الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

مكة مهوى الأفئدة

الحديث عن مكة ذو شجون

مكة مهوى الأفئدة
خالد آل رحيم
الجمعة ٢٦ أغسطس ٢٠١٦ - ١٣:٣٦ م
2685

مكة مهوى الأفئدة

كتبه/ خالد آل رحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

مكة هي بلد الحرام ومهوي أفئدة المتقين لها من الفضائل ما يعجر القلم عن تسطيره ولكنها كلمات العاجز عن وصفها تسطر ببعض خصائصها ومزاياها:

ففيها بيت الله الحرام، وفيها بُعث أفضل الرسل الكرام صلي الله عليه وسلم، وعلى جبالها وفي أوديتها نزل كلام الله المعجز، وسعت هاجر عليها السلام بين الصفا والمروة، وفيها رُبي إسماعيل ونبع زمزم من تحته وبنى إبراهيم عليه السلام بيت الله الحرام وقد ذُكر لمكة أسماء فى القرآن الكريم ومنها:

مكة: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ﴾.

بكة: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ﴾.

البلد: ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ﴾.

القرية: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً﴾.

أم القري: ﴿وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾

البلد الأمين: ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ﴾

- ومن فضائلها أن حرمتها عظيمة:

كما روى ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال يوم فتح مكة: «إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلي يوم القيامة، وإنه لا يحل القتال فيه لأحد قبلي ولا يحل لى إلا ساعة من نهار فهو حرام بحرمة الله إلي يوم القيامة لا يُعضد شوكة ولا ينفر صيده ولا يُلتقط لُقطته ولا يُختلى خلاه». فقال العباس رضي الله عنه: يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لقينهم وبيوتهم فقال: «إلا الإذخر». (متفق عليه)

وعن أبي شريح عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامري يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دماً ولا يعضد بها شجرة فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيها فقولوا: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم وإنما أُذن لي ساعة من نهار ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس وليبلغ الغائب الشاهد» (متفق عليه)

- ومن فضائلها أنها أحب البلاد إلي الله:

 فعن عبدلله بن حمراء رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم واقفًا على الحزورة من مكة يقول لمكة: «والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلي الله ولولا أنى أُخرجت منك ما خرجت» (صححه الألباني)

- ومن فضائلها أن الدجال لا يدخلها:

فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها فينزل السبخة فترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل كافر ومنافق» (متفق عليه)

- ومن فضائلها أنها مهوى الأفئدة:

فقد دعا إبراهيم عليه السلام ربه قائلًا: ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾. قال ابن عباس رضي الله عنهما: "تحن إليهم".

- ومن فضائلها أنها حوت المسجد الحرام:

فعن جابر عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة قيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة» (صححه الألبانى)

قال الحسن: وهو أول مسجد عُبد الله فيه في الأرض.

قال الشنقيطي رحمه الله في قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ﴾.

قال: فذكر هنا سبع خصال ليست لغيره من المساجد من أنه:

- أول بيت وضع للناس

- ومبارك

- وهدى للعالمين

- وفيه آيات بينات

- ومقام إبراهيم

- ومن دخله كان آمنًا

- والحج والعمرة إليه (انتهي)

وهو من المساجد الثلاثة التى يشد إليها الرحال؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد: المسجد الحرام ومسجدى هذا والمسجد الأقصى» (البخارى ومسلم)

 ولذلك كان السلف يعظمون مكة تعظيمًا كبيرًا قال ابن مسعود: "ما من بلد يؤاخذ العبد بالهمة قبل العمل إلا مكة، وتلا قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾".

وعن ابن عباس قال: "(بظلم): هو أن تستحل من الحرم ما حرم الله عليك من إساءة أو قتل، فتظلم من لا يظلمك، وتقتل من لا يقتلك، فإذا فعل ذلك فقد وجب عليه العذاب الأليم".

وقال إبراهيم النخعي: "كان يعجبهم إذا قدموا مكة أن لا يخرجوا حتى يختموا القرآن". 

فالحديث عن مكة ذو شجون وما ذكرنا لا يُعد شيئاً فى فضائل تلك البقعة المباركة، وما جعلني أتحدث عنها بهذه الكلمات إلا الشوق إليها مع بدء توافد الحجيج إليها.

رزقنا الله وإياكم حج بيته الحرام إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله من وراء القصد.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة