ثم يستأنف العمل إن شاء الله
كتبه/ مصطفى دياب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
إذا أدركت أن لطف اللطيف لا ينفك عنه؛ تيقنت أن المنع هو عين العطاء.
فالحمد لله الذي أعطى ومنع، ورفع وخفض، وغفر وستر، قال صلى الله عليه وسلم:
«قال الله تعالى: إذا ابتليتُ عبدي المؤمن فلم يشكُني إلى عواده، أطلقته من أساري،
ثم أبدلته لحمًا خيرًا مِن لحمه، ودمًا خيرًا مِن دمه، ثم يستأنف العمل». (صححه
الألباني).
وفي فيض القدير في شرح هذا الحديث قال: «قال تعالى: إذا ابتليت عبدي المؤمن»؛
أي: اختبرته وامتحنته، «فلم يشكُني»؛ أي: لم يخبر بما عنده مِن الألم، «إلى عواده»؛
أي: إلى زواره في مرضه، «أطلقته من أساري»؛ أي: مِن ذلك المرض -فالمريض أسير-، «ثم
أبدلته لحمًا خيرًا مِن لحمه» الذي أذهبه الألم، «ودمًا خيرًا مِن دمه» الذي أذهبه
الألم، «ثم يستأنف العمل»؛ أي: يكفر المرض عمله السيئ، ويخرج منه كيوم ولدته أمه،
ثم يستأنف العمل، وذلك لأن العبد لَمَّا تلطخ بالذنوب ولم يتُب، طهره الله مِن
الدنس بتسليط المرض، فلما صبر ورضي أطلقه من أسره بعد غفره ما كان من إصره ليصلح
لجواره بدار إكرامه؛ فبلاؤه نعمة وسقمه مِنَةٌ.
اللهم اجعلنا مِن عبادك المؤمنين الصابرين الشاكرين، واغفر لنا الخطايا والسيئات،
وأعنا على ذكرِكَ وشكرِكَ وحسن عبادتك واستئناف العمل .. وصلِّ اللهم على سيدنا
محمد، وعلى آله وصحبه وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
موقع
أنا السلفي
www.anasalafy.com