الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

لكِ اللهُ يا مصر

ما حدث لمصر اليوم لاشك أنه حصاد فساد الأمس الذي استشرى في البلاد

لكِ اللهُ يا مصر
علي حاتم
الثلاثاء ١٧ نوفمبر ٢٠١٥ - ١٤:٢٠ م
1353

لكِ اللهُ يا مصر

كتبه/ علي حاتم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

تمر مصر بظروف صعبة وقاسية ربما لم تشهدها منذ سنين بعيدة، فحالة الطقس في هذه ‏الأيام لا تخفى على أحد، راح ضحيتها عشرات الأرواح نسأل الله أن يتقبلهم عنده فى الشهداء كما خلفت دمارًا كبيرا في البيوت والزراعات وحظائر الماشية ‏والطيور وغير ذلك، شمل ذلك العديد من المدن والقرى.

والحقيقة التي ينبغي أن نعترف بها أن هذه السيول التي نزلت على مصر كان يمكن أن تمر ‏بخير لو أن المسئولين عن البلاد عبر أكثر من ثلاثين سنة اتقَوا الله في مصر وأدوا ما كان ‏ينبغي عليهم واستخدموا أموالها وخيراتها في خدمة شعبها وفي صيانة طرقها وشوارعها ‏وبنيتها التحتية التي -مع الأسف- أُنشئت منذ القدم لتخدم مساحات أقل بكثير من ‏الواقع الحالي، وليستفيد منها عدد يقل بكثير عن عدد السكان الحالي.‏

إن ما حدث لمصر اليوم لاشك أنه حصاد فساد الأمس الذي استشرى في البلاد في ‏مؤسساتها وشركاتها ودواوينها فأهلكها حتى أضحت كالمرأة العجوز التي لا تستطيع ‏حراكا، وياله من حصاد مُر تتحمله بلا شك إدارة البلاد الحالية والتي هي مطالبة بسداد ‏فاتورة صعبة ومرهقة.‏

إن مصر تحتاج إلى إنقاد فعلينا أن نستعين بالله ويؤدى كل منا دوره؛ فإدارة البلاد عليها أن تبذل جهودا كبيرة لإنقاذ البلاد والأخذ بيدها للأمام، فأين ‏مراكز التدريب ومعاهدها التي تمارس تدريب الشباب الذين يشكلون أكثر من 60% من ‏السكان وذلك وفق خطط مدروسة لتخريج ما تحتاجه مصر من أيدي عاملة مدربة في ‏مختلف المجالات.‏

كما أن على إدارة البلاد أن تشجع المشروعات الصغيرة التي يستفاد منها في الاستهلاك ‏المحلي والتصدير للخارج.‏

إن مصر تحتاج إلى قرار جريء يمنح المستثمرين المصريين الصغار الأراض بالمجان أو بأسعار ‏رمزية لإقامة تلك المشروعات.‏

إن على إدارة البلاد وهي تواجه أزمة السياحة إحدى مصادر العملات الصعبة وذلك بعد ‏حاثة الطائرة الروسية أن تنظر بجدية إلى قائمة السلع المستوردة وتقلل من حجم المستورد ‏من العديد من السلع التي يمكن الاستغناء عنها أو تقليل المستهلك منها، ذلك لتخفيف ‏الضغط على العملات الصعبة من ناحية وزيادتها عن طريق التصدير من ناحية أخرى.‏

والشعب المصري عليه أن يضاعف الجهد في العمل ‏والإنتاج، عليه أن يذبح الكسل بسكين العمل، ويترك الانشغال بوسائل التواصل ‏الاجتماعي ليلا ونهارا والتي تضيع أوقات الكثيرين فضلا عن من يملأها سبًا وقذفا وسخرية واستهزاءً، متناسين قول الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا ‏خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا ‏تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ ‏الظَّالِمُونَ}.‏

لكِ اللهُ يا مصر، فإن أمام مسئوليها وشعبها طريق طويل، والله وحده المستعان.‏

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة