الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

رسالة إلى أبناء الدعوة السلفية .. أبشروا واصبروا واثبتوا

الوقت يداهمنا ولم يبقَ إلا أيام قليلة، فمَن طلب العلا سهر الليالي، ومَن طلب الراحة ترك الراحة

رسالة إلى أبناء الدعوة السلفية .. أبشروا واصبروا واثبتوا
أحمد حمدي
الخميس ١٥ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠٩:٣٧ ص
1637

رسالة إلى أبناء الدعوة السلفية .. أبشروا واصبروا واثبتوا

كتبه/ أحمد حمدي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

زادت في الفترات الأخيرة حملات التشويه والافتراء والكذب المتعمد في معظم البرامج والقنوات ضد الدعوة السلفية ورموزها، وهذا للأسف قد يُصيب بعض أبناء الدعوة بنوع مِن الإحباط أو الهزيمة النفسية أو تثبيط العزيمة بسبب ضعف إمكانياتنا المادية والإعلامية أمام خصومها والمخالفين لك فكريًّا الذين يمتلكون مِن وسائل القوى المادية والإعلامية، لذلك كانت هذه الوقفات في ظل هذه المرحلة الحرجة مِن تاريخ الأمة:

1- هذه هي طبيعة الطريق: قال ورقة بن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم: «ما أتى أحد بمثل ما أتيت به إلا عودي»؛ فهذه المعاداة بسبب تمسكك بمنهجك ومبادئك «الشريعة الإسلامية - قضايا الحكم بما أنزل الله - الولاء والبراء - الاتباع - المرأة - ...إلخ»، فمثلًا مَن يعاديك يريد منك التنازل أو المداهنة، وإما الإقصاء من المشهد والإبعاد تمامًا؛ فالمعركة معركة وجود، فمثلًا مَن يعاديك مِن الليبراليين والعلمانيين أذناب الغرب وأمريكا من أجل موقفك في الدستور ضد الدولة المدنية وإصرارك على مرجعية الشريعة والأزهر، وضبط الحقوق والحريات ووقوفك ضد حملات التغريب، ومَن يعاديك مِن أجل الشهوات والمصالح الشخصية، ومن يعاديك ممن ينتسبون للتيار الإسلامي لأجل مخالفتك لهم في منهج التغيير والإيمان والكفر، ومَن يعاديك من أتباع إيران لتوضيحك العقيدة الصحيحة في الصحابة وفضحك لمخططات ومؤامرات وعقائد الشيعة.

2- قال شيخ الاسلام ابن تيمية: «إن الله إذا أراد أن يُظهر دينه قيَّض له مَن يُعاديه»، فأبشروا ولا تحزنوا، فمن سن سيف البغى قُتل به، وعلى الباغي تدور الدوائر، وثلاثٌ مَن كُنَّ فيه كن عليه البغي والمكر والنكث؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾، ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾، ﴿فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ﴾، ﴿وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾، ﴿وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ﴾، ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾.

3- نحن في الأيام المقبلة لا بد أن نزداد ثقة ويقينًا في صحة المنهج وحفظ الله لأهله واستعانة بالله وتوكلًا على الله، فلسنا بالأسباب ننتصر، وإنما بطاعة الله، قال صلى الله عليه وسلم: «إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم بإخلاصهم وصلاتهم ودعائهم»، وقال تعالى: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ﴾؛ فالأمور بيد الله، والله بيده الأمر كله وإليه يرجع الأمر كله؛ فالله بيده مقاليد السموات والأرض وخزائن السموات والأرض ﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾، ﴿قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ . إِنَّ وَلِيِّـيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾، ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز»، وأعجز الناس مَن عجز عن الدعاء، فلا تنسَ هذه المعاني الإيمانية في معترك هذه الأحداث.

4- العبرة ليست بكثرة العدد، ولكن ربما أحاد مِن الناس يغيرون بفضل الله موازين المعادلة ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً﴾، وكذلك لا نتعلق بالأسباب والنتائج على الله، فليؤدِّ كل منا الدور المطلوب منه بغض النظر عن النتائج «يأتي النبي يوم القيامة ومعه الرجل والرجلان والرهط وليس معه أحد».

5- المخاطر والتحديات كبيرة، فلا بد أن نرتفع إلى مستوى المسئولية وأخذ الأمور بحزم وجدية وجندية أكثر، وبذل الجهد والتضحية بالراحة والمال والوقت، ورفع أقصى درجات الاستعداد؛ قال تعالى: ﴿فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾، ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً﴾.

6- الوجود المجتمعي والتواصل مع الناس في معازيهم وأفراحهم والمعاملة الطيبة من حسن الخلق واللين والرفق والبشاشة وإلقاء السلام له أثر ورصيد كبير في قلوب الناس وإزالة هذه الصورة المشوهة.

7- الحوار والنقاش والمناظرة والإقناع ورد الشبهات عن الدعوة وعن مواقفها ورموزها في محيط تأثيرك العائلي والجيران والزملاء والأصدقاء والأقارب والأرحام؛ فالحوار المباشر أقوى تأثيرًا مِن التشويه الإعلامي.

8- الوجود المؤثر في المشهد إن شاء الله سيمنع الجرأة على تغيير مواد الهوية في الدستور ويحافظ على مركزك وتواصلك مع مؤسسات الدولة، ويؤثر في مدى استجابتهم لمقترحاتك، وكذلك يحافظ على مساحتك الدعوية وكيانك.

9- ينبغي أن نشكر نعمة الله علينا أنْ حَفِظَ بلادنا مِن القتل والحروب الأهلية والصراعات المسلحة وحفظ الدماء والأعراض والأموال، وإلا كان المصير مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا، وكذلك نشكر نعمة الله على قرارات مشايخنا الصائبة التي لم تستجِب للانفعالات العاطفية، وجنَّبت الدعوة والصحوة الإسلامية في مصر مخاطر عظيمة، وحفظت وجودها ومساحاتها الدعوية، ويكون هذا الشكر بالعمل وليس بالقول فقط، قال تعالى: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾؛ فالشكر قيد النعم، قال تعالى: ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾، وإلا فلنرَ الجماعات والكيانات الأخرى مِن حولنا ما حدث لها بسبب جهل وعناد وهوى قياداتها؛ فالعلماء لا يطلبون مِن الكثير كما يطلب من آخرين النزول للشوارع لمدة ثلاث أعوام بنسائهم متعرضيين للقتل والاعتقال والإصابات والجروح.

10- الوقت يداهمنا ولم يبقَ إلا أيام قليلة، فمَن طلب العلا سهر الليالي، ومَن طلب الراحة ترك الراحة، وطلب الراحة للرجال غفلة، فلابد مِن الوعي واليقظة والحركة والنشاط.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً

آداب العمل الجماعي -3
630 ٣٠ أبريل ٢٠٢٠
رمضان في ظروف خاصة!
786 ٢٧ أبريل ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -2
620 ٢٢ مارس ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -1
947 ١٩ مارس ٢٠٢٠
الطموح -2
626 ١٠ مارس ٢٠٢٠
الطموح (1)
683 ٢٧ فبراير ٢٠٢٠