الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

من أحوال الشيعة الإسماعيلية في الحرم

كيف هو وجه الشبه الكبير بين الصوفية والشيعة، وكيف هي شدة العداوة لأهل السنة وخصوصًا السلفيين

من أحوال الشيعة الإسماعيلية في الحرم
الثلاثاء ١٨ أغسطس ٢٠١٥ - ١١:١٦ ص
2098

من أحوال الشيعة الإسماعيلية في الحرم

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

عندما أكون في الحرم المكي، أجلس دائمًا في صحن الكعبة، حتى أستمتع بالنظر إلى الكعبة عند التوقف عن القراءة أو الصلاة، وفي الرحلة الأخيرة، كنت أجلس في مقابلة الركن اليماني، حيث إنه أقرب المداخل لي، ومكثت على ذلك نحو ثمانية أيام، ومما لفت نظري طوال هذه الأيام، مشهد تجمعِ بعض الناس بكثرة في مقابلة الركن اليماني، وكانوا على هيئةٍ واحدة تقريبًا تشبه هيئة الصوفية (السجادة الخاصة، المسبحة الطويلة، الخاتم الموحد، العمامة المكورة، الصلوات البدعية)، فضلًا عن عدم المخالطة لغيرهم، فظننتهم صوفية، فحاولت أن أكلم أحدهم وقد جلست قريبًا منه، فسألته من أى البلاد أنتم؟ فقال لي: من اليمن! فجعلت أسأله عن الحوثيين، وماذا يفعلون؟ فتحفظ بشدة، فسألته عن السلفيين والإخوان، فجعل يطعن طعنًا شديدًا، وزاد حدة وشدة في حق السلفيين "الوهابيين" على حد تعبيره، ثم غفل وجعل يدافع عن الحوثيين، وأنهم مظلمون! فحاولت أن أبين له شيئًا مما عليه الحوثيون، فنفر وافتعل أنه يريد الانصراف لأمرٍ عنده، فقام وانصرف، وفي اليوم التالي، جلس إلى جواري أحد الإخوة السعوديين أصحاب السمت السلفي ومعه أطفاله الصغار، فجعلت أمازح الأطفال ثم سألته عن هؤلاء الأشخاص "اليمنيين" الصوفيين المتجمعين بكثرة أمام الركن اليماني يوميًا، ويقومون بطقوس موحدة وزي موحد، وكأنهم يريدون إرسال رسالة لكل الناس "نحن هنا"، فقال لي: يا شيخ هؤلاء ليسوا يمنيين ولا صوفيين، هؤلاء "سعوديين" شيعة إسماعيلية من منطقة تسمى "نجران "، جنوب المملكة، فقلت: قد قال لي أحدهم إنهم يمنيون! قال: لا، هم يكذبون، ولما كان اليوم التالي، جلست في مكاني أتأمل أحوالهم وبدعهم الكثيرة، حتى جلس أحدهم قريبًا مني، فقلت له متسائلًا بعد السلام: من أين أنت؟ قال: من نجران! فقلت: لماذا تتجمعون هكذا؟ وتصلون هكذا؟ فغضب، وقال: نصلي لله، فقلت له: لماذا تتخذ هذه السجادة مع وجود السجاد المفروش؟ قال: عندي حساسية في أنفي، فقلت: وهل الأخرون عندهم حساسية؟ فغضب، فلم يلبث إلا قليلًا ثم انصرف دون كلام! وهنا جلست أتفكر في هؤلاء وأمثالهم ووقفت مع نفسي وقفة ملخصها: كيف هو وجه الشبه الكبير بين الصوفية والشيعة، وكيف هي شدة العداوة لأهل السنة وخصوصًا السلفيين، وكيف هو جلد أهل الباطل في محافظتهم على الحضور والتجمع بصورة أولى بها أهل السنة من إظهار الاجتماع والاتفاق، وكيف أن العصبية في التزامهم المكان المقابل للركن اليماني تبعث على القلق والريبة فيهم، فاللهم احفظ بيتك من فتن المبتدعين، واحفظ بلادنا و سائر بلاد المسلمين من كل مكروهٍ وسوء.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com