فيه مَن ربح، وخسر فيه مَن خسر.

التاجر الماهر بتجارته يعلم كيف يحصل على الربح الوفير بعد الأخذ بالأسباب الحلال، كذلك الفقيه يعرف كيف يتاجر في مواسم التجارة الرابحة .. جاء رمضان .. والتاجر الفقيه ينتظره بكل شغف .. فرصة للتجارة، فيستثمر كل لحظة فيه .. ومجالات التجارة كثيرة؛فيدخل في كل مجال، ويتقن ويحسن فيه .. أما الآخر .. فيُفاجأ به ..لم يستعد .. بل يحزن لدخول الشهر .. لم يتعود الطاعة، لم يَصُم في شعبان .. التاجر الفقيه خرج بربح كثير يساعده على فتح فروع أخرى في مجال تجارته.. ونوع التجارات وعدد المشاريع .. يعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم:«مَن صام رمضان ثم أتبعه ستًّا مِن شوال كان كصيام الدهر».

يعرف تمامًا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «تُعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس، فأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم»، وقوله صلى الله عليه وسلم:«أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم».

وقول أبي هريرة رضي الله عنه:«أوصانى خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لن أدعهن ما عشت: صيام ثلاثة أيام مِن كل شهر, وصلاة الضحى، وألا أنام حتى أوتر».

أما الآخر: خرج مفلسًا، وذلك لأسباب؛ يستثقل الصيام .. ينقر الصلاة .. يفتعل مشاكل مع الإمام لطول القيام .. صلاة الفجر مؤجلة عنده .. لم يفكر مرة في صلاة الضحى .. يجهل سُنَّة الاعتكاف. خرج بدون ربح .. ليس عنده بعد رمضان أي مشروع تجاري، بل مدين لكثير مِن الناس بسبب الغيبة وأكل أعراض البشر، والطعن والتخوين لعباد الله، يتهم العلماء بدون دليل، كله عنده بالظن والتخمين.هداه الله .

التاجر الفقيه يعلم أن شرف المسلم قيامه بالليل وأن عزه استغناؤه عن الناس، ويعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم:«أفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل»، لذلك لم يترك هذه السُّنَّة بل يحافظ عليها .. يعلم فضل صلاة الجماعة، وهي تفضل صلاة الرجل في بيته وسوقه بسبع وعشرون درجة .. يعلم فضل تكبيرة الإحرام مع الإمام، يواظب عليها لتكتب له براءتان؛ براءة مِن النفاق وبراءة مِن النار .. الصلاة خير موضوع؛ إن في الصلاة لشغلًا يواظب على الأذكار الموظفة، قلبه معلق بالمساجد.

أما الآخــر ربما غفل عن بعض الصلوات وأخر البعض، وربما صلى في الجماعة الثانية، أما صلاة الفجر فحدِّث ولا حرج عن التأخير، مازال يتأخر حتى يؤخره الله .

كان علي بن أبي طالب رضي الله يقول: «ليت شعري، مَن المقبول فنهنيه,ومَن المحروم فنعزيه».إنه لابد بعد انقضاء العمل مِن وقفة محاسبة للنفس والنظر فيما كان فيه مِن العمل؛فالتاجر الفقيه يبحث عن السلبيات لكي يعالجها ويستفيد منها في المستقبل إن شاء الله، بل يعاقب نفسه على ذلك، بل يجاهدها.

أما الآخر بمجرد الانتهاء من العمل لا يفكر إلا في الطعام والشراب والشهوة .. يزرع شوكًا ويؤمل ثمرًا.

التاجر الفقيه يعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم:«إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل أدومها وإن قل»، وكان صلى الله عليه وسلم عمله ديمة. قال تعالى:﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾.

مِن علامات القبول: الازدياد في الطاعة والاستمرار عليها .

سلام مِن الرحمن كل أوان ***على خير شهر قد مضى وزمان

سلام على شهر الصيام فإنه *** أمان مِن الرحمن كل أمان

لئن فنيت أيامك الغر بغتة *** فما الحزن مِن قلبي عليك بفان

اللهم تقبل مِنَّا الصيام والقيام وصالح الأعمال .. اللهم آمين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

ربما يهمك أيضاً

نطهر صيامنا (2)
72 ١٢ مارس ٢٠٢٤
نطهر صيامنا (1)
66 ٠٤ مارس ٢٠٢٤
إنما الحلم بالتحلم (1)
47 ٣١ يناير ٢٠٢٤
لا تحمل همًّا!
102 ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٣
محطات تطهير!
97 ١٩ يونيو ٢٠٢٣