الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

هل عليه أن يخرج الزكاة على محلات دفع جزءًا من ثمنها وسوف يتسلمها بعد سنوات؟

السؤال: في ديسمبر 2014م اشتريتُ شقة بالقسط بغرض السكن فيها، ثم بعتها في نوفمبر 2015م، ودفعتُ الثمن كمقدم لمحلين بغرض الكسب المادي، وسيكون استلام المحلين بعد حوالي 3 سنوات مِن الآن، ولم يتم بناء المحلين إلى الآن وليس لي أي حق انتفاع قبل 3 سنوات حتى لو تم بناؤهما، ولي بعض الأسئلة حول هذا الأمر: 1- هل يجب عليَّ إخراج زكاة مال عما تم دفعه مِن أقساط مِن ثمن هذين المحلين؟ مع العلم أني أخرج زكاة المال في أول رمضان مِن كل سنة هجرية، يعني تقريبًا في نصف شهر 6 مِن 2016م؟ 2- وإن كان يجب إخراج زكاه عليهما ولم يحل على أقساطهم الحول بعد، فهل يمكن أن أدفع نصف الزكاة تقريبًا عنهم؛ لأنه مرَّ عليهم نصف سنه تقريبًا، وبعد ذلك أخرج زكاة عنهما مع باقي مالي في أول كل رمضان للتسهيل ومنعًا للنسيان؟ 3- قد لا أملك أصلاً مِن المال أو السيولة ما يكفي لسداد الزكاة أو حتى نصفها عن الأقساط المدفوعة لهذين المحلين؛ لأن ما أملكه مِن مال مِن راتب أدخره لسداد أقساط المحلين الربع سنوية وأقساط شقتين سكنيتين أخرتين ربع سنوية أيضًا، فماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا.

هل عليه أن يخرج الزكاة على محلات دفع جزءًا من ثمنها وسوف يتسلمها بعد سنوات؟
الأحد ٠٢ أكتوبر ٢٠١٦ - ١٤:١١ م
1628

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فالظاهر عندي عدم صحة بيع المعدوم الذي لم يبنَ، ولذا فعليك إخراج الزكاة عن المال الذي دفعته كأقساط في شراء هذين المحلين؛ لأن هذا العقد غير صحيح قبْل البناء، وأصبح المال دينًا لكَ في ذمة طرف العقد الآخر وعليك إخراج زكاة ما دفعته.

 2- اعتبار الحول هو لأصل المال الذي بلغ نصابًا، وليس كل مال على حدته، وهذا مذهب الإمام أبي حنيفة وهو الراجح الصحيح، ففي موعد الزكاة تحسب كل ما تملكه مما عليه زكاة وتخرجها، ولو كان أتى بالأمس، ويجوز إخراج الزكاة معجلة قبْل الحول، ولا يجوز التأخير عن موعد إخراجها؛ لا بنصف المدة، ولا أقل ولا أكثر.

3- يلزمك ادخار جزء مِن المال لأداء الزكاة كما تجعل جزءًا مِن مالك لأداء الحقوق الأخرى: كالنفقة على الأهل والأولاد، ولا تدفع كل مالك في شراء عروض للتجارة أو غيرها للاستثمار ثم تقول ليس عندي ما أخرجه للزكاة! فيلزمك قبْل موعد الحول أن تعد مِن مالك ما تخرج به زكاتك، فإن عجزت فهي في ذمتك تخرجها مِن أول مال يأتيك؛ وإلا فبع شيئًا مما تتجر فيه لتجد ما يلزمك أن تؤدي به حقوق الله، وحقوق العباد.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com