الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

قل دائما الحمد لله

الحَمدُ عبادهٌ جميلةٌ: وهي سبب رضا الله تعالى

قل دائما الحمد لله
جمال فتح الله
الثلاثاء ٠٩ أغسطس ٢٠١٦ - ١١:١٢ ص
1812

قل دائما الحمد لله

كتبه/ جمال فتح الله

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا}

 {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآَخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ عَطَسَ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ بِإِذْنِهِ، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا آدَمُ، اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ الْمَلائِكَةِ، إِلَى مَلإٍ مِنْهُمْ جُلُوسٍ، فَقُلْ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، قَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ بَنِيكَ بَيْنَهُمْ .." صححه الألباني.

فالحمد لله: أول كلمة نطق بها آدم عليه السلام، فتكون أول ما نطق به البشر. بدأ الله عز وجل أعظم سورة في القرآن، بالحمد لله، وهي الفاتحة. وكذلك كثير من السورِ تبدأ بالحمدِ لله كما تقدم.

قال السعدي في تفسيره: (الْحَمْدُ لِلَّهِ): "هو الثناء على الله بصفات الكمال، وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل، فله الحمد الكامل، بجميع الوجوه.

قال ابن عثيمين رحمة الله: (الحمد): وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ الكمال الذاتي، والوصفي، والفعلي؛ فهو كامل في ذاته، وصفاته، وأفعاله؛ ولا بد من قيد وهو «المحبة، والتعظيم»؛ قال أهل العلم: «لأن مجرد وصفه بالكمال بدون محبة، ولا تعظيم: لا يسمى حمدًا؛ وإنما يسمى مدحًا».

الحمد لله على نعمةِ الإسلام، ونعمةِ الحياة، ونعمةِ العافية، ونعمةِ الأمن، ونعمةِ الحرية. هذه جُملة من النعم لا بُد أن نشكر ربَنَا عز وجل عليها، حتى نؤدي شكر النِعم. قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}.

1ـ أفضلُ النِعم، نِعمة الإسلام، ولا يعرف عظمة هذه النعمة إلا من قرَأ في الشرائع الأخرى عند الكافرين، يُوقِن تماما أننا في أعظمِ النِعم، دينٌ نظم العلاقة بين العبد وربه، بدون تعنت ولا مشقة ولا حرج، دينٌ شامل كامل واقعي مستمر موافق للفطرة السليمة، دينُ أفضل البشر وهم الأنبياء والمرسلين. قُل دَائِمًا: الحَمدُ لله.

   الحمد لله: على نعمة الحياة، الحياة في طاعةِ الله عز وجل، وحسنُ عبادتِهِ، ومتابعة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، لا يعلم هذه النعمة إلا من زار المقابر ووقف عليها، ولو أذن اللهُ عز وجل، لأهل القبور بالكلامِ، لقالوا: نرجع للتمتعِ بالصلاةِ، والصيامِ، وأداء الزكاةِ، والحجِ، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - والذكر وتعلم العلم وقراءة القرآن، وصلة الأرحام، والدعوة إلى الله، والجهاد في سبيل الله، وبر الوالدين، والصدق في الحديث، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحُسن الخُلق.

الفرصة أمامكم أيها العقلاء، وكل هذا بفضل الله متاح للجميع، فاغتنم الفرصة، وارتقِ وتقدم واعمل بجد، وفقكم الله. قُل دَائِمًا: الحَمدُ لله.

3ـ الحَمدُ لله: على نعمةِ العافية: الصحة تاج على رؤوسِ الأصحاءِ لا يراها إلا المرضى، اذهب إلى المستشفيات وانظر للمرضى، كم من مريض يَئِنُ من المرضِ؟ يتمنى لو أنفق كل ماله ليستريح، لينامَ، ليأكلَ ما يشتهى، ليمشي ليذهب لوظيفته ليدخل على أهله السرور ليزور أرحامه، ليمارس الدعوة، ليتعلم العلم، ليصلي ليصوم، ليقرأ القرآن، ولكن حبسه المرض.

أيها الأصحاء أصحابُ العافية، اُذكرُكُم بهذه النعمة، فماذا تنتظرون؟ لماذا التسويف؟ لماذا الكسل؟ ولماذا الغفلة؟ صلِّ قبل أن لا تستطيع أن تصلي. صُم قبل أن لا تستطيع أن تصومَ. اشتغل بالدعوة قبل ان تحرم من ذلك. أدِّ زكاة هذا البدن. قُل دَائِمًا: الحَمدُ لله.

4ـ الحمد لله: على نعمة الأمن، لا يشعر بهذه النعمة العظيمة إلا من فقدها، انظر حولكَ بلاد المسلمين، يُسَيطر عليها الرُعبُ والخوفُ والدمارُ، وتشريد أهلِها؛ أطفال يُوتِمت، نساء تَرملت، بل انتُهِكت أعراضَها، من جهلاءٍ سفهاءٍ مُجرمين، يتركون أهل الأوثان، ويقتلون أهل الإسلام. فكم من بيت تهدم! وكم من مدرسة عُطِّلتَ! وكم من مستشفى دُمِرت! وكم من أموالٍ نُهِبت! وكم من جيش تقسم! يتقاتلون على حطام الدنيا الزائل، والجميعُ يدعى الإسلامَ، وهو منهم براء. نجح الكفار في غزو الكثير من هذه البلاد بالأفكار المنحرفة، والعقائد المدمرة، بالتعاون مع الرافضة، قُل دَائِمًا: الحَمدُ لله.

5ـ الحَمدُ لله: على نعمةِ الحرية، جعل الإسلام "الحرية" حقًا من الحقوق الطبيعية للإنسان، فلا قيمةَ لحياة الإنسان بدون الحرية، وحين يفقد المرء حريته، يموت داخليًا، وإن كان في الظاهر يعيش ويأكل ويشرب، إذا أردت أن تعرفَ قيمة هذه النعمة، فاذهب إلى السجون، واستمع منهم إلى الآلام والشكوى المرة والحرمان. كم فقدوا من لذة؟ كم فقدوا من تربية الأولاد وهذه وحدها كافيه؟ كم حُرموا من هواء نقي؟ كم فقدوا من صحة وعافية؟ آلام كثيرة تدمى القلب، نفسيات تحطمت، وآمال انقطعت، ودروس توقفت.

 كم من إنسان غَبي فقد حريته دون مقابل، أو منفعة خاصة أو عامة، وقد نصحه الكثير لكن لم يَنتصح، ولم يَسلُك طريق المصلحة والمفسدة ولو سمع لكان خيرًا له. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدين النصيحة. قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولرسوله ولأمة المسلمين وعامتهم".

الحَمدُ لله على نعمةِ الفهم، وأن وفقنا اللهُ لنسلك طريق الشرع، والموازنات بين المصالح والمفاسد، ودرأ المفاسد ما أمكن وتقلِيلِها، وجلب المصالح وتكثيرِها،

الحَمدُ عبادهٌ جميلةٌ: وهي سبب رضا الله تعالى: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا".

 وهي سبب المغفرة من الله تعالى: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا عَلَى الأَرْضِ رَجُلٌ يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، إِلا كُفِّرَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ، وَلَوْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْر".

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا قَالَ الإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

نِعمةُ الدنيا للمؤمن عَمِلَ فيها قليلًا وأخذ زادَهُ إلى الجنةِ، حتى إذا دخلوها: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ}.

قُل دَائِمًا: الحَمدُ لله

  الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله على نبيا محمد وآله وصحبه وسلم.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

ربما يهمك أيضاً

نطهر صيامنا (2)
57 ١٢ مارس ٢٠٢٤
نطهر صيامنا (1)
60 ٠٤ مارس ٢٠٢٤
إنما الحلم بالتحلم (1)
40 ٣١ يناير ٢٠٢٤
لا تحمل همًّا!
91 ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٣
محطات تطهير!
94 ١٩ يونيو ٢٠٢٣