الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

حزب "الإخوان" بالعراق يتحالف مع "الشيعة" ضد السنة بالفلوجة

حزب "الإخوان" بالعراق يتحالف مع "الشيعة" ضد السنة بالفلوجة
الخميس ٢٦ مايو ٢٠١٦ - ١٨:٤٩ م
1132

فجر ضابط في الجيش العراقي مفاجآة من العيار الثقيل، وهي أن "الحزب الإسلامي العراقي"، تكفل بالطلب من الولايات المتحدة منح الضوء الأخضر لعملية استعادة مدينة الفلوجة، التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي منذ أكثر من عامين بالتعاون مع مليشيات "الحشد الشعبي الشيعي"، وذلك بعدما أبدت الولايات المتحدة اعتراضها على مشاركة "الحشد الشعبي" في المعركة، وبعدما اتضح أن معركة الفلوجة تمثل صراعاً لفرض الإرادة السياسية في العراق بين إيران والولايات المتحدة.

وأضاف الضابط العراقي، أن الأمريكيين كانوا يرفضون إعلان انطلاق المعركة الفعلية لاستعادة مدينة الفلوجة بسبب وجود الحشد الشعبي في جميع الجبهات وأن بيده القرار العسكري للقوات المحاصرة للمدينة، وفقا لموقع "القدس العربي".

وتابع: "خشية الجانب الأمريكي من تفاعل أهالي الفلوجة ومحيطها مع مقاتلي تنظيم داعش، وتكرار تجربة معركة الفلوجة الأولى مرة أخرى حين هب أهالي المدينة ومحيطها مع المسلحين ورفعوا السلاح بوجه القوات الأمريكية، واستعصت المدينة على الأمريكيين".

وحذر الضابط ـ الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ـ من أن "النفس الطائفي الصارخ لعملية الفلوجة سيدفع أهالي المدينة والمناطق المجاورة لها للالتفاف حول تنظيم داعش، خصوصاً أن عدداً كبيراً من مقاتلي التنظيم من أبناء المدينة نفسها، مشيرًا إلى رمزية كبيرة عند السُنة في العراق، وبالتالي فلن يكتفي هؤلاء بالتفرج وهم يرون الحشد الشعبي يتوعد أهالي الفلوجة صباحا مساءا، ما ينذر بأزمة طائفية خطيرة"، على حد وصفه.

وكشف عن "اتفاق تم إبرامه بين قيادات في الحزب الإسلامي وقيادات في الحشد الشعبي يستلم بموجبه المقاتلون التابعون للحزب الإسلامي بعض جبهات المدينة مقابل أن يتكفل الحزب بالضغط على الطرف الأمريكي لإقناعه بالمشاركة وتوفير الغطاء الجوي لإنجاح العملية، مع تقديم ضمانات بعدم حدوث أي خروقات وانتهاكات، وأن هناك قوة من أهالي المدينة النازحين مستعدة لتسلّم الأراضي المحررة، وأن الحشد هدفه الأساس إبعاد التنظيم عن بغداد".

وأكد الضابط، أن "قرار قطعات الجيش في كل من جنوب وشرق مدينة الفلوجة وشمالها وصولاً إلى منطقة الطراح بيد الحشد الشعبي، وكذلك الأمر في الكرمة ومحيطها والجبهة الوحيدة التي لا يوجد فيها الحشد فعلياً هي جبهة النساف التي تولى مهمتها الحزب الإسلامي، بعد أن فرضت قيادات حشد العامرية أن تستلم الجبهة الجنوبية للمدينة واستلام الحزب وحماس العراق لقوة درع الفلوجة التي تم انشاؤها مؤخراً وشاركت بمعركة جنوب الفلوجة التي لم تحقق أهدافها".

يأتي هذا في الوقت الذي يقع فيه أهل السنة في الفلوجة بين شقي الرحى؛ وذلك لما يخشونه من اجتياح قوات الحشد الشعبي الشيعية الطائفية للمدينة المحاصرة والفتك بأهلها من جهة، أو بقائهم تحت رحمة مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي المتطرف من جهة أخرى.
بينما يخشى محللون من تكرار السيناريو الأسوأ الذي حدث في بعض المدن التي حوصرت من قبل؛ وهو أن ينسحب مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي ويخلو المدينة لقوات الحشد الشعبي الطائفية لتسيطر عليها وتنتقم ممن بقي فيها بزعم أنهم دواعش، وهو ما يعرض المواطنين من أهل السنة بالمدينة للاجتياح في كل الأحوال.