الجمعة، ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

نصائح قرآنية

تلاوة القرآن تبارك وقت قارئها وفهمه وعلمه وتصوره وإرادته

نصائح قرآنية
باسم عبد رب الرسول
الثلاثاء ١٢ يوليو ٢٠١٦ - ٠٤:٥٤ ص
3212

نصائح قرآنية

كتبه/ باسم عبد رب الرسول

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1.    نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر المبارك شهر رمضان.. "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ".. فلهذا الشهر خصوصية مع القرآن ليست لغيره.. لذا ينبغي أن يكون لك حال في هذا الشهر مع القرآن؛ تكثر من تلاوته وتفهمه والقيام به والتزود منه..

2.    حاول أن تصلّ في القيام بالقرآن لقيام داوود عليه السلام "كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه".. ثلث الليل الآن تقريبا ثلاث ساعات إلا ربع.. إن كانت صلاة التراويح لا تبلغ هذا القدر فزد في صلاتك في بيتك أو مكان خلوتك إلى أن تصل إلى هذا القدر.. وحاول أن تحيي معظم الليل في العشر الأواخر؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحيا ليله..

3.    اجعل وقتا ثابتا لا تتنازل عنه لورد القرآن.. بعد الفجر أو بعد الشروق أو قبل المغرب أو الوقت الذي يناسبك..

4.    أنت الآن تتزود من القرآن ما يكفيك طوال العام.. فلا تبخل على نفسك..

5.    لا تتذرع بتعب الصيام لترك تلاوة وتدبر القرآن.. بل العكس هو الصحيح.. الصيام يزيد التقوى.. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ".. والصائم قلبه نقي من شهوات الدنيا، وأحرى أن يتشرب معاني الإيمان التي في القرآن.. "ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ".. فالاستفادة من القرآن على حسب التقوى والإيمان.. فينبغي عليك استغلال أوقات صفاء ونقاء القلب حال صيامك في تلاوة وتدبر القرآن وسترى الفتوح الرحمانية إن شاء الله.. واقتران الصيام والقرآن جاء في عدة أحاديث صحيحة.. ولذا فرض الله صيام الشهر الذي أنزل فيه القرآن..

6.    ينبغي أن يرى أثر القرآن والصلاة به على حالك وهديك وسمتك.. قال الله عز وجل في وصف الصحابة: "سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ".. وهو نور الصلاة والقرآن وأثره في وجه المصلي.. قال سعيد بن المسيب رحمه الله: "إن الرجل ليصلي بالليل فيجعل الله في وجهه نورا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط فيقول إني لأحب هذا الرجل"..

7.    فهم القرآن والعلم بالقرآن ودراسة القرآن والارتباط بالقرآن والاستفادة من القرآن والاستدلال بالقرآن من أكثر ما يثبت الفرد على الصراط المستقيم.. ومن أكثر ما يضمن للدعوة استمرار نقائها وصفائها على منهج الأنبياء شيوع ذلك بين أبنائها.. وإنما تكون بداية الانحراف بالبعد عن القرآن..

8.    أصل العلم هو القرآن (مع السنة المبينة له).. " وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ".. وقبيح بطالب العلم أن يجهل حدود ما أنزل الله على رسوله.. فهذا وصف المنافقين.. ويدخل في ذلك الجهل بمعاني القرآن وترك دراستها وتفهمها.. فطالب العلم ينبغي أن تكون له عناية بتفسير كتاب الله عز وجل..

9.    يتساءل بعض الناس: أقرأ كثيرا أم أتدبر ما أقرأ؟ الكم أم الكيف؟ والحقيقة أنه لا تعارض بين الاثنين.. اقرأ كثيرا وتدبر كل ما تقرأ.. النبي صلى الله عليه وسلم ورد عنه أنه قام ليلة بآية واحدة يرددها حتى أصبح.. وورد عنه أنه قام ليلة بالسبع الطوال.. وقام في ركعة واحدة بالبقرة والنساء وآل عمران.. وسنته كلها يُتأسى بها، خلافا لمن يأخذ ببعض سنته لمعنى أعجبه ويعرض عن بعضها.. وأصل هذه المسألة أن الشخص ترد عليه أحوال تفتح عليه من معاني الإيمان في آيات القرآن فلا ينبغي عليه أن يستعجل.. بل يتأنى طلبا لتدبرها ولو ظل الليل كله في آية واحدة.. وترد عليه أحوال أخرى دون ذلك فلا يستغرق تدبر الآيات التي يقرأها وقتا طويلا فلا يتكلف أن يظل الليل يردد آية واحدة ومصلحته في أن يعرض على قلبه آيات أكثر.. فاختلاف أحوال الشخص يقتضي استعمال هذه السنة أحيانا وتلك أحيانا..

10.      وصف الله القرآن بالبركة "كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ".. ووصف الليلة التي أنزل فيها أنها مباركة "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ".. ووصف النبي صلى الله عليه وسلم شهر نزوله بأنه مبارك "أتاكم رمضان شهر مبارك".. فتلاوة القرآن تبارك وقت قارئها وفهمه وعلمه وتصوره وإرادته.. فلا تفرط!

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com