الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

السنة عندهم كلها رمضان

كانوا يجتهدون في الأعمال الصالحة طول العام

السنة عندهم كلها رمضان
محمود عبد المنعم
الثلاثاء ٢٢ ديسمبر ٢٠١٥ - ١٦:٤٠ م
1175

السنة عندهم كلها رمضان

كتبه/ محمود عبد المنعم

الحمد لله وكفى، وصلاة وسلامًا على عباده الذين اصطفى، وبعد؛

فقد ودعنا منذ أيام شهر صفر المكمل للستة أشهر التي ندعو الله فيها أن يتقبل منا رمضان، واستقبلنا شهر ربيع الأول وهو الشهر الأول من الستة أشهر الأخرى التي ندعو الله فيها أن يبلغنا رمضان؛ قال بعض السلف: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم.

وقد كانت السنة عندهم كلها رمضان وكانوا يجتهدون في الأعمال الصالحة طول العام، فلم تكن هذه الأعمال "من صيام وقيام وقراءة للقران وصدقة واعتكاف وعمرة وغيرها" مقصورة على رمضان؛ إذ ينبغي للعاقل أن يجتهد في الطاعات طول العام أولًا لأن الله شرعها وأجزل المثوبة عليها، وثانيًا استعدادا لرمضان، أرأيت إلى الطالب الذي ينتظر امتحانًا مهمًّا كيف يستعد له بالمذاكرة فالأولى أن يستعد المؤمن لرمضان بأنواع الطاعات مبكرًا حتى إذا جاء رمضان يكون قد أتم استعدادَه فيتلذذ بالصيام والقيام وقراءة القران وسائر الطاعات، فإن كثيرًا من المسلمين إن لم يكن أكثرهم يكسلون عن ذلك طول العام فإذا ما جاء رمضان شغلتهم المشقة من الصيام والقيام عن الخشوع وصار رمضان تدريبًا على تلك الطاعات فلا يعتادُها الكسالى إلا عند آخر الشهر، بل ربما انقضى الشهر ولم يجد فيه يومًا يتلذذ فيه بالطاعة، والبعض يقصر في القيام وقراءة القران في رمضان بحجة أنه مشغول، والحقيقة أنه لم يعوِّد نفسه على الطاعة طول العام ويُخشى على هولاء وأمثالهم أن تستجاب فيهم دعوة أمين السماء (جبريل): "رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ أَوْ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، والتي أمن عليها أمين الأرض محمد عليه الصلاة والسلام".

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .. اللهم بلغنا رمضان، ووفقنا في الطاعة فيه وفي سائر العام .. اللهم آمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com