الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

إذا اشتدت ظلمة الليل

أنوار الرجاء تبدد ظلمات اليأس، والأمل وحسن الظن بالله وبث البشرى والتفاؤل بالنصر والتمكين في أحلك الظروف من سنة النبى صلى الله عليه وسلم

إذا اشتدت ظلمة الليل
أحمد حمدي
الاثنين ٢٦ سبتمبر ٢٠١٦ - ١٨:٥٩ م
2166

إذا اشتدت ظلمة الليل

كتبه/ أحمد حمدي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

إن الناظر إلى واقع الأمة الإسلامية والبلاد من حولنا، من انهيار للدول وتقسيم لها، وحروب مستمرة لا تنقطع، وقتل وتشريد وهدم وحصار وتجويع، كما في حلب في سوريا، وتعز  في اليمن، والعراق، وليبيا، والسودان، وغزّة في فلسطين، من أحوال معيشية مأساوية، وكذلك في بورما، وفى إفريقيا الوسطى، واضطهاد المسلمين وتشويه صورة الإسلام وتسلط أهل البدع -من الروافض والدواعش والخوارج- و النظر إلى الوضع الداخلي في بلادنا مصر، من حالة من الإحباط من المناخ السياسي، وحالة من الاحتقان والاستقطاب المجتمعي الحاد، وحالة من الكراهية والقسوة والظلم وانتشار الفساد والرشوة والمحسوبية والإهمال في معظم القطاعات والمؤسسات، وأزمة اقتصادية خانقة وغلاء للأسعار، وفقر وبطالة وأمراض وجهل، وضياع للعدل في توزيع ثروات البلاد، وشعور الشباب باليأس والإحباط من الواقع؛ فيدفعهم إلى البحث عن الهجرة أو الانتحار أو الإلحاد أو ضعف الانتماء لبلده، وشعور الشباب بضياع أهداف الثورة والعودة الى أسوأ ما كان قبل 25 يناير ...

أقول لكل هؤلاء: إذا اشتدت ظلمة الليل فلابد من طلوع الفجر، وإن الفرج من الكرب، وإن النصر مع الصبر، وإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا، ولا يغلب عسر يسرين؛ فأنوار الرجاء تبدد ظلمات اليأس، والأمل وحسن الظن بالله وبث البشرى والتفاؤل بالنصر والتمكين في أحلك الظروف من سنة النبى صلى الله عليه وسلم، كما في:

1-      قول عائشة -رضي الله عنها- أنه نزل قول الله تعالى: "سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ " والصحابة يعذبون في مكة.

2-      تبشير النبي -صلى الله عليه وسلم- لسُراقة بن مالك بسواري كسرى في موقف الهجرة.

3-      تبشير النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الأحزاب  للصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- وهم في كرب شديد، قال تعالى: "إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا" وكانوا لا يستطيعون قضاء حاجتهم من الظلام والبرد والجوع والخوف وإجتماع الاحزاب عليهم، فعن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: (عرَضَت لنا ونحن نقوم بحفر الخندق صخرة لا تأخذ فيها المعاول؛ فاشتكينا ذلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاء وأخذ المعول من سلمان الفارسي -رضي الله عنه-, وقال:{بسم الله} ثم ضربها فنثر ثلثها. وخرج نور أضاء بين لابتي المدينة. فقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام, والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني الساعة". ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر. فبرقت برقة من جهة فارس أضاءت ما بين لابيتها فقال: "الله أكبر.. أعطيت مفاتيح فارس, والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض من مكاني هذا, أي مدائن كسرى, وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليهم فأبشروا بالنصر". ثم ضرب الثالثة, وقال: "بسم الله" قطعت بقية الصخرة وخرج نور من جهة اليمن أضاء ما بين لابتي المدينة حتى كأنه مصباح في جوف ليل مظلم فقال: "الله أكبر.. أعطيت مفاتيح اليمن, والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني الساعة".

4-      قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض".

5-      قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ ‏ ‏مَدَرٍ ‏ ‏وَلَا ‏ ‏وَبَرٍ ‏إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ".

6-      عن أبي قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص وسئل: أيّ المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أو رومية؟، فدعا عبد الله بصندوق له حلق، قال: فأخرج منه كتاباً قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أيّ المدينتين تفتح أولاً قسطنطينية أو رومية؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تفتح أولاً، يعني قسطنطينية.

7-      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً

آداب العمل الجماعي -3
621 ٣٠ أبريل ٢٠٢٠
رمضان في ظروف خاصة!
781 ٢٧ أبريل ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -2
612 ٢٢ مارس ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -1
930 ١٩ مارس ٢٠٢٠
الطموح -2
621 ١٠ مارس ٢٠٢٠
الطموح (1)
677 ٢٧ فبراير ٢٠٢٠