الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الروشتة العلاجية

من أراد أن يزيح همه فليهرع إلى الصلاة

الروشتة العلاجية
أحمد حمدي
الأحد ١٧ أبريل ٢٠١٦ - ١٣:٥٧ م
1618

الروشتة العلاجية

كتبه/ أحمد حمدي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

في الغالب لا تقابل أحدا في هذه الأيام في بلادنا إلا وتجده يشكو مر الشكوى من الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد، وكذلك حالة الركود التجاري، وغلاء الأسعار، وغياب الدواء، وارتفاع سعر الدولار، والمشاكل المتعددة في كل المجالات؛ في الصحة والتعليم والصرف الصحي والمرافق وارتفاع أسعار فواتير الكهرباء والمياه والغاز وغير ذلك. ويشعر الناس بالضيق والكرب والفقر والمرض والهم والغم، ومع ذلك للأسف الشديد هل أدى ذلك إلى مراجعة الحسابات والوقوف مع النفس والصلح مع الله؟؟

الإجابة لا، بل يحاول الناس الهروب من هذا الضيق في العيش إلى نسيان ذلك بمشاهدة مباراة أو لهو أو لعب، أو الجلوس على المقاهى والكافتيريات في لعب الدومينو والكوتشينة والقمار أو شرب المخدرات، للشعور بنشوة الهروب من الواقع المرير، أو بالغناء والطرب والرقص، وربما ارتكاب الفواحش والموبقات. فمن المفترض عندما يصيب الناس البأساء أن يذكرهم بالله قال تعالى: ﴿فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ﴾، ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾. ربما يذكر البعض أسبابا مادية لهذه المشاكل؛ من الفساد وضعف الكفاءة والمهارة وقلة الخبرة وعدم اتفاق العمل ولكن في الحقيقة يرجع ذلك إلى ضعف الإيمان ومراقبة وتقوى الله في السر والعلن، والخوف منه. وهذا هو الذي سيمنع الناس من أكل الرشوة والسحت والربا والحرام، ويمنعه من الاختلاس والسرقة وأكل أموال الناس بالباطل أو أكل المال العام. قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ﴾.

فلن يغير الله حال الأمة من الذل إلى العز، ومن الفقر إلى الغنى، ومن الضعف إلى القوة؛ لن يغير إلا عندما نغير ما بأنفسنا، ونترك الذنوب والمعاصى ونجدد التوبة والعهد مع الله قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ وما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة. قال تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ﴾ ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ﴾.

فمن أراد أن يزيح همه فليهرع إلى الصلاة قال - صلى الله عليه وسلم-: «أرحنا بها يا بلال». «جعلت قرة عيني في الصلاة». فكان - صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وكذلك لا بد من التوكل على الله والاستعانة به والدعاء والتضرع والانكسار والافتقار إليه - جل جلاله- حتى لا يجتمع على الإنسان الفتك والخسارة في الدنيا والآخرة.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً

آداب العمل الجماعي -3
621 ٣٠ أبريل ٢٠٢٠
رمضان في ظروف خاصة!
781 ٢٧ أبريل ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -2
612 ٢٢ مارس ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -1
930 ١٩ مارس ٢٠٢٠
الطموح -2
621 ١٠ مارس ٢٠٢٠
الطموح (1)
677 ٢٧ فبراير ٢٠٢٠