الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالرِّق الذي أباحه الإسلام ليس الذي يتصوره الناس عن الرقيق كما رأوه في أفلام الرومان، وأفلام بناء أمريكا وأوروبا الحديثة بسياط تعذيب الأحرار مِن الرقيق الأسود كما في فيلم "الجذور"!
وإنما هو تفاوت اجتماعي أقل بكثير مما يتفاوت الناس فيه اليوم بيْن أصحاب الأموال والفقراء، وبين أصحاب السلطة والنفوذ والضعفاء، بل في الشرع ما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم-: (هُمْ إِخْوَانُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ؛ فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ، وَلا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ) (متفق عليه)، كما حرَّم الشرع ضرب الرقيق على وجهه، وحرَّم تعذيبه أو حتى ضربه ضربًا مبرِّحًا، بل كما يؤدِّب الرجل ابنه أو ابنته، وكما يؤدب المعلـِّم تلامذته.
وسؤال هذا الشخص ينطبق على الفقير الذي أنجب أولادًا فقراء؛ فليسأل: ما ذنبهم؟!
ونحن نقول: هذا ليس بذنبه، بل هو التفاضل (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) (الإسراء:21).
وعندنا في الإسلام "سادات" في الأمة كثير منهم -إن لم يكن أكثرهم- مِن الموالي الذين كانوا أو آباءهم مِن الأرقاء، ومنهم: "سعيد بن جبير - والحسن البصري - ونافع مولى ابن عمر - وابن سيرين - وابن أبزى - وغيرهم كثير... "؛ سادوا بالعلم والقرآن والإيمان.
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com