الخميس، ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

توجيهات قرآنية بعد النازلة

دائما ما يحتاج العبد منا عند النوازل من يوجه له مشاعره، وإراداته، وتصوراته، إلى الطريق الصحيح، لئلا تزل قدم بعد ثبوتها

توجيهات قرآنية بعد النازلة
أسامة إبراهيم
الخميس ٠٥ نوفمبر ٢٠١٥ - ١٢:٠٢ م
1255

توجيهات قرآنية بعد النازلة

كتبه/ أسامة إبراهيم

إخواني، أحبتي، جبر الله لكم بالجنة كل مصيبة، نعم إن الموت مصيبة، نعم إن الموت فزع، وهناك مشاعر من الحزن والحرقة لهذا المصاب، ودائما ما يحتاج العبد منا عند النوازل من يوجه له مشاعره، وإراداته، وتصوراته، إلى الطريق الصحيح، لئلا تزل قدم بعد ثبوتها.

ونصيحة لنفسي ولإخواني بعد نازلة مقتل أخينا مصطفى، أسأل الله أن يسبغ عليه وافر رحماته، وأن يرزق أهله الصبر والسلوان.

فإننا نحتاج إلى التوجيه القرآني في مثل هذه النازلة .

وخير ما نقتبسه في هذا الموطن آيات من سورة ( آل عمران ) أراها موجهة لهذه المشاعر التي تعتلج في صدور إخواني نحو ما ينفعهم -إن شاء الله- قال عز وجل:

 ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين * وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين *  وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين * وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا علي القوم الكافرين*فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين) 148 /144.

فهذه الآيات تبين لنا الطريق عند النوازل؛ فتدبرها مرتبة:

·         لا تعلق أخي طاعتك لله على وجود شخص أيا كان؛ فالله لم يرض أن تعلق العبودية له والالتزام بدينه على وجود أفضل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم،  

 

فلا بد أن تكون مستعدًا أن تسير إلى الله ولو كنت وحدك، فنحن ننتفع بصحبة الصالحين، ولكن لا نعلق التزامنا بطاعة الله عليهم.

(نرتبط بالمنهج لا بالأشخاص.(

·        الثبات على الطريق(المنهج( ، كما قالها الصحابي الكريم أنس بن النضر في أحد-لما أشيع مقتل النبي -قوموا فموتوا على ما مات عليه نبيكمولا يظنن أحد أن دين الله متوقف عليه وعلى التزامه لطاعته وعلى ثباته؛ بل (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).

·        شهود نعمة الله علينا بهذا الدين وهذا المنهج المبارك، والذي يستوجب الشكر.

وأداء شكر هذه النعمة بالدين، وهذا المنهج المبارك؛ بأن نحسن تعلم المنهج: (الإسلام بأركانه، والإيمان بشعبه، والإحسان مع الله ومع الناس) مسألة مسألة وبالتأكيد على القضايا التي يكثر فيها الانحراف مثل قضايا ( الإيمان والكفر، فقه الجهاد، فقه الخلاف، فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقه الولاء والبراء، فقه السياسة الشرعية ..إلخ) ونتمثل ذلك في أنفسنا سلوكا، وتعليما ونشرا لها بين الناس، حتى نجفف - ما استطعنا - منابع هذه البدع، التي تخرب البلاد وتفسد العباد من قبل الجماعات المنحرفة، والتي نكتوي بشؤم بدعتها .

·        شهود القدر - الذي يهون المصيبة ويصبر عليها - فالله قدر على كل إنسان أن يموت وكتب الله ذلك كتابا ذا أجل.

·        إرادة الدار الآخرة، فتوجيه الإرادة للدار الآخرة يسهل علينا فراق الأحبة، فنحن صحبتنا في الدنيا نستعين بها على طاعة الله، وإن حزنا على الفراق؛ إلا أن ثواب الآخرة هو الذي ننظر إليه دائما.

·        النظر في سنن (سير) السابقين على الطريق تثبت المؤمن، وعلى وجوه التفسير في قوله: (قاتل)

كلها تدور حول ثبات النبي، ومن قاتل، ومن قتل، والأتباع وأنهم لم يهنوا ويجبنوا وثبتوا حتى آخر لحظة، وأنهم لم يتركوا الطاعة لقتل من قتل.

·        النصرة منوطة بالطاعة فالذنوب، والتقصير في الحقوق يحولان دون الوصول للغاية ويؤخران النصر وكما قال أبو الدرداء: إنما تقاتلون بأعمالكم.

·        الاهتمام بالعبادات القلبية ..

من ترك الوهن، والضعف، والاستكانة للباطل، وتحقيق الإخلاص، والصبر والشكر والإحسان، وغيرها من عبادات القلوب التي بها تقوم الجوارح وتنشط، من أعظم ما يجتهد المؤمن في تحصيله.

·        خشية الانتكاس، وسؤال الله التثبيت، وأنه بيده تبارك وتعالى لئلا نعجب ونغتر.

·        وضوح المعركة وطبيعتها بين الحق والباطل، يجب ألا يغيب عن أذهاننا لئلا يشوش الطريق علينا، ( وانصرنا على القوم الكافرين) فذكروا وصفهم الذي استلزم قتالهم.

·        ما تناله في الدنيا بعد جهدك وبذلك إنما هو الثواب؛ لأنك يمكن ألا تنتصر أو تمكن فتكون قد حصلت الثواب، أما في الآخرة فهو حسن الثواب لأنه لا تنغيص معه وكلا الأمرين إنما هو إيتاء من الله -عز وجل .

أسأل الله أن ينفعنا بالقرآن العظيم، وأن يستعملنا لنصرة هذا الدين، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة