السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الإعلام المأجور والفن الموزور

إلى متى نظل نسمع شعارات جوفاء مللنا منها

الإعلام المأجور والفن الموزور
علي حاتم
الاثنين ١٥ أغسطس ٢٠١٦ - ١٣:٠٦ م
1089

الإعلام المأجور والفن الموزور

كتبه/ علي حاتم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

لقد ابتليت الأمة في واقعنا المعاصر بإعلام مأجور وفن موزور، وهذان الابتلاءان كلاهما مجنَّد ومموَّل من أجل إفساد المجتمع والحيلولة دون قيام الأمة من عثرتها لتسلك طريق التقدم والرقي بين الأمم.

ولا شك أن أخطر أعداء الأمة من خارجها هم اليهود وأعوانهم الذين زرعوهم في جسد الأمة ثم يواصلون تدعيمهم لتحقيق غاية واحدة ألا وهي تعجيزها وإفشالها في النهوض والتقدم والتصدي لكل الوسائل التي تؤدي إلى تحقيق ذلك.

وفي السنين الماضية تعودنا على أن أعداء الأمة إنما يحاولون قهرها وإلهاءها عن طريق القوة العسكرية وتجييش الجيوش لاحتلال البلاد وما يتبع ذلك وهو كثير. إنما في الوقت الحاضر تغير الحل وأصبحت الصهيونية العالمية وذيولها يستخدمون حربا من نوع آخر ألا وهو تجنيد قنوات فضائية مهمتها إفساد الشباب وتشكيل عقولهم ببث أفكار وثقافات ليتكون من خلالها شباب لا تقوم على أكتافهم أمة لها قيمة بين الأمم، كما أن من ضمن مهامها أيضا زعزعة استقرار البلاد والحيلولة دون شعور أبناء المجتمع بأي نوع من أنواع الطمأنينة وذلك ببث إشاعات كاذبة وإحداث فتن مستمرة تجعل أبناء الأمة في حالة قلق دائم على مستقبلهم ومستقبل مجتمعهم.

ومن المعلوم أن الشباب في مجتمعنا ينتهي من تعليمه ولا يجد عملا يشغل به وقته من ناحية ويحقق له دخلا كافيا لتوقير احتياجاته الحياتية اليومية من ناحية أخرى.

وأعداء الأمة ووسائلهم المزروعة في جسدها في شكل إعلام مأجور أو فن هابط موزور يعرفون ذلك فيتلقفون شباب الأمة وهم على هذه الحال ويتولون غسل أدمغتهم وتشكيل عقولهم وتشغلهم بقضايا مجتمعهم بطريقة مضادة لفكر أنظمة البلاد ومنهجها الذي تراه مناسبا من وجهة نظرها لإصلاح المجتمع وتطويره والرقي به، فيخرجون على الناس عبر تلك القنوات الفضائية المأجورة ومهمتهم إيجاد العداوة بين الشاب وبين أنظمة الحكم في البلاد، بحث إن اتجهت تلك الأنظمة في قضية من القضايا يمينا أخذ الإعلام المأجور عقول الشباب إلى جهة اليسار والعكس بالعكس، المهم تحقيق الهدف والسعي الدؤوب نحو تخطئة ما هو صواب وتصويب ما هو خطأ، المهم هو «لا» لطمأنة الناس، «لا» لاستقرار المجتمع.

هذا عن العدو الأول للأمة وهو الإعلام المأجور، أما العدو الثاني وهو الفن الموزور فتحدث ولا حرج عن فن رخيص هابط جاهز بصفة مستمرة لإشغال الشباب عن العمل والإنتاج جاهز لاستغلال عجز الشباب عن الزواج وذلك ببث أفلام هابطة تمتلئ بالمناظر الخليعة والألفاظ المنحطة البعيدة عن أخلاق الإسلام.

وعن طريق تلك الأفلام عرف الشباب طريقهم إلى شرب الخمور وإدمان تعاطي المخدرات واستخدام العنف والتدمير وسفك الدماء في حياتهم اليومية، لقد نجح العدوَّان اللدودان للمجتمع في هدم معنويات الشباب وتحطيم عقولهم وأجسادهم حتى أصبحنا نرى شبابا هزيلا مسلوب العقل يتحركون وكأنهم أشباح يمشون على ظهر الأرض.

إنه لابد من التدخل السريع إذا أراد القائمون على هذه البلاد إنقاذها وذلك بالتصدي لهذين العدوين اللذين يدمران الأمة تدميرا ممنهجا.

لابد من إحكام الرقابة على ما يقدمانه للمجتمع، ولابد من إصدار التشريعات اللازمة لوقف تغولهما في جسد الأمة أكثر من ذلك وعدم السماح لهما بتضييع الشباب أكثر من ذلك.

لابد لمجلس النواب أن يولي هذه القضية جل اهتمامه؛ فهي الخطة الأولى لبدء طريق التقدم والنهوض.

وأنا أتساءل: لماذا لم يسارع مجلس النواب في التدخل لعمل اللازم في هذه القضية؟

كيف لا يعطي مجلس النواب الأولوية للاهتمام بها وإعطائها الوقت الذي يليق بها؟

إلى متى نظل نسمع شعارات جوفاء مللنا منها مثل: حرية الفكر وحرية التعبير وحرية الإبداع وحرية إبداء الرأي إلى غير ذلك من الكلمات والشعارات التي ضيعت الأمة وسدت أمامها كل طرق الخلاص والنجاة مما هي فيه؟

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة