الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

قولوها صريحة.. خدعناكم

ألم يحن الوقت أن تكفوا عن الاستمرار في التضليل؟ وقد أثبتت فلتات ألسنتكم أنتم ذلك!

قولوها صريحة.. خدعناكم
محمد إبراهيم منصور
الأحد ٢٣ أغسطس ٢٠١٥ - ١٣:٣٦ م
2386

قولوها صريحة.. خدعناكم

كتبه/ محمد إبراهيم منصور

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

قولوها صريحة: "خدعناكم"، أقول لمن حشد الناس تلك الحشود باسم الإسلام وأغروا الشباب وأخرجوهم من تعقلهم بتهييج عواطفهم وخداعهم إلى الشوارع والميادين بالكذب والخداع.. أقول لهم قولوها صريحة لأتباعكم: "خدعناكم"، قولوها: "ضللناكم"، قولوها: "ضحكنا عليكم"، قولوها: "كذبنا عليكم"، قولوها كيف شئتم، لكن لا تستمروا في الخداع! ألم يحن الوقت أن تكفوا عن الاستمرار في التضليل؟ وقد أثبتت فلتات ألسنتكم أنتم ذلك! ولم يبق إلا أن تعترفوا صراحة، فأعلنوها خيرًا لكم ولبلادكم.

زوبع يعترف.. أنهم كانوا يخادعون

أقر زوبع، بما لا يدع مجالًا للشك، أن الهدف الأكبر المعلن لاعتصام رابعة والنهضة ولحركة الناس في الشوارع والميادين والصدام الذي حدث، والذى سالت فيه الدماء في كل مكان، أقر أن ذلك الهدف كان خداعًا ولم يكن صحيحًا، كان كذبة كبرى سُبكت وحُبكت ودُبرت بليل، وضلل بها الناس، "مرسي راجع"، "على الطلاق مرسي راجع"، "اللي بيشك في عودة مرسي بيشك في ربنا"، "يوم التلات العصر مرسي راجع القصر"، "هنجيب مرسي الفجر"، ليخرج الناس من هنا، ومن هناك لتصطدم الجموع بالجموع ويحدث الاقتتال ويرى الناس الدماء والأهوال التي كان السبب الرئيسي فيها ذلك الخداع والتهور، والذى قابله مواجهات بعنف، وتوسيع دائرة الاشتباه، ووقوع أبرياء ضحايا لهذا الصراع، ونحن لا نرضى بذلك، ولا نُقِرُّه، وحذرنا منه كثيرًا، ثم يأتي "زوبع" ويقول: "كنا نعرف أن مرسي لن يعود، وكنا نقول هو راجع لتحسين حالة التفاوض التي نصل إليها"، يقول زوبع: "كنا نعلم أن هذا الاعتصام لن يرد الرئيس مرسي إلى منصبه في كرسي الرئاسة، بحسب وصفه"، وتابع: "قد يسأل البعض: لماذا كنتم تقولون للناس في الاعتصام "الرئيس سيعود غداً أو بعد غد"؟.. لأنه كان هناك نوع من الضغط الكبير لكي نعيد المشهد إلى منطقة التفاوض السياسي"، نقول لـ "زوبع" ومن معه: ماذا ستقولون لهؤلاء الشباب الذين ما أخرجهم وعرضهم للموت إلا ذلك الأمل الذى أوهمتموهم به، وأنتم تعلمون أنه سراب، وأنه ليس هو الهدف الحقيقي الذي حشدتموهم من أجله؟ ماذا ستقولون؟ أجيبونا.. قولوا لهم:

أجرمنا وخدعناكم

عاصم عبد الماجد يعترف أنه كان مخدوعًا مخادعًا، عاصم عبد الماجد- الذي استقال من الجماعة الإسلامية من أجل أن يقوم بدوره في حشد الشباب بالعاطفة واللعب على عواطفهم واستفزاز مشاعرهم ليسلموا أنفسهم لقيادته الغير رشيدة ليصرخ فيهم إلى الميادين.. إلى ساحات الجهاد.. وارتداء الأكفان..  للشهادة جهزهم عاطفيًا على مدى أشهر، ثم حشدهم هو ومن هم على شاكلته إلى الميادين وحول المنصات، وبينما هو على المنصة جاءته تسريبات أو توهم أن هناك تسريبات- أخبر أنه كان مخدوعًا هو الآخر بها، وهي: أنه إذا حدث تماسك حول المنصات سوف ينقسم الجيش وتحل المسألة، ثم علم بعد ذلك أنها كانت أوهام.. أوهام لعله الآن يعرف مصدرها، ولعل مصدرها هو نفس المصدر الذي خدع بعض الشيوخ الطيبين حين قال لهم: "أخبروا الناس أن هناك مئات الآلاف في شتى أنحاء مصر ينتظرون ساعة الصفر، أو لعله هو المصدر الذي أوهم الناس أن الأسطول الأمريكي توجه ناحية مصر لينصر من هم على المنصات، أو لعله هو المصدر الذي أوهم الناس أن البلد أوشكت على الإفلاس، أو لعله هو المصدر الذي أوهم الناس أن محاولة اغتيال وزير الدفاع فى ذلك الوقت نجحت وأن الذي يظهر على الشاشات دوبلير، أو لعله هو المصدر الذي أوهم الناس أن أمريكا معنا وأن العالم الغربي كله في ظهورنا وأن الوضع الحالي لن يطول، أو لعله أو لعله.. أكاذيب وأوهام كثيرة خُدع بها الناس ثم تأكدوا أنها وهم، كما تأكد عاصم عبد الماجد مبكرًا أنه كان متوهمًا، وأقر بذلك وامتنع عن صعود منصة رابعة بعد أن كان من نجومها لأنه تأكد أنه كان واهمًا، يقول عاصم عبد الماجد: "عند حد معين، اكتشفت أن توقعات تخلخل جبهة الجيش المصري لن تتحقق، وأن نزول المصريين للشارع، وإن كان كبيرًا، لن يجبر الجيش، امتنعت عن الكلام وامتنعت عن الصعود على منصة رابعة؛ لأنه في هذا التوقيت، رأيت أن المسالة ستطول وستمضى في مسارات لا نحبها ولا نريدها لبلادنا ولا نتوقعها، وهنا سكتُّ عن مطالبة الناس بالنزول أو التظاهر أو الاحتشاد أو أي شيء، ورأيت أن الأمر يحتاج شيئًا آخر غير الاعتصام أو التظاهر"، وكأنه قال هذا في نفسه لكنه لم يخبر بذلك في حينه ولم يعلن، والآن.. وبعد ما حدث ما حدث من الخراب والدمار، هاهو يصرح أنه تأكد بعد أيام قليلة من بداية اعتصام رابعة أنه كان متوهمًا؛ ولذلك امتنع عن الصعود على المنصة! نسأله الآن لماذا لم تعلن هذا وقتها وتركت الناس على الوهم الذي كنت فيه ليستمروا في التعرض للصدام الدموي الذي تعرضوا له؟ أما كان يجدر بك أن تعلنها؟ "توهمنا وأخطأنا واكتشفنا أننا كنا مخدوعين"؛ لتترك الناس على الأقل يختاروا لأنفسهم أن يستمروا في ذلك الوهم أو يتركوه.

حزب البناء والتنمية

حزب البناء والتنمية الذي كان ركنًا ركينًا من أركان التحالف الإخواني، واختار المضي قدمًا في الحشد والصدام وعدم الاستجابة لأي حلول سياسية.. اليوم يعلن قادته أن الحل السياسي لابد منه لإنقاذ البلاد والعباد! "أكد حزب البناء والتنمية على ضرورة التوصل لحل سياسي عادل بعيدًا عن "الأطروحات الصفرية" التي لن تزيد الوطن إلا رهقًا ولن تجني منها سوى مزيد من إزهاق الأنفس وإتلاف الأموال، وطالب جميع وسائل الإعلام والنخب السياسية والثقافية التوقف العاجل عن بث الكراهية بين جموع المصريين، والتي أنتجت تصدعًا مجتمعيًا لم يحدث من قبل؛ مما ينذر الدولة المصرية بالخطر الكبير بعد تفتت نسيجها الاجتماعي بهذه الصورة التي تحتاج إلى جهد حقيقي لرأب الصدع وإعادة اللحمة بين المصريين"، سبحان الله! أين كان هذا الكلام يوم كنتم على المنصات والشاشات؟ أخيرًا قلتم هذا وعرفتم خطورة الصدام على البلاد والعباد! الآن عرفتم خطورة جرِّ البلاد إلى الصدام والدماء! أما يجدر بكم الآن أن تقولوا: أخطأنا حين تركنا هذا التوجه وحين دعونا الناس إلى خلافه؟ الحقيقة أن غير هؤلاء الكثير ممن يُقِرُّون الآن بلسان حالهم أنهم ضلوا الطريق وأخطئوه، لكنهم ليس عندهم الشجاعة التي يواجهون بها أتباعهم وأنفسهم ليعلنوها صراحة أنهم ضللوهم وخدعوهم، ليس العجب ممن خادع أن يستمر على خداعة، ولكن العجب ممن وقع عليه الخداع مرات أن يستمر على التعاطف واتباع من خدعه، ولابد أن يكون واضحًا أن إنكارنا هذا على هؤلاء الذين خدعوا الناس والشباب وضللوهم وأدخلوهم في هذا الصراع الذي لا ناقة لهم فيه ولا جمل، لا يعني إقرارًا لتوسيع دائرة الاشتباه أو ظلم لأبرياء أو إراقة لدمائهم أو تقييدًا لحرياتهم؛ فهذا مرفوض وذاك مرفوض لا نقبله ولا نُقِرُّه.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com