الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ

نذكّر إخواننا ببعض ما يتعلق بالاضحية في عدة نقاط

فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ
حسن العمري
السبت ١٧ سبتمبر ٢٠١٦ - ٠٣:٠٠ ص
763

فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ

كتبه/ حسن العمري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  وبعد

لما كانت الأضحية شعيرة من شعائر الله -تبارك وتعالى- كان لزاما على المؤمنين الصادقين تعظيمها وتبجيلها، تصديقا لقوله تعالى(ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ).

ولما كانت الأضحية سنة من سنن النبي محمد -صلوات الله وسلامه عليه- كان لزاما على المحبين المشتاقين له أن يستنوا بسنته ما استطاعوا، عملا بقوله تعالى(لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)

ولما كانت الأضحية توسعة على الأهل والأحبة والفقراء والمساكين سعى إليها أهل الخير والبر والإحسان عملا بقوله تعالى(فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ).

من أجل هذه المنطلقات -ونكتفي بها هنا حتى لا يطول المقام- نذكّر إخواننا ببعض ما يتعلق بالاضحية في عدة نقاط:

1-فضل الأضحية: قال تعالى(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) يقول أهل العلم إن الله تعالى أمر نبيه بأعظم العبادات البدنية وأعظم العبادات المالية، وعن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما أنفق الرجل من نفقة أعظم أجرا من دم يهراق في هذا اليوم، يعني يوم النحر) رواه البيهقي، وعن الحسين بن علي -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (من ضحى طَيّبة نفسُه محتسبا لأضحيته كانت له حجابا من النار) رواه الطبراني.

2-حكم الأضحية ووقتها وشروطها: ذهب بعض العلماء إلى كونها سنة مؤكدة، وذهب البعض إلى وجوبها، ولكلٍّ أدلته.

يبدأ وقتها من بعد صلاة الإمام يوم العيد وحتى ثالث أيام التشريق -أي رابع أيام العيد- قبل غروب الشمس، فإذا ذبح قبل ذلك الوقت أو بعده أصبح لحما يقدمه إلى أهله أو صدقة يتصدق بها.

ويشترط للأضحية أن تكون من الإبل التي استبدلت سِنّتين من أسنانها (الثني) -وغالبا يكون هذا بعد الخمس سنين-، أو تكون من البقر -وتشمل الجاموس- التي استبدلت سِنّتين من أسنانها (الثني) -ويكون ذلك غالبا إذا بلغت سنتين وطعنت في الثالثة-، أو تكون من الضأن وهي الجذعة التي نام شعرها على ظهرها، وﻻ يشترط أن تغير أسنانها، أو تكون من المعز التي استبدلت سِنّتين من أسنانها (الثني) –ويكون ذلك غالبا إذا أتمت سنة وطعنت في الثانية-. فالمعتبر في كل ما ذكر أن تكون قد تبدلت أسنانها، عدا الضأن فيكفى فقط أن تكون جذعه كما سبق بيانه.

ولا يشترط في كل هذه الأنواع الجنس، فيجوز من الذّكَر -وهو اﻷفضل-  ومن الأنثى.

ويشترط أن تكون خالية من العيوب البدنية الظاهرة، فلا تكون مقطوعة الأذن أو نصفها فأكثر، ولا عمياء، ولا عوراء، ولا عرجاء، وما شابه ذلك.

كذلك لايجوز بيع شيء من الأضحية حتى الجلد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من باع جلد أضحيته فلا أضحية له).

3-من أراد ان يضحي: عن أم سلمة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من كان عنده ذبح نوى أن يذبحه فرأى هلال ذي الحجة فلا يمس من شعره ولا أظفاره حتى يضحي) رواه مسلم.

4-مستحبات الذبح وآدابه: يستحب أن يذبح بنفسه، و يستحب تحديد السكّين وإراحة الذبيحة، وإمرار السكّين بقوة ذهابا وعودة محل الذبح، ويستحب توجيه الذبيحة إلى القبلة، ويستحب التسمية قبل الذبح و عند الذبح وبعد الذبح وأن يقول(بسم الله والله اكبر) ثلاثا.

تنبيه: على من ينحر أن يتجنب كل ما فيه إيذاء للذبيحة، مثل أن يذبحها أمام أختها، ففي ذلك إيذاء لهما معا، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (إن الله كتب اﻹحسان على كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة وليُحِدّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته).

5- بعض النصائح الطبية: رفع أو منع الطعام عن الذبيحة قبل الذبح بـ 24 ساعة للذبائح الكبيرة و 12 ساعة للذبائح الصغيرة، وإعطائها كميات كبيرة من الماء حتى قبل الذبح بـ 3ساعات، ويفضل ترك اللحم (قبل التشفية من العظم) لمدة 5 إلى 6 ساعات إن أمكن ذلك ولا تدخل اللحوم إلى التجميد إلا بعد 6 ساعات تقريبا من الذبح.

يسر الله اﻷضحية للمسلمين وتقبل منهم. وتقبل الله منا ومنكم.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة