السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

ثم لنبدأ القصة القصيرة من جديد!

لعل الله يُخرج من بيننا من يعبده وحده لا شريك له، فيضيئون للأمّة الطريق

ثم لنبدأ القصة القصيرة من جديد!
محمد سعد الأزهري
الأحد ٢٢ نوفمبر ٢٠١٥ - ١٤:١١ م
2075

ثم لنبدأ القصة القصيرة من جديد!

كتبه/ محمد سعد الأزهري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

الواقع أكبر منك وأقوى منك، لأنّك ورثت واقعاً أليماً وتأخراً كبيراً وتخلّفاً عظيماً!،

فلقد ورثت بلاداً محتلة العقل والفكر، وعقولاً جمعت بين المتناقضات، وسلوكاً أقرب إلى العشوائيات، وصحوة تقوم بإيقاظ الأمّة دون رأس أو احتراف للمهمّة، فكان ما كان!!

فأخذك بأسباب القوة من تعلم العلوم بأنواعها، والازدياد من الوعي، والتركيز على الجانب العقدي، وعدم إهمال الجانب السلوكي والتعبدي، والاستعداد الجيد، والعمل فيما يستطاع بمدافعة الباطل والنهي عن الفساد في الأرض باليد واللسان والقلب، مع تقواك وتدينك الحقيقي، وقلبك المتعلّق بالله والذي لا ينشغل بالرياء أو العُجب أو بالحقد والغلِّ والحسد وغيره، يمكن أن يقلل الفجوات بينك وبين هذا الواقع الكبير والأليم فى نفس الوقت!

وتحركك فى كلِّ المساحات المتاحة، دعوية وخيرية واجتماعية وسياسية وفكرية واقتصادية، وفتح المجال لكلِّ صاحب همّة أن يشارك فى إعادة الأمّة لنبعها الصافي، بتدرج مناسب، دون تنقُّص من أحد، مع التواصي بالحق والتواصي بالصبر، لهو كفيلٌ بإعادة التوازن يوماً بعد يوم،

وكلما زاد الضغط من أهل الإصلاح كلما كان التوازن أسرع وأعمق.

أمّا أن تكون شِبه خالٍ من أسباب القوة المادية، وشبه خالٍ من أسباب القوة القلبية والسلوكية، ثم تتكلم عن النصر والتمكين؛ فأنت حينها تحتاج إلى أن تُعالج من هذه الشعوذة وهذا الدجل الذي تخدِّر به الشباب، إلى أن يفيقوا يوماً ما بعد عمر طويل على هذا الوهم، وبالتالي يتركوا هذا السبيل، أو يتعجّلوا النصر فيهلكوا على هذا الطريق!

فالأبدان القوية مع القلوب الخربة لا تصلح لهذا النصر الشريف !

فما بالك بالأبدان الضعيفة مع القلوب المريضة، هل تصلح لمثل هذه المنزلة العظيمة؟!

ولتعلم أن الخيانة ليست مقصورة على التعاون مع المجرمين، وإنما تكون كذلك فيمن غش المسلمين ودلّهم على طريق لم يكن يوماً صالحاً للمسير!

وكم رأينا عبر السنين شباباً مستقيماً ضاع تحت عجلات التهوّر، وبدعوى قُرب الفجر بعد طول الظلام! وما نرى إلا زيادة فى الغي، وسواداً حالكاً وإظلامًا فى إظلام!

ولا يزال أهل التخدير يقودونهم نحو المزيد من السَّوْق إلى المشانق، بدعوى أن زيادة الإظلام معناه قرب انبلاج الضوء وبعده تشرق الشمس، وكأنه على بُعد أمتار أو خطوات!

ولا تزال المحنة تزداد، والسَّواد يحلّ، ونقاط الضوء تقلّ، فتنحرف الأفكار وتتغيّر المناهج وتتكلّس العقول، ثم لنبدأ القصة القصيرة من جديد!

ولكنّ الله قريب من المحسنين،

فلعل الله يُخرج من بيننا من يعبده وحده لا شريك له، فيضيئون للأمّة الطريق، ويأخذون بأسباب النصر والتمكين، ويجمعون بين العلم والعمل ، فينقلب حالنا من ضيق إلى سَعة، ومن كرب إلى فرج، ومن حزن إلى فرح، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة