الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

لكل علم ثمرة

الإسلام سبق كل تقدم حديث؛ فهو دين متقدم لأنه دين عالمي

لكل علم ثمرة
جمال فتح الله
الخميس ١٨ فبراير ٢٠١٦ - ١٠:٠٨ ص
1220

لكل علم ثمرة

كتبه/ جمال فتح الله

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :

قال تعالى: (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) قال أبوبكر الجزائري رحمة الله: امتنان من الله تعالى على رسوله بأنه أنزل عليه القرآن أعظم الكتب وأهداها، وعلّمه الحكمة وهي ما كشف له من أسرار الكتاب الكريم، وما أوحى إليه من العلوم والمعارف التي كلها نور وهدى مبين، وعلّمه من المعارف الربانية ما لم يكن يعلم قبل ذلك؛ وبهذا كان فضله عز وجل على رسوله عظيماً، في هذه الآية الكريمة بين عزو جل أنه علّم النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يكن يعلم، وهذا من فضل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم، فالعلم فضل من الله ونعمة، لذلك لم يستزد النبي صلى الله عليه وسلم من شيء إلا من العلم، قال تعالى: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)؛ لأن العلم يؤدي إلى طريق الهداية الحقيقية، وأفضل العلوم على الإطلاق علم الكتاب والسنة، وفي فترة قصيرة جداً تعلم الصحابة الأكارم علماً ملأ الدنيا نوراً ورحمة، ولم يكن عندهم من الكتب ما هو عندنا الآن، ولا عندهم وسائل حديثة مثلنا، لكن الإسلام سبق كل تقدم حديث؛ فهو دين متقدم لأنه دين عالمي، والآن عندنا من الكتب والوسائل الحديثة الكثير والكثير، لكن مستوى طلبة العلم لم يرتق إلى مستوى علم الصحابة رضي الله عنهم، بينما الكتاب هو الكتاب والسنة هي السنة، لكن الهمم عندنا تختلف والعمل بالعلم يختلف، كما قال القائل: ( العلم يهتف بالعمل إذا أجابه حل وإلا ارتحل)، لكن من الممكن أن نتدارك ما فاتنا بطلب العلم بتوازن حقيقي ونية خالصة وعزم لا يلين، نبدأ بالأهم فالمهم، ولكل علم ثمرته التي تربي المسلم، نبدأ بكتاب الله حفظاً وتفسيراً وتجويداً، فأفضل علم علم القرآن الكريم؛ لأنه متعلق بالله عزوجل فهو أعظم علم؛ فمن حفظ كتاب الله فقد حصل على أعلى الشهادات في الدنيا والآخرة، وكذلك كل علم يتعلق بالقرآن، مثل علم التجويد والتفسير والقراءات، فلابد من الاهتمام بهذه العلوم .

* علم العقيدة، وهو الفقه الأكبر، من العلوم الأساسية في بناء أي فرد في المجتمع، يضبط تصرفاته وعباداته، بل يخلص العبادة لله وحد لا شريك له، فلا يستعين إلا بالله ولا يتوكل إلا على الله ولا يرجو إلا الله ولا يدعو إلا الله .

* كذلك علم الفقه، وهو الفهم، يتعرّف عن طريقه على الأحكام الشرعية، وكيف يؤديها كما أداها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، فهو علم يتقن به كل معاملاته، وكيف يتعامل مع الواقع بفقه .

* علم اللغة العربية، وكما قيل: النحو في الكلام كالملح في الطعام، فهو علم يقوّم اللسان ويعطي الكلام رونقاً جميلاً وعذوبة في الألفاظ والكلمات، فاللغة العربية لغة القرآن، وقد أتقن الصحابة هذه اللغة بفضل من الله، فلابد من الاهتمام بها جيداً.

* علم الفكر، وهو من العلوم المهمَلة عند الكثير من أبناء الصحوة، مع أهمية هذا العلم؛ لأنه يضبط أفكار المسلم، ويقوّم عوج الأفكار المغلوطة، بل الحرب الآن حرب أفكار، وما وقع كثير من المسلمين في مخالفات شرعية جسيمة إلا بسبب غزوهم من الغرب وغيره من هذا السم الناقع فتشربوا منه وظنوا أنهم على شيء، وما ظهرت البدع إلا بسبب إهمال هذا العلم .

* كذلك علم الحديث ومصطلح الحديث، تتعرف من خلاله على الصحيح من الضعيف، وتتعرف على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي المصدر الثاني من مصادر التشريع عند المسلمين، وتتعرف على كثير من تفسير الآيات القرآنية بسبب معرفتك للسنة .

* نأتي إلى العلم الجامع وهو علم الســــــيرة النبوية؛ فهي أكبر معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم، وزاد لكل داعية إلى الله عزوجل، ومن خلالها يتعرف المسلم على كثير من أسباب نزول بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، التعرف على شخصية النبي صلى الله عليه وسلم عن قرب، كيف كانت أخلاقه في الحرب والسلم وفى الرضا والغضب،

بل يتعلم القائد كيف تكون القيادة بمهارة ويتعلم الجندي كيف تكون الجندية، وأسباب النصر وأسباب الهزيمة، ومشاركة الصحابة في أفراحهم وأحزانهم، والمؤهلات التي أهّلت الصحابة لقيادة البشرية، ويتعلم الزوج كيف تكون العلاقة الزوجية الطيبة، ويتعلم التاجر كيف يربح الكثير من الأموال بصدق ورفق بالناس، ويتعلم السياسي كيف تكون السياسة الشرعية مع الأعداء من كل الاصناف، وكيف الموازنة بين المصالح والمفاسد، ومتى نُقدِم ومتى نحجم، كيف نطبق الاسلام منهج حياة، في حياتنا العملية وأخلاقنا وسلوكنا مع الغير مسلماً كان أو كافراً، يتعرف المسلم كيف يؤدي العبادات فى الحرب والسلم فى السفر والحضر فى المرض والعاقية، إذن يتعرف المسلم على كثير من العلوم الشرعية من خلال دراسته للسيرة النبوية، وهي السلوى لكل الدعاة إلى الله عزوجل .

قال تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)

والحمد لله رب العالمين .

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

ربما يهمك أيضاً

نطهر صيامنا (2)
57 ١٢ مارس ٢٠٢٤
نطهر صيامنا (1)
59 ٠٤ مارس ٢٠٢٤
إنما الحلم بالتحلم (1)
40 ٣١ يناير ٢٠٢٤
لا تحمل همًّا!
90 ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٣
محطات تطهير!
94 ١٩ يونيو ٢٠٢٣