الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

ما هي أولويات العمل الإسلامي في الوقت الحالي؟

السؤال: ما هي أولويات العمل الإسلامي في الوقت الحالي محليًّا وعالميًّا؟ نفع الله بكم.

ما هي أولويات العمل الإسلامي في الوقت الحالي؟
الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠١٦ - ١٦:٠١ م
2089

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فأولويات العمل الإسلامي الآن:

1- إزالة آثار المرحلة السابقة "بداية مِن الربيع العربي وحتى الآن" والتي شهدت تنفيرًا هائلاً مِن أهل العمل الإسلامي وبعض مَن ينتسبون إليه عنه، والتي أدت إلى تشويه صورة الدعوة، وتكاثر الخصومات بيْن الحركات المختلفة، وطعن بعضهم في بعض مما جعل الناس ينفرون مِن الجميع؛ ولذلك: لا بد مِن كثرة الاختلاط بالناس لتبيين الصورة الحسنة لأهل الدين، فإن ذلك ما يفتح الله به قلوب الناس.

2- ثم الاهتمام بالعمل الدعوي الصادق، المبني على اتباع الوحي وفهم السلف، ونشر العقيدة الصافية الصحيحة، دون التعقيدات التي أضافها المتأخرون في علوم الكلام وغيرها!

3- ثم الاهتمام بالسلوك القلبي، والعبادات القلبية، وتصفية النفس مِن أمراض القلوب، ثم بالعبادات العملية التي هي أوعية للعبادات القلبية، والتي لن ينال الإنسان الخير إلا مِن خلالها!

كما أنه لا بد مِن العودة إلى الاهتمام بالأخلاق، فإن المرحلة السابقة قد كشفت عن كتلة هائلة مِن الأمراض السلوكية، مثل: الكذب، والغيبة، والنميمة، واستباحة الأعراض بمجرد المخالفة في الآراء! واستباحة حرمات المسلمين إن كانوا مخالفين! والتكفير والتبديع والتفسيق! والحدة البالغة في مناقشة الآراء حتى ولو كانت اجتهادية!

فالمرحلة السابقة أثبتت: أن المشكلة وإن كانت فكرية في جانب مِن جوانبها إلا أن الجانب الأكبر هو الخلل السلوكي التربوي الأخلاقي الذي ظهر بوضوح في أقوال وأفعال الكثيرين مِن أبناء الحركة الإسلامية!

فإذا كنا نريد مستقبلًا للحركة الإسلامية فلا بد مِن التركيز على هذا الخلل وعلاجه، مع التحصين الفكري لأبناء الحركة الإسلامية بدراسة القضايا المنهجية؛ فكثيرة هي الطوائف المتربصة التي تحاول نشر أنواع التحريف في هذا الدين، مثل: "الشيعة الروافض" الذين إن لم ندرك وننتبه لخطرهم، تسللوا إلى مجتمعاتنا ونشروا زبالات الأفكار وضلالات العقائد، واحتفاء أعدائنا بهم كبير جدًّا!

ثم هناك انحرافات مَن ينتسبون إلى السُّنة، وهم في الحقيقة متلبسون بفكر الخوارج! وهي التيارات التكفيرية الصدامية، مثل: "داعش" وأمثالها، والتي تجذب عواطف الشباب، فإن لم ندرس قضايا الإيمان والكفر لأدى ذلك لانجراف الكثيرين إلى هذه التيارات بالعاطفة!

ثم هناك الجماعات التي تسمي نفسها "تنويرية"، والتي تحاول نشر "التغريب" ليس في المجتمع فحسب، بل داخل أبناء الحركة الإسلامية كذلك؛ مما أدى لاهتزاز كثير مِن القضايا داخل نفوس الكثيرين مما يوجب دراسة هذه القضايا دراسة تفصيلية؛ فلم يعد يكفي العلم بها أو إعلان الانتماء لها.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com