السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

د. أحمد فريد: كيف يقولون تم إقصائي وكنت جالساً بين "أبي ادريس" و" برهامي" ؟؟!!

د. أحمد فريد: كيف يقولون تم إقصائي وكنت جالساً بين "أبي ادريس" و" برهامي" ؟؟!!
الاثنين ٢١ سبتمبر ٢٠١٥ - ١٧:٤٩ م
1451

كتب: مصطفى بسيوني

الدكتور أحمد فريد لـ "الفتح":

كيف أكون مبعدًا وقد كنت جالسًا بين "أبو إدريس" و"برهامي"؟!

مصلحة البلد أهم.. وينبغي أن يكون هناك ميثاق شرف مع بقية الناس

على "الأوقاف" ترك دعاة المنهج السلفي يردون على موجة التكفير التي تجتاح العالم الإسلامي

نشجع الناس على التكتلات التي تقوم على أسس سليمة وعقيدة أهل السنة والجماعة.. وظهرت بركات هذا التحالف في دحر الحوثيين باليمن

على الشباب ألا يغتر بداعش ولا بشعاراتهم وأن يتبعوا علماء أهل السنة

مرَّت "الدعوة السلفية" بحقب متعددة منذ نشأتها وحتى الآن، وعاصرت أحداثًا خطيرة كانت لها تأثير كبير على حركتها وحريتها؛ كما رميت بتهم عدة حتى من أبناء التيار الإسلامي ذاته؛ وبناء عليه كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور أحمد فريد، مستشار مجلس إدارة "الدعوة":

 

  • ما منظور الدعوة السلفية للمشاركة السياسية قبل وبعد 25 من يناير؟ وما أسباب تغيُّر موقف الدعوة السلفية من المشاركة السياسية؟


بداية: هناك من يظن أنه في حِل من أن يشتغل بالأمور السياسية، سواء في الداخل أو الخارج، ويظن أن الواجب عليه أن يصلي الصلوات الخمس في المسجد، ويدرك تكبيرة الإحرام، ويصوم الإثنين والخميس، ويؤدي العبادات الفردية المكلف بها فقط، ويظن أن ذلك يسعه ولا يجب عليه أكثر من ذلك؛ فأقول لهم إن هذا الفهم ضيق، وهذا ما يريده العلمانيون؛ بقولهم: "دع ما لله لله، وما لقيصر لقيصر"، هم يعترفون بالإسلام عقيدة ولا يعترفون به شريعة؛ فيقولون: صلِّ كما شئت، صم كما شئت، حج واعتمر كما شئت، ولكن الإسلام لا يحكم ولا يصلح للحكم، فكوننا ننسحب من العمل السياسي أو الاشتغال بالأوضاع الإقليمية أو السياسية الداخلية، وألا يكون لنا أي توجيه أو تواجد سياسي؛ فهذا ما نادى به السادات سابقًا، وهي كلمة علمانية: "لا دين في السياسة، ولا سياسة في الدين"، وهي كلمة خاطئة؛ فبم حكم المسلمون العالم حين حكموه؟ النبي صلى الله عليه وسلم، وصحابته من بعده أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء في الدولة الأموية والعباسية ساسوا العالم والأمم والشعوب؛ فهي بالطبع كلمة خاطئة بل نقول: "هناك سياسة في الدين ودين في السياسة"، وحين نتكلم عن السياسة لا نتكلم عن السياسة القائمة على الكذب والخداع والتدليس وتشويه الأخر، أو كما يدعون أن "السياسة نجاسة" ولا ينبغي الخوض فيها، بل نقول: تلك هي سياستهم، ولكن السياسة الشرعية لا نجاسة فيها؛ فشيخ الإسلام ابن تيمية له مؤلفات في السياسة الشرعية منها: ما يجب على الحاكم، وما يجب على الناس تجاه الحاكم، والواجب على الأمة تجاه الأمم الأخرى، سواء كانت مسلمة أو كافرة، وما يجب علينا تجاه أهل الجوار، كلها أمور سياسية ينبغي أن نعرفها لنكون أهلًا لتحمل المسئولية، وأهلًا لرفع الراية؛ فلا بد أن يكون عندنا خبرة ودُربة وممارسة حقيقية ومشاركة، وإلا فالعلمانيون والليبراليون كانوا يتمنون أن نختفي من الساحة كما حدث مع الإخوان ويكونوا بذلك قد تخلصوا من الإسلاميين كلهم مرة واحدة؛ لأنهم حقيقة كارهون للإسلام وكارهون لكل من ينادي بالإسلام، وهذا رد على الأخوة التي تنادي بترك السياسة وعدم المشاركة فيها والتفرغ للدعوة.


كذلك من يقولون: "إن الدعوة لم تكن تشارك في السياسة من قبل"، كما ينادي بعض الإخوة في محافظة مرسى مطروح، قائلين: إن الدعوة رجعت لما قبل عام 1994؛ أي مطالبين بأن تكون الدعوة بعيدة عن السياسة وقاصرة على العبادات والدروس والمحاضرات، ويظنون أنهم هكذا على صراط مستقيم، فقد يسع الدعوة في هذا الوقت مثلًا ما لا يسعها في الوقت الحالي؛ ففي عام 1994 لم يكن للدعوة هذا الانتشار والتواجد الكبيرين، ولم يكن العدد بهذا الكم، ولم تكن الكيفية بهذا الشكل؛ فكان يسعها تربية الكوادر حينئذ، ونقول: إن الواقع غير الواقع، والزمن غير الزمن، ولم يكن هناك انتخابات حرة قبل ذلك، وكانت تجرى بالتزوير، ولكن الواقع تغير؛ فلا بد أن يتغير القرار مع الواقع.

 

  • ما سبب التضييق على الدعوة السلفية قبل 2011 ومنعهم من الخروج في الإعلام؟ في حين سُمح لدعاة آخرين بالظهور على الفضائيات؟


ثمة تضييق بالفعل، وأظن أن ذلك كان رؤية لبعض الأفراد المتابعين للعمل فى ذلك الوقت، كانوا يضيقزن على المشايخ بشدة، وكنت أتعرض لمشاكل بسببهم لأنني كنت أظهر في الإعلام على غير رغبتهم، ، وبالنسبة لمشاركة الإخوان في العمل السياسي أيام مبارك وتواجدهم في البرلمان، حتى وإن كان تواجدًا ضعيفًا، أعطاهم ثقل واعتبار معين؛ فكانوا يعاملون بغير ما يعامل به السلفيون؛ حيث كان السلفيون يُعتقلون في أي وقت، ويُجدد لهم الحبس في أي وقت، وأذكر أنه في عام 2004 لفقت لي قضية أخذت منها إخلاء سبيل بكفالة بعد شهر، ظللت في سجن الترحيلات شهرًا كاملًا، ثم بعد ذلك اعتقلت شهر ونصف، ثم عدت مرة ثانية لسجن الترحيلات لمدة ثلاثة أسابيع، ثم جُدد الاعتقال شهر ونصف مرة ثانية، ثم خرجت، وأذكر في أحد المرات حين كنا في سجن الترحيلات بالإسكندرية، جاءنا مسئول الإخوان بالإسكندرية في وقتها وهو أستاذ بجامعة الإسكندرية، نزل معنا في سجن الترحيلات، وكنت أظن أنه سيمكث أسبوعين على الأقل إلا أنه لم يبت ليلة واحدة، حتى إنني جهزت له فراشًا بجواري ورحبنا به، فالسجن لا يعرف هذه الاختلافات؛ فالجميع مشتركون فى البلاء، خرج من سجن الترحيلات في يومها وذهب لأمن الدولة ثم رجع إلى بيته في نفس اليوم، بينما أخذت إخلاء سبيل من القضية ثم اعتُقلت ثم حُبست ثم تجدد الاعتقال مرة ثانية؛ فكان للإخوان معاملة مختلفة عن المعاملة التي نعامل بها؛ فهم لهم تواجد سياسي حتى وإن لم يكن بشكل قوي، لكن كان لهم صوت مسموع، بينما لم يكن للسلفيين في هذا الوقت أي تواجد سياسي أو مشاركة برلمانية.

 

  • ما رأيكم في من يقول: إن الدعوة السلفية تُستغل من قبل النظام لفترة محددة وسيتم الانقلاب عليها كما حدث مع الإخوان؟


هذا ظن، والظن لا يغني عن الحق شيئًا، قيل لنا: إنه بعد عام سيتم القبض عليكم وإيداعكم السجون، وها قد مر أكثر من عامين على رحيل الإخوان والحمد لله لا تزال دعوتنا مستمرة، وعلى أي حال، إذا تعرضنا لبلاء لا طاقة لنا بدفعه أو لسنا من استجلبه على نفسه، أمر مختلف عمن استجلب على نفسه البلاء؛ فالسياسة هي فقه الممكن، أن تحصل على مكسب لبلدك ومجتمعك، فالسياسي هو من يستطيع تحصيل المكاسب بما هو متاح، أما الذي يضيع كل شيء ويستجلب على نفسه البلاء، ثم يقول: "إن السلفيين عندهم غباء سياسي، فمن هو الذي عنده غباء سياسي؟! من أضاع كل شيء؟ من خسر رئيس الجمهورية وخسر رئيس الوزراء وخسر الجماعة وخسر الأفراد وخسر دعوته فأصبح إما داخل السجون وإما خارج البلاد؟ فهذه ليست سياسة، إنما السياسة فقه الممكن، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "الإستقامة" في أول الجزء الثاني، على ما أذكر: "من نزعت منه الرياسة لا يقاتل عليها وإن قاتل يكون قتال فتنة" لأن من يستطيع أخذ الرياسة من الحاكم لا بد أن يكون أقوى منه، فكيف أقاتل من استطاع أن يأخذ مني الرياسة وقد نزعها مني عنوة؟ إلا أن يكون قتال فتنة، ويقول الحسن البصري: "لو أن الناس ابتُلوا من جهة حكامهم فصبروا لجعل الله لهم مما هم فيه فرجًا ومخرجًا، ولكنهم يلجئون للسلاح فيوكلون إليه فوالله ما أَتَوا بيوم خير قط"، أي إنهم إذا صبروا وأدوا ما عليهم وسألوا الله عز وجل؛ لجعل الله لهم فرجًا ومخرجًا، ولكنهم يلجأون إلى السلاح فيوكلون إليه، وشجرة الخروج على الحكام لا تأتي إلا بالأشلاء والدماء ولا تأتي بخير، فمهما كان الأفراد لن يكونوا بقوة الدولة بمؤسسات وشرطة وجيش وإعلام وقضاء؛ فتكون المعركة غير متكافئة وثمرتها غير طيبة.

 

  • ما تعقيبك على من يخوض في مسألة إلزامية قرار الدعوة السلفية مع علمي أنكم رددتم من قبل على من يدعي أن مجلس إدارة الدعوة السلفية يتخذ قرارات ومن يخالفها يُستبعد من العمل الإداري؟


وسيلة العاجز التشويه؛ فقد قيل عن النبي صلى الله عليه وسلم: شاعر ومجنون، رغم أنه أشرف الخلق وأعقل الخلق وأطيب الخلق، لم يسلم، والشيطان يدخل من عدة مداخل: من الكفر، فإن لم يستطع فمن البدعة، فإن لم يستطع فمن الكبيرة، فإن لم يستطع فمن الصغيرة، فإن لم يستطع فيشغل الإنسان بالعمل المباح، فإن لم يستطع يشغله بالمفضول عن الفاضل، فإن لم يستطع سلط عليه أولياءه من الإنس والجن بألوان الأذى ولم يسلم من ذلك أحد، ولو سلم أحد لسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء في آخر عقبة مع الشيطان؛ فحين وجدوا الدعوة تجتمع وتكون مجلس الإدارة قالوا: "إن الدعوة تستبعد مجلس الأمناء، في حين أنه منذ المجلس الماضي لم أكن أنا أو الشيخ أحمد حطيبة أو الشيخ محمد إسماعيل المقدم مشاركين في مجلس الإدارة، وكنا قد اعتذرنا عن العمل الإداري، فكيف أبعدونا في حين كنت جالس بين الشيخ أبو إدريس والشيخ ياسر وألقيت ثاني كلمة بعد كلمة الرئيس قبل الشيخ ياسر نائب الرئيس، فكيف أكون مبعدًا؟!

 

  • كيف يكون التعامل مع الإعلام والصحف التي تتعمد نشر الأكاذيب لتشويه الدعوة السلفية ؟ هل بالرد أم بالتجاهل؟ أم تارة بالرد وتارة بالتجاهل؟


نحن دعوة على نهج الأنبياء، فنرد بقدر دفع الشبهة عنا: "يا قوم ليس بي سفاهة"، فلم يكن الأنبياء يردون فيقولون: بل أنتم السفهاء، مع أن من يعادون الأنبياء كانوا بالفعل سفهاءًا، ولكن كان الأنبياء يدفعون الشبهة عنهم دون رمي الآخر بالسفه أو بالجهالة، وهذا هو مقام الإحسان؛ فيوسف عليه السلام لما ألقاه أخوته في غياهب الجب وبيع بيع العبيد وتعرض للفتنة في بيت العزيز، قال لما ظهر على إخوته: "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين"، والنبي صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة قال: "ما تظنون أني فاعل بكم؟" قالوا: "أخ كريم وابن أخ كريم" قال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، وإبراهيم عليه السلام لما قال له أبوه: "لئلم تنته لأرجمنك وأهجرني مليًا"، قال: "سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيًا"، ندعوا إخواننا السلفيين والمسلمين عمومًا أن يدرأوا بالحسنة السيئة؛ لأنها تقلب العداوة محبة: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"، وأذكر قصة ذكرتها في اجتماع الجمعية العمومية الأخير أن إحدى بناتي كان لها جارة تكثر من ذكر الملتحين والمنتقبات بالسوء بسبب الضجيج الذي يصنعه أطفالها؛ فقررت هي وزوجها مصالحتها بعلبة شيكولاتة هدية، فلما وجدت منهم معاملة حسنة على الرغم من إساءتها إليهم، انقلبت مائة وثمانون درجة ولم تعد تذكر الملتحين والمنتقبات إلا بكل خير، وهذا هو سلوك أهل الإحسان؛ فقلوبهم تسع إساءة الناس وتردها بالحسنة، وكان للشيخ حسن البنا رحمه الله كلمة طيبة كان يقول: "كونوا كالشجر يُقذف بالحجر فيلقي بالثمر"، ويا ليت الإخوان يعملون بهذا القول قول شيخهم وإمامهم.

 

  • ظهر في الإعلام مؤخرًا من يتكلمون في أمر الشيعة بشيء من التقدير والإعجاب بل ووصل الأمر أن منهم من سافر إلى بلادهم في محاولة لتحسين صورة الشيعة عند عوام الناس، فما تعليقكم؟


هو أمر من اثنين: إما مسلم جاهل، أو مأجور تُدفع لهم الأموال ليقولوا ذلك، ونقول: إن هؤلاء يجب التحذير منهم؛ فهم أبواق الشيعة في بلادنا، فمصر لا يوجد بها شيعة إلا أفراد متناثرون والحمد لله، فلا توجد حسينيات ولا توجد تكتلات شيعية كحال كثير من الدول الأخرى كالسعودية والكويت والبحرين واليمن، فنسأل الله أن يحفظ مصر من الشيعة، فقد انكشف وجه الشيعة القبيح ولم يعد هناك تقية، فانظر إلى ما يحدث في اليمن والعراق: يضربون أماكن أهل السنة بالطيران! ودورنا التحذير من أمثال هؤلاء وتحصين الناس بحب الصحابة ومعرفة فضل الصحابة، وعلى الرغم من أن للشيعة نحو خميس قناة على قمر النايل سات، وأن قنوات أهل السنة التي تواجه هذا المد الشيعي لا تبلغ خمس قنوات، إلا أنه بفضل الله القناة الواحدة منهم بالخمسين الشيعية منها البرهان وصال وصفا؛ فالحق قوي وإن ضعفت أسباب نصرته، قال تعالى: "إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا"؛ فمهما فعل هؤلاء وغيرهم بأموالهم التي ينفقونها ليل نهار للسيطرة على المسلمين وتغيير عقائدهم، لن يضرنا ذلك شيئًا ما دمنا في معية الله.

 

  • كانت الأحداث الأخيرة هي الاختبار الأول للجيل الجديد من أبناء الدعوة بدءًا من يناير 2011 وحتى يوليو 2013 وما تلاها من أحداث عنيفة متلاحقة فقد شعرنا بالخطر الشديد على الدعوة والصحوة الإسلامية بشكل عام، فما هي المواقف التي تتذكرونها في بداية العمل الدعوي التي تعرضتم لها وشعرتم عندها بالخطر الحقيقي؟


نحن في الدعوة من بداية السبعينيات منذ العام الأول الجامعي أي ما يقرب من أربعين عامًا ولله الحمد، وأسأل الله سبحانه وتعالى ألا يحرمنا من شرف الدعوة إليه، نعم مرت بنا أحداث كثيرة منها: أحداث الفنية العسكرية سنة 1975 وبعدها قضية الجهاد الثانية وفي 1981 مقتل السادات وأحداث أسيوط وبعدها في التسعينات تفجيرات الجماعة الإسلامية، فالدعوة مرت بمواقف كثيرة إلا أننا لم نواجه الدولة بالقوة أبدًا حتى وإن بغوا علينا، وأتذكر أني كنت أستخير قبل أن أسافر أيام تفجيرات 91 ولم تتوقف الدعوة قط ولله الحمد، قبل عام 1994 كان هناك مجلس تنفيذي ولجنة اجتماعية ولجنة محافظات، وكانت هناك جريدة صوت الدعوة والنشرة الداخلية ومخيم سنوي كان هناك عمل على أعلى مستوى، ولكن الأمن لم يقبل ذلك وتم تلفيق قضية للشيخ ياسر والشيخ سعيد والشيخ محمود عبد الحميد، فكانوا يريدون أن لا يكون للسلفيين كيان منظم، كانوا يريدونهم أفرادًا مبعثرين، وعلى الرغم من ذلك لم تتوقف الدعوة، وإلى الآن يتم التضييق على الدعوة، وعلى الرغم من أننا الوحيدون القادرون على الرد على الفكر التكفيري، إلا أن الأوقاف تضيق علينا؛ لذلك عليهم أن يتركوا دعاة المنهج السلفي يردون على تلك الموجة من التكفير التي تجتاح العالم الإسلامي بأسره.

 

  • نريد منكم بعض التعليقات عن الوضع السياسي الإقليمي في بلاد كليبيا وسوريا والعراق واليمن؟


كل تلك مخططات غربية لتقسيم بلاد المسلمين؛ حتى لا تقوم لنا قائمة، بينما تجتمع تلك الدول وتكون التكلات الضخمة القوية والتحالفات المشتركة لكي تكون لهم شوكة، وقد نجحوا في إثارة الوضع في بعض البلاد بطريق مباشر أو غير مباشر وإحداث قتال داخلي كحال ليبيا والعراق وسوريا واليمن ويريدون أن يفعلوا نفس الأمر بمصر والسعودية، إلا أن الأمر لن يتجاوز أحلامهم، ولن يصلوا إلى ما يبتغون إن شاء الله، ونحن ولاؤنا لأهل السنة في أي مكان، سواء في العراق أو سوريا أو اليمن أو كل مكان، ولا نوافق على مسألة التقسيم، فنتمنى أن تتجه الدول الاسلامية إلى عمل تكتلات كما يقومون هم بعمل تكتلات ضخمة كذلك نحن نريد أن يكون لنا تكتلات ضخمة،و هذه التكتلات يمكن أن تكون مقدمة لتحالف اسلامى واحد والتحالف العربي لمواجهة الحوثيين في اليمن تم بتوفيق من الله عز وجل لملك السعودية ومن شاركوا معه من مصر والإمارات والكويت والبحرين والسودان والمغرب.

 

  • هل تشجع الدولة على استمرار مثل هذه التحالفات؟


نحن نشجع كل تقارب بين المسلمين لتكوين قوة عربية للدفاع عن المسلمين في أي مكان، ونريد تكتلات قوية بخلاف مراد الكفار منا؛ فهم يريدون التفتيت والتقسيم لإضعاف قوتنا "ولا تنازعوا فتنفشلوا وتذهب ريحكم"، ريحكم: أي قوتكم؛ لذلك نشجع الناس على التكتلات التي تقوم على أسس سليمة وعقيدة أهل السنة والجماعة، وظهرت بركات هذا التحالف في دحر الحوثيين في اليمن، فإن شاء الله تنتهى الأزمة في اليمن ويتفتت الحلم الصفوي بإنشاء الإمبراطورية الفارسية، وأما العراق ففيها مشكلة داعش، وهي فيها تكفيريون وفيها جهلاء لا يعرفون العقيدة الصحيحة وفيها العملاء من البعثيين الذين يشوهون صورة الإسلام.

 

  • كيف يمكن توجيه الشباب الذي تتوق نفسه إلى الجهاد فينظر إلى داعش ويجدها سيطرت على مدن ومناطق واسعة فيفتن بها ويظن أن هؤلاء هم الخلافة الحق؟


نقول لهؤلاء الشباب: لا تغتروا بالشعارات والنعرات، فمن من العلماء يقود داعش؟ ومن زكاها من علماء العصر؟ فمثلًا الدعوة السلفية بالإسكندرية مدحها الشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن باز، والشيخ الألباني مدح الشيخ محمد إسماعيل المقدم، ولكن من زكى داعش؟ ومن يوجههم علميًا؟ نقول للشباب لا تتحرك تحت أي راية ولا تنساق للعواطف، كذلك فإن تصرفاتهم تصرفات أناس لا يملكون مسحة من علم، فيقتلون يابانيًا فيُكرهون الشعب الياباني في الإسلام، ثم يقتلون تايلانديًا وهكذا، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه"، على الرغم من غدرات عبد الله بن أبي بن سلول، ولما طلب ابنه عبد الله بن عبد الله قميص أباه أعطاه إياه النبي صلى الله عليه وسلم وطلب أن يصلي عليه فصلى عليه حتى أن عمر رضي الله عنه جذب النبي صلى الله عليه وسلم من ثوبه وقال: أتذكر يوم كذا حين قال كذا؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: "أخر عني يا عمر إني خُيِّرت فاخترت"، "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم"، قال: "لو أعلم أني لو زدت عن السبعين غُفر له لزدت"، وهذا من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا تأليف لأبنه ولقومه، كذلك ثمامة بن أثال لما رُبط في المسجد وقال: "ما عندك يا ثمامة"، وكان شاعر بني حنيفة، وكان يهجو المسلمين فماذا لو كان وقع بين يدي داعش؟ ولكن النبي صلى الله عليه وسلم رغبه في الإسلام، منَّ عليه بالعفو، فقال له: "لقد كان دينك أبغض الأديان إلي فصار أحب الأديان إلي وكان وجهك أقبح الوجوه إلي فأصبح أحب الوجوه إلي"، فهم بحاجة لدراسة السيرة وتوجيه العلماء، ولكن للأسف هكذا يصبح الحال حين تكون جماعة بهذه القوة دون أي توجيه من العلماء، النبي صلى الله عليه وسلم وصف الخوارج بأنهم "يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم ويمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لقتلتهم قتل عاد" وقال: "يدعون أهل الأوثان ويقتلون أهل الإسلام" فعلى الشباب ألا يغتر بهم وأن يتبعوا علماء أهل السنة، أصحاب العقيدة الصحيحة والمنهج القويم وألا يغتروا بالشعارات.

 

  • كيف يمكن مناصرة أهل فلسطين وتحديدًا أهل غزة المستضعفين الذين يقعون تحت وطأة احتلال غاشم ظالم يغتصب الأراضي ويعتدي على الحرمات؟


فلسطين في قلوبنا، وهي من أرض الشام، وهي أرض مباركة فيها المسجد الأقصى؛ فعلينا نصرتهم بقدر طاقتنا، وأقل شيء نصرتهم بالدعاء سواء في غزة أو القدس، وحقيقة هم معرَّضون لأذي كبير خاصة الذين يحمون المسجد الأقصى من الرجال والنساء ويتعرضون للضرب والأذى فأقل شيء أن ندعوا لهم ولو كان بإمكاننا فعل أي شيء آخر لفعلناه ولكن الواقع أن هذه الأمور بحاجة لدول وليس لأفراد.

 

  • ما موقفنا من قضية بورما التي وصلت إلى درجة الإبادة الجماعية؟


موقفنا كموقف فلسطين، لا نملك لهم إلا الدعاء، وقلوبنا تدمي لإخواننا في بورما، ونهيب بمصر والسعودية وتركيا والبلاد الإسلامية عمومًا ألا يتركوا إخواننا يُفتنون في دينهم بهذه الطريقة، وحتى قضية اللاجئين السوريين يجب أن تستجلب عطفنا؛ فالمستشارة الألمانية تقول: "سوف يكتب التاريخ أن السوريين لم يذهبوا إلى مكة وهي أقرب لهم وأتوا إلى أوروبا"، ونحن نتساءل لماذا لا يذهب هؤلاء اللاجئون إلى السعودية؟ أو الإمارات؟ لماذا لا يأتون إلى مصر؟ فنحن نهيب بالدول العربية ورؤساء الدول التي تنتسب إلى الإسلام، ونقول لهم نحن أولى بإخواننا المسلمين: "المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض"، فلا نتركهم للكفار يعطفون عليهم ببعض المعونات والنفقات، ونهيب بحكام المسلمين والملوك والرؤساء أن يستقبلوا هؤلاء اللاجئين وأن يكون هناك تدخل في قضية بورما سواء بطرد السفراء أو الضغط عليهم أو تهديدهم ولا نترك إخواننا المسلمين يواجهون تلك المصائر وحدهم.

 

تصنيفات المادة