الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

بيان من الدعوة السلفية بشأن تفجيرات فرنسا

نشجب تلك المحاولات التي تخرج علينا بعد كل حادثة إرهابية لتلصق تهمة الإرهاب بالدين الإسلامي

بيان من الدعوة السلفية بشأن تفجيرات فرنسا
الدعوة السلفية
الأحد ١٥ نوفمبر ٢٠١٥ - ١٤:٥٤ م
1748

بيان من الدعوة السلفية بشأن تفجيرات فرنسا

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

تستنكر الدعوة السلفية بمصر الاعتداءات التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس، وتؤكد على أن هذه الأعمال لا تمت إلى الشريعة الإسلامية بصلة؛ فقد قال الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُود}. والفاعلون لهذه الأحداث لا بد أن يكونوا مرتبطين بعقد ما مع فرنسا، فإما أنهم مواطنون فرنسيون، وإما أنهم زائرون قد طلبوا الدخول إلى فرنسا، وفي هذا إعطاء أمان لا يجوز معه الغدر بأي وسيلة من الوسائل، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّهُ لَا يَحِلُّ في دِينِنا الغَدرُ».

وإذا كان الدين الإسلامي قد حرَّم قتل النساء والأطفال في حالات الحرب واصطفاف الجيوش في مقابلة بعضها البعض، ما لم تكن المرأة مقاتلة قتالًا صريحًا كالرجل، فنهى -صلى الله عليه وسلم- عن قتل النساء والصبيان، واشتد غضبه -صلى الله عليه وسلم- عندما رأى امرأة من الأعداء في صفوف القتلى؛ فقال -صلى الله عليه وسلم- مستنكرًا قَتْلَها: «مَا كَانَتْ هَذه لِتُقاتِلَ، مَا كانتْ هَذهِ لِتُقَاتِلَ»، فكيف بالقتل العشوائي لهذه الأعداد الغفيرة من المدنيين؟!

ونحن على درب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نبرأ من كل عدوان يُرتَكب باسم الإسلام.

وفي المقابل فإننا نشجب تلك المحاولات التي تخرج علينا بعد كل حادثة إرهابية لتلصق تهمة الإرهاب بالدين الإسلامي أو بالدعاة الإسلاميين؛ مما يقوِّي تلك الجماعات المتطرفة أكثر وأكثر ويكسبها المزيد من الأنصار حتى من مواطني الدول الأوروبية نفسها.

إن الخطوة الأولى في طريق مواجهة خطر الإرهاب أن نواجه كل أنواعه وصوره، ما يتم منه باسم الدين -أي دين كان-، وما يتم منه باسم السياسة، وما يتم منه تحت شتى الذرائع. وفيما يتعلق بالدين الإسلامي خاصة يجب ألا يتم الخلط بين هذه الجماعات الإرهابية وبين غيرهم من الدعاة السلميين، ومن باب أولى ألا يتم الخلط بين هؤلاء وبين عموم المسلمين، أو بينهم وبين الدين الإسلامي نفسه.

وإذا كانت داعش هي من سارعت بإعلان مسئوليتها عن الحادث فإننا نذكر الجميع بأن المسلمين هم أكثر من اكتوى بإرهاب داعش، والذي استفحل شأنه وكسب مزيدًا من المتعاطفين بعد الإبادة التي تعرَّض لها الشعب السوري دون تدخل دولي يتناسب مع حجم مجازر الأسد، ومن قبلها ما تعرض له الشعب العراقي من احتلال وتقسيم وعدوان على الدماء والأعراض والأموال، ومن قبلها ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له شعب بورما، وغيرها من المواطن التي يمارس فيها الإرهاب ضد المسلمين منذ عشرات السنين. وفي ظل هذه البيئات ينمو التطرف والإرهاب، وتخرج دعوات الثأر العشوائي من الجميع مهما وُجِدَ من تصدى لها من المؤسسات الدينية الرسمية ومن الدعوات الإصلاحية.

ونذكر المجتمع الدولي بأن وقوع حادث إرهابي في دولة ما يستوجب على جميع البلاد أن تساعدها وأن تقف بجانبها؛ لأن الإرهاب يتحرك بخفة من مكان إلى آخر بصورة قد تعجز معها التدابير الوقائية في أحيان كثيرة. وأما فرض عزلة دولية أو قريب منها، كما حدث تجاه مصر بعدما اشتُبِه في انفجار الطائرة الروسية عن طريق عمل إرهابي، فهو أمر لا يجعل العالم يعيش في سلام كما يتوهم البعض، بل غايته أن تُشَلَّ يدُ الدولة وتُطلَقَ يدُ الإرهاب الذي لا يعترف إطلاقًا بالمحلية. فنأمل أن يكون هذا الحادث بداية تفكير عقلاني من الجميع برفع كل الإجراءات التي اتُخذت ضد مصر بعد حادث الطائرة الروسية حتى لا يُعاقَب الشعبُ المصري بدلًا من الإرهابيين؛ فيكون هذا بمثابة مكافأة للإرهابيين الذين يفرحون في مصائب الشعب المصري كما يفرحون بمصائب أي شعب يستهدفونه.

وفي النهاية تدعو الدعوة السلفية جميع المسلمين في فرنسا وفي غيرها ألا يستسلموا لمحاولات تشويه دينهم، أو تحميلهم -كمواطنين لتلك الدول أو زائرين- مسئولية تلك الأحداث الإرهابية، وأن يبينوا للجميع مدى مخالفة تلك الأعمال الإرهابية للشريعة الإسلامية السمحة.

الدعوة السلفية         

الأحد 3 صفر 1437هـ

15/11/2015م       

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com