الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
ففي الحقيقة: أنا أول مرة أسمع مصطلح "القتال النفسي!".
والجواب عن سؤالك: أننا يجب أن نفرِّق بيْن الاعتقاد الواجب الذي يعتقده الإنسان بما ظهر له مِن الدليل, فالمسلم في هذا المقام يعتقد أن دين الإسلام هو الحق وما سواه مِن الأديان باطل لا شك في ذلك، قال الله -تعالى-: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) (آل عمران:19)، وقال: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85).
فينبغي أن نفرِّق بيْن هذا المقام، وبين مقام المعاملة والتعايش مع الآخرين مِن أصحاب الديانات الأخرى ممن لهم عهد وذمة تحفظ به دماؤهم وأموالهم وأعراضهم؛ فلا يجوز الاعتداء عليها، ويتم التعامل معهم في البيع والشراء، وسائر وجوه المعاملات.
وهناك مَن يصر على أن اعتقاد بطلان كل دين غير دين الإسلام عند المسلم يستلزم "القتال" -كما ذكرتَ في سؤالك "القتال النفسي!"-، ويستلزم تضييع الحقوق وإهدارها، وهذا لسنا نلتزم به، وليس لأحدٍ أن يلزمنا به، وكذلك ليس لأحدٍ أن يلزمنا باعتقاد خلاف ما نعتقده بزعم تضييع الحقوق!
فطالما أدينا الحقوق في المعاملة؛ فليس لأحدٍ أن يكرهنا على اعتقاد ما يخالِف النصوص الصريحة المبثوثة في الكتاب والسُّنة في كفر مَن يخالف ملة الإسلام.
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com