الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الوجه الآخر للعقوق

ألقي الضوء على الوجه الآخر للعقوق، ألا وهو عقوق الآباء لأولادهم وعلى عواقبه الوخيمة أيضًا

الوجه الآخر للعقوق
علي حاتم
الأربعاء ٢١ أكتوبر ٢٠١٥ - ١٢:٤٠ م
1252

الوجه الآخر للعقوق

كتبه/ علي حاتم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

يركز الكثيرون على عقوق الأولاد لآبائهم ويحذرون منه ومِن عواقبه عند الله -عز وجل-، غير أني هنا ألقي الضوء على الوجه الآخر للعقوق، ألا وهو عقوق الآباء لأولادهم وعلى عواقبه الوخيمة أيضًا، ومن مظاهر هذا العقوق: سوء اختيار الرجل لأم أولاده من البداية، وقد نبَّه على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي وضَّح فيه أسباب اختيار الزوجة، وقد جاء في خاتمته: «فاظفر بذات الدين تربت يداك»، فإذا تخليت أيها الشاب عن هذا المبدأ المهم فلا تلومن إلا نفسك؛ حيث تكون من البداية قد اخترت مربية سوء لأولادك، أمًّا تربي أولادها على غير دين الله وعلى غير أخلاق الإسلام.

كذلك من مظاهر هذا العقوق: إطعامك لأولادك من حرام، فما الذي تنتظره إذا كنتَ -على سبيل المثال- تسرق وترتشي في عملك وتعود كل يوم إلى بيتك وجيبك قد امتلأ مِن حرام؟ ما الذي تنتظره من أولادك وأنت تنبتهم نباتًا سيئًا؛ تطعمهم من حرام وتسقيهم من حرام وتلبسهم من حرام، مع العلم أنك كلما أنجبت ولدًا سارع الكثيرون يدعون لك ولولدك بدعاء الإنبات الحسن وأنت تؤمن على الدعاء ولا تحاول تصحيح المسار حتى ينتفع أولادك بذلك؟

ومِن مظاهر عقوق الآباء لأولادهم: ذلك العقوق الذي حدث من هؤلاء لآبائهم من قبل، فأنت كما تدين تُدان، آذيت أباك وآذيت أمك من قبل في حياتهما، ثم أنت الآن ترجو أن يوقرك أبناؤك ويطيعوك!

إني أعرف رجلًا في قريتنا لطمه ابنه على خده أمام بعض الناس، فلما هاج الناس وثاروا على الولد قال لهم الأب: دعوه، فوالله لقد سبق أن لطمتُ أبي على نفس الخد وفي نفس هذا المكان الذي نقف فيه.

كما أعرف شيخًا كان طاعنًا في السن وكان مريضًا بالمستشفى فأدخله ابنه الأكبر الحمام ليغسله وينظفه ويطيبه، فلما وجد أباه وقد انهمرت دموعه في صمت، سأله عن سبب بكائه، فأخبره الأب أنه تذكر ما فعله هو بأبيه، إنه نفس ما يفعله الابن الآن.

ومِن مظاهر عقوق الآباء لأولادهم في زماننا هذا: سوء متابعة الآباء لأولادهم في الشوارع وفي النوادي وفي المدارس والجامعات، وعدم التعرُّف على نوعية أصدقائهم، فإن كثيرًا من الأولاد تسوء أخلاقهم وتفسد سلوكياتهم بسبب سوء الصحبة. وأتعجب من شاب ساءت أخلاقه بسبب سوء صحبته وهو يعلل ذلك ببساطة أنه لم يجد الصحبة الطيبة بعد طول البحث عنها، ويقول: هل أنا وجدت صحبة طيبة وابتعدت عنها؟

نسأل الله العافية، ونسأله الهداية لشباب المسلمين، والله الموفق.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة