الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

مسارات علو الهمة لنعود كما كنا خير أمة.. منازل الإيمان

الخوف من الله عز وجل

مسارات علو الهمة لنعود كما كنا خير أمة.. منازل الإيمان
إبراهيم بركات
الثلاثاء ١٢ يناير ٢٠١٦ - ١٠:٥٨ ص
1364

مسارات علو الهمة لنعود كما كنا خير أمة
منازل الإيمان

كتبه/ إبراهيم بركات 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

2- الخوف من الله عز وجل:

قال تعالى: (فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين)، وقال أيضًا: (ذلك يخوف الله به عباده يا عبادِ فاتقون).
من أجل منازل الطريق والسير إلى الله عز وجل وهي فرض على كل واحد، وفيه من النفع للقلب ما لا يعلمه إلا الله عز وجل.
قال الله تعالى: (فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين)، وقال أيضًا: (فلا تخشوا الناس واخشون)، وقال أيضًا: (وإياي فارهبون).
وفي المسند والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله؛ قول الله: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) أهو الذي يزني ويشرب الخمر ويسرق؟ قال: لا يا ابنة الصديق، ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف أن لا يُقبل منه. (صحيح رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم).
قال الحسن: عملوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها وخافوا أن تُرد عليهم، إن المؤمن جمع إحسانًا وخشية، والمنافق جمع إساءةً وأمنًا.
والوجل والخوف والخشية والرهبة ألفاظ متقاربة غير مترادفة.

الخوف: توقع العقوبة على مجاري الأنفاس؛ أي لزوم الخوف ودوامه وقبل اضطراب القلب من تذكر المخوف.
والخشية أخص من الخوف فهي للعلماء؛ (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، فهي خوف مقرون بمعرفة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا أتقاكم لله وأشدكم له خشية". (البخاري عن أنس ومسلم عن أم سلمة).
الخوف حركة، والخشية: انجماع وسكون، والرهبة: إمعان في الهرب من المكروه، وهي ضد الرغبة، وهي سفر القلب في طلب المرغوب.

والوجل: رجفان القلب وانصداع لذكر من يخاف سلطانه وعقوبته أو لرؤيته.
والهيبة: خوف مقارن للتعظيم والإجلال ويكون من المحبة والمعرفة.
والإجلال: تعظيم مقرون بالحب.
الخوف للمؤمنين والخشية للعلماء والهيبة للمحبين والإجلال للمقربين.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية: "الخوف المحمود: ما حجزك عن محارم الله".
أول الخوف: الخوف من العقوبة، وهو الذي يصح به الإيمان، وهو يتولد من:
1- تصديق الوعيد.
2- ذكر المعاصي والجنايات.
3- مراقبة العاقبة.
الخوف من المكروه والسبب المفضي إليه. 
ومن الخوف المحمود:
خوف المكر في جريان الأنفاس المستغرقة في اليقظة المشوبة بالحلاوة؛ أي خوف المكر عند تمام الحال ودوام اليقظة، والخوف المحمود الصادق: ما حال بين صاحبه وبين محارم الله عز وجل؛ فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط.
فالعبد الصادق الراجي المحب الخائف يخاف من نفسه على نفسه أن يرى عمله، فإن عمل العبد محفوظ عند الله ما لم يرَه في الدنيا.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com