الجمعة، ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

السلفية -2

إن المعرض عما بعث الله تعالى به محمدًا من الهدى ودين الحق يتقلب في خمس ظلمات

السلفية -2
عادل نصر
الاثنين ١٢ أكتوبر ٢٠١٥ - ١٤:٢٦ م
1197

السلفية (2)

كتبه/ عادل نصر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

سلامة القلوب في اتباع وحي علام الغيوب

ومِن الأسباب التي تجعل تمسكنا بالوحي المنزل واعتصامنا به أمرًا لا نحيد عنه أنَّ فيه سلامة القلوب، فالقلب السليم الذي ‏ينفع صاحبه يوم القيامة كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.

فالقلب السليم هو الذي سلم مِن كل شبهة تعارض خبر النبي ‏صلى الله عليه وسلم‏ ومن كل شهوة تعارض أمره، وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم: «‏فيكون الحاكم عليه في ذلك كله دقه وجله هو ما جاء به الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، فلا يتقدم بين يديه بعقيدة ولا ‏قول ولا عمل، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾؛ أي: لا تقولوا حتى يقول، ولا تفعلوا حتى ‏يأمر، قال بعض السلف: ما مِن فعلة وإن صغرت إلا يُنشر لها ديوانان: لِـمَ، وكيف؛ أي: لِم فعلت؟ وكيف فعلت؟ فالأول: سؤال ‏عن علة الفعل وباعثه وداعيه: هل هو حظ عاجل مِن حظوظ العامل وغرض مِن أغراض الدنيا في محبة المدح من الناس أو ‏خوف ذمهم أو استجلاب محبوب عاجل أو دفع مكروه عاجل؟ أم الباعث على الفعل القيام بحق العبودية وطلب التودد ‏والتقرب إلى الرب سبحانه وتعالى وابتغاء الوسيلة إليه؟

ومحل هذا السؤال: أنه هل كان عليك أن تفعل هذا الفعل لمولاك أم فعلته لحظك وهواك؟

والثاني: سؤال عن متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام في ذلك التعبد؛ أي: هل كان ذلك العمل مما شرعته لك على لسان ‏رسولي أم كان عملًا لم أشرعه ولم أرضه؟

فالأول: سؤال عن الإخلاص، والثاني: عن المتابعة، فإن الله سبحانه لا يقبل عملًا إلا بهما.

فطريق التخلص مِن السؤال الأول: بتجريد الإخلاص، وطريق التخلص مِن السؤال الثاني: بتحقيق المتابعة وسلامة القلب من ‏إرادةٍ تعارض الإخلاص وهوى يعارض الاتباع، فهذا حقيقة سلامة القلب الذي ضمنت له النجاة والسعادة، فالقلب الصحيح ‏السليم ليس بينه وبين قبول الحق ومحبته وإيثاره سوى إدراكه، فهو صحيح الإدراك للحق تام الانقياد والقبول له، والقلب ‏الميت القاسي لا يقبله ولا ينقاد له، والقلب المريض إن غلب عليه مرضه التحق بالميت القاسي، وإن غلبت عليه صحته التحق ‏بالسليم». اهـ.

حياة القلوب والأرواح في اتباع آي الكتاب والأحاديث الصحاح

فنحن نتعلق بنصوص الوحيين تعلقًا شديدًا، بل لا غنى لنا عنهما طرفة عين، وكيف نستغني عما فيه حياة قلوبنا وغذاء ‏أرواحنا، وتوقف حياتنا الحقيقية عليه؟! فالحياة -والله- بغير الوحيين موت لا روح فيه، وظلام لا نور فيه، قال تعالى: ﴿اسْتَجِيبُواْ ‏لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: «فتضمنت هذه الآية أمورًا: أحدها: أن الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله، ‏فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات، فالحياة الحقيقية ‏الطيبة هي حياة من استجاب لله ولرسوله ‏صلى الله عليه وسلم‏ ظاهرًا وباطنًا، فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا وغيرهم أموات، وإن كانوا أحياء ‏الأبدان.

ولهذا كان أكمل الناس حياةً أكملهم استجابة لدعوة الرسول، فإن كل ما دعا إليه ففيه الحياة، فمن فاته جزء منه فاته جزء من ‏الحياة وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول ‏صلى الله عليه وسلم‏ ...»، ثم قال رحمه الله بعد أن ذكر أقوال المفسرين في قوله تعالى: ﴿لِمَا ‏يُحْيِيكُمْ﴾: «والآية تتناول هذا كله، فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطيبة، وكمال الحياة في ‏الجنة، والرسول داعٍ إلى الإيمان وإلى الجنة، فهو داعٍ إلى الحياة في الدنيا والآخرة، والإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة: حياة ‏بدنه التي بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضره، ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ‏ذلك، ولذلك كانت حياة المريض والمحزون وصاحب الهم والغم والخوف والفقر والذل دون حياة من هو معافى مِن ذلك، ‏وحياة قلبه وروحه التي بها يميز بين الحق والباطل والغي والرشاد والهوى والضلال، فيختار الحق على ضده فتفيده هذه الحياة ‏قوة التمييز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال، وتفيده قوة الإيمان والإرادة والحب للحق وقوة البغض والكراهة ‏للباطل، فشعوره وتمييزه وحبه ونفرته بحسب نصيبه من هذه الحياة، كما أن البدن الحي يكون شعوره وإحساسه بالنافع ‏والمؤلم أتم، ويكون ميله إلى النافع ونفرته عن المؤلم أعظم، فهذا بحسب حياة البدن وذاك بحساب حياة القلب، فإذا بطلت ‏حياته بطل تمييزه، وإن كان له نوع تمييز لم يكن فيه قوة يؤثر بها النافع على الضار، كما أن الإنسان لا حياة له حتى ينفخ فيه ‏الملك الذي هو رسول الله من روحه فيصير حيًّا بذلك النفخ، وإن كان قبل ذلك مِن جملة الأموات فكذلك لا حياة لروحه ‏وقلبه حتى ينفخ فيه الرسول من الروح الذي ألقى إليه، قال تعالى: ﴿يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾، ‏وقال: ﴿يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾، وقال: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا ‏الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا﴾، فأخبر أن وحيه روح ونور؛ فالحياة والاستنارة موقوفة ‏على نفخ الرسول الملكي والبشري؛ فمَن أصابه نفخ الرسول الملكي ونفخ الرسول البشري حصلت له الحياتان، ومَن حصل ‏له نفخ الملك دون نفخ الرسول حصلت له إحدى الحياتين وفاتته الأخرى، قال تعالى: ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ ‏نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا﴾، فجمع له بين النور والحياة، كما جمع لمن أعرض عن ‏كتابه بين الموت والظلمة». اهـ.

ولذا شبَّه الله عز وجل الوحي الذي أنزله لحياة القلوب بالماء الذي أنزله من السماء لإحياء الأرض الموات، قال تعالى: ‏‏﴿أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا﴾.

يقول الإمام ابن القيم: «هذا هو المثل المائي شبه الوحي الذي أنزله لحياة القلوب بالماء الذي أنزله مِن السماء، وشبه ‏القلوب الحاملة له بالأودية الحاملة للسيل، فقلب كبير يسع علمًا عظيمًا كوادٍ كبيرٍ يسع ماءً كثيرًا، وقلب صغير كوادٍ صغير ‏يسع علمًا قليلًا فحملت القلوب من هذا العلم بقدرها كما سالت الأودية بقدرها.

ولما كانت الأودية ومجاري السيول فيها الغثاء ونحوه مما يمر عليه السيل فيحتمله السيل فيطفو على وجه الماء زبدًا عاليًا ‏يمر عليه متراكبًا، ولكن تحته الماء الفرات الذي به حياة الأرض فيقذف الوادي ذلك الغثاء إلى جنبتيه حتى لا يبقي ذلك منه ‏شيئًا، ويبقى الماء الذي تحت الغثاء يسقي الله تعالى به الأرض، فيحيي به البلاد والعباد والشجر والدواب، والغثاء يذهب جفاءً ‏يجفى ويطرح على شفير الوادي.

فكذلك العلم والإيمان الذي أنزله في القلوب فاحتملته فأثار منها بسبب مخالطته لها ما فيها من غثاء الشهوات وزبد الشبهات ‏الباطلة يطفو في أعلاها، واستقر العلم والإيمان والهدى في جذر القلب، فلا يزال ذلك الغثاء والزبد يذهب جفاءً ويزول شيئًا ‏فشيئًا حتى يزول كله ويبقى العلم النافع والإيمان الخالص في جذر القلب يُرِدْه الناس فيشربون ويسقون ويمرعون». اهـ.

يقول شارح الطحاوية: «ولهذا سمى الله ما أنزله عَلَى رسوله روحًا لتوقف الحياة الحقيقة عليه، ونورًا لتوقف الهداية عليه، ‏فَقَالَ تعالى: ﴿يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾ (غافر: 15)، وقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا ‏مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ . ‏صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ﴾.

فلا روح إلا فيما جَاءَ به الرسول، ولا نور إلا في الاستضاءة به، وسماه الشفاء كما قال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً ‏وَشِفَاءٌ﴾، فهو وإن كَانَ هدًى وشفاءً مطلقًا، لكن لما كَانَ المنتفع بذلك هم المؤمنون خصوا بالذكر، والله تعالى أرسل رسوله ‏بالهدى ودين الحق فلا هدى إلا فيما جاء به». اهـ.

حصر الهدى والرشاد فيما أنزله الله على نبيه ‏صلى الله عليه وسلم لإنقاذ العباد

نتمسك بنصوص الوحيين، ونعض عليها بالنواجذ؛ لأن فيهما الهداية مِن الضلالة، والرشاد من الغواية، قال تعالى: ﴿فَإِمَّا ‏يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى . وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ‏أَعْمَى﴾، وقال ابن عباس: «تكفل الله عز وجل لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة».

ولذا كان الناس قسمين: أولهم المتبعون للوحي وهؤلاء هم أهل الهدى، والآخرون المعرضون أهل الشقاء والردى.

يقول ابن القيم رحمه الله: فإن الناس قسمان: أهل الهدى والبصائر الذين عرفوا أن الحق فيما جاء به الرسول عن الله سبحانه وتعالى وأن كل ما عارضه فشبهات يشتبه ‏أمرها على من قل نصيبه من العقل والسمع فيظنها شيئا له حاصل ينتفع به، وهي ﴿كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا ‏جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ . أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ ‏مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾.

وهؤلاء هم أهل الهدى ودين الحق أصحاب العلم النافع والعمل الصالح الذين صدَّقوا الرسول في أخباره ولم يعارضوها ‏بالشبهات وأطاعوه في أوامره ولم يضيعوها بالشهوات فلا هم في علمهم من أهل الخوض الخرَّاصين ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ‏سَاهُونَ﴾، ولا هم في عملهم من المستمتعين بخلاقهم الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون، أضاء ‏لهم نور الوحي المبين فرأوا في نوره أهل الظلمات في ظلمات آرائهم يعمهون وفي ضلالاتهم يتهوكون وفي ريبهم يترددون ‏مغترين بظاهر السراب ممحلين مجدبين مما بعث الله تعالى به رسوله من الحكمة وفصل الخطاب، إن عندهم إلا نخالة ‏الأفكار وزبالة الأذهان التي قد رضوا بها واطمأنوا إليها وقدموها على السنة والقرآن ﴿إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ﴾ ‏أوجبه لهم اتباع الهوى ونخوة الشيطان، وهم لأجله يجادلون في آيات الله بغير سلطان.

القسم الثاني: أهل الجهل والظلم الذين جمعوا بين الجهل بما جاء به والظلم باتباع أهوائهم، الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿إِن ‏يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى﴾.

‏ وهؤلاء قسمان: أحدهما: الذين يحسبون أنهم على علم وهدى وهم أهل الجهل والضلال؛ فهؤلاء أهل الجهل المركب الذين يجهلون الحق ‏ويعادونه ويعادون أهله وينصرون الباطل ويوالون أهله وهم يحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون .. وهؤلاء هم ‏الذين قال الله فيهم: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾.

وثانيهما: أصحاب الظلمات وهم المنغمسون في الجهل بحيث قد أحاط بهم جاهليتهم من كل وجه، فهؤلاء بمنزلة الأنعام بل ‏هم أضل سبيلًا فهؤلاء أعمالهم التي عملوها على غير بصيرة بل بمجرد التقليد واتباع الآباء من غير نور من الله تعالى ‏كظلمات.

فإن المعرض عما بعث الله تعالى به محمدًا من الهدى ودين الحق يتقلب في خمس ظلمات؛ قوله ظلمة، وعمله ظلمة، ‏ومدخله ظلمة، ومخرجه ظلمة، ومصيره إلى الظلمة وقلبه مظلم ووجهه مظلم وكلامه مظلم وحاله مظلم وإذا قابلت بصيرته ‏الخفاشية ما بعث الله به محمدًا من النور جد في الهرب منه وكاد نوره يخطف بصره فهرب إلى ظلمات الآراء التي هي به ‏أنسب وأولى كما قيل:

خفافيش أعشاها النهار بضوئه *** ووافقها قطع من الليل مظلم

فإذا جاء إلى زبالة الأفكار ونخالة الأذهان جال وصال وأبدى وأعاد وقعقع وفرقع، فإذا طلع نور الوحي وشمس الرسالة ‏انحجر في حجرة الحشرات.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة