الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حزب النور .. الوطن قبل مقاعد البرلمان

حزب النور في اتخاذه للقرارات الهامة والمصيرية ينحاز فيها انحيازًا كاملًا للوطن

حزب النور .. الوطن قبل مقاعد البرلمان
جمال محمد متولي
الخميس ١٥ أكتوبر ٢٠١٥ - ١٧:٢٢ م
1529

حزب النور .. الوطن قبل مقاعد البرلمان

كتبه/ جمال محمد متولي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

تقدَّم حزب النور بقائمتين فقط بدلًا من أربع قوائم .. وبأقل مِن 40% مِن عدد مقاعد الفردي .. وهذا القرار قد احتار أمامه الكثير من المهتمين والمتابعين لحركة الحزب ونشاطه .. وحتى بعض أبنائه حسبما ناقشني البعض .. وقد أخذ البعض يحلل في القرار تحليلًا ربما جادًّا .. وربما بحسب عاطفته مع حزب النور .. أو قناعاته سلبًا أو إيجابًا.

والحقيقة الناصعة التي لا مراء فيها أن حزب النور في اتخاذه للقرارات الهامة والمصيرية ينحاز فيها انحيازًا كاملًا للوطن وللدولة ‏كدولة وليس أبدا لأشخاص أو حكومات .. وبعيدًا كل البعد عن المصالح الحزبية والمكاسب السياسية الضيقة والمحدودة .. وبعيدًا عن التخمينات المتربصة بقرارات الحزب .. والتي يعزوها البعض -مع الأسف- إلى فشل الحزب وعدم قدرته على المنافسة ‏بأربعة قوائم!

ولا يخفى بعد هذا التخمين .. ولا أسميه تحليلًا؛ لأنه لا يمكن ويتعذر منطقيًّا أن يكون تحليلًا؛ لأنه والمعروف أن الحزب انسحب ‏من قوائم .. يشهد غالب السياسيين والمراقبين المتخصصين أن الحزب هو الأقوى فيها، والأوفر حظًّا، وكذلك من المعلوم للجميع أن ‏حزب النور كان أول الأحزاب المصرية تقديمًا لقوائمه الحزبية كاملة في سائر الدوائر حينما فتح الباب أول مرة، وأعلن ذلك في كل ‏وسائل الإعلام، مما يؤكد قدرة الحزب واستعداده للمنافسة الكاملة وبقوة، فضلًا عن اختياره لأكفأ العناصر لعضوية البرلمان؛ مما يجعل تحليل فشل الحزب وعدم القدرة على المنافسة كلامًا لا يتسق مع الواقع البتة، وكذلك التخمينات التي ادَّعت أن تراجع ‏الحزب عن التقدم بكامل قوة مرشحيه يعود لضغوط سياسية، وأيضا الواقع يثبت عدم صحة هذه التخمينات، وإلا فلنا أن نسأل ‏أصحاب هذا التخمين: لماذا لم يتم هذا الضغط؟ ولماذا لم يقبله الحزب حينما تقدم أول مرة، وخاصة أنه لم يبادر بالتقديم آنذاك سوى حزب النور، ولم يكن أي حزب أو تحالف تقدم بأية قائمة مما كان أجدر بممارسة الضغوط والقبول بها (جدلًا وفرضًا) عن الوقت الحالي؟

والحقيقة الكاملة هي أن الحزب حينما وجد حالة الاستقطاب الشديدة في الوطن، والتي تتفاقم لحظة بعد أخرى، وأن هناك مَن ‏يعد هذه الانتخابات معركة استحواذ وليست مجرد منافسة انتخابية وطنية تدار بإخلاص لتقديم الأفضل بالنسبة للوطن والمواطن .. ‏هنا فضَّل حزب النور أن يقوم بمبادرة عملية تتسق تمام الاتساق مع مبادئ الحزب وفكره الاستراتيجي وبعيدة عن الشعارات ‏الجوفاء والشو الإعلامي تتلخص في:

- تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة.

- المساهمة في إنهاء -أو على الأقل تقليل- حالة الاستقطاب بين أبناء المجتمع ومكوناته وطوائفه السياسية.

- العمل بقناعات الحزب على الأرض من قناعته بعدم الاستحواذ على أغلبية المجلس، ولا حتى السعي للأكثرية فيه.

- إنزال مبدأ التشاركية الفعلية الحقيقية وليس الغلبة في هذه المرحلة شديدة الحساسية.

- السعي عمليًّا بمد يد التعاون لكل أبناء الوطن المخلصين، ومنح الجميع فرصة تحمل شرف المسئولية في الظروف العصيبة ‏الدقيقة؛ حيث إن قناعتنا الراسخة أن مشاكل مصر الحالية وتعقيداتها أكبر وأكثر مِن أن يتحمَّل مسئوليتها فصيل سياسي واحد.

- الحساسية عند شعبنا العظيم من الممارسات اﻹقصائية والاستحواذ من نظامي ما قبل 25 يناير وما تلاها.‏

- تنوع الأفكار والرؤى لتقديم أفضل الحلول لمشاكل وطننا، بدلًا من حلها بمنطق وفكر ورؤية واحدة .. مما لا تتحمله أزمات مصر ‏ومشكلاتها حاليًّا؛ فمشاركة الجميع في تحمل المسئولية وتقديم رؤى متنوعة في قضايا مصر تعتمد على مدارس إدارية وسياسية متعددة أهم من ‏الاستحواذ أو السعي لأغلبية قد لا تفيد الوطن في المرحلة الحالية نظرًا لضخامة العبء.

والحزب لا يكتفي بمجرد الدعوة لهذا المنطق وهذه السياسة فحسب، بل يدفع لها دفعًا في كل الاتجاهات إخلاصًا لوطننا ‏الغالي؛ جمعًا للصف، وتوحيدًا للُّحمة الوطنية السياسية المصرية، واتفاقنا على الخطوط العريضة لمصالح وطننا العليا وإن تباينت في ‏التفاصيل.

نسأل الله تعالى التوفيق والسداد والإخلاص والرفعة الدائمة لوطننا .. اللهم آمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة