الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

مؤامرات وليس مؤتمرات -1

الحوار بين الأديان: حقيقته وأنواعه

مؤامرات وليس مؤتمرات -1
جمال فتح الله
الاثنين ٠٣ أكتوبر ٢٠١٦ - ١٠:٣٠ ص
1060

مـؤامرات وليس مـؤتمرات (1)

كتبه/ جمال فتح الله

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:   

مع ظهور أي متغير أو حدث عالمي، تطفو الدعوة لحوار الأديان على السطح، وسرعان ما تعود وترسو في القاع، بعد زوال الحدث، والدليل أن الدعوة لحوار الأديان ولدت عام 1932، وعدد المؤتمرات التي عقدت حولها نحو 15 مؤتمرًا، وخرجت جميعها بنتائج واحدة وهي الدعوة إلى التعايش السلمي والتآخي بين أصحاب الديانات المختلفة، فهل تحققت هذه النتائج على أرض الواقع؟، أم هي مجرد كلام وحبر على ورق؟.

فإن الغرب إذا شعر بظلمه للمسلمين، وبخوفه من انتقامهم، أو ارتبطت بهم بعض مصالحه فخاف عليها، رفع مباشرة شعار التعايش السلمي، والتسامح ونسيان الماضي، والتقارب، والتحاور، ونحو ذلك من الشعارات، ليأمن على نفسه ومصالحه بذلك، وينشر دينه وثقافته كذلك.

ومما يؤسف له أن تجد بعض من ينتسب للفقه الشرعي -فضلاً عن غيرهم من العصرانيين- يسارع في الإجابة، ويتهم غيره بالتقوقع والانغلاق وضيق الأفق، ثم قد تنكشف لبعضهم الحقيقة، فيعود محذرًا، وكثيرًا منهم يستمر في عماه، بل ويؤول النصوص الشرعية لتوافق مراد الغرب الكافر.

الحوار بين الأديان: حقيقته وأنواعه

معنى الحوار اصطلاحًا:

الحوار اصطلاحًا: هو لفظ عام يشمل صورًا عديدة منها المناظرة والمجادلة، ويراد به: مراجعة الكلام والحديث بين طرفين، دون أن يكون بينهما ما يدل بالضرورة على الخصومة، وقد يكون مرادفًا للجدل، كقوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}، وقد يفترقان حين يتحول الحوار إلى لدد في الخصومة، فهو حينئذ يسمى جدالاً لا حوارًا، وقد يكون الحوار مرادفًا للمناظرة، لأن المتناظرين يتراجعان الكلام في قضية ما، بعد النظر فيها بعين البصيرة، إلا أن المناظرة أدلُّ في النظر والتفكر، كما أن الحوار أدل في الكلام ومراجعته.

معنى الحوار بين الأديان

الحوار بين الأديان من المصطلحات الحادثة المجملة، وهو يتنوع بحسب أهدافه وأغراضه إلى عدة أنواع، منها ما هو حق، إذا كان الهدف شرعيًا، ومنها ما هو باطل، إذا كان الهدف مذمومًا شرعًا.

ولذلك فإن هذا المصطلح لا يُرد مطلقًا لأننا بذلك نرد الحق الذي فيه، ولا نقبله مطلقًا لأننا بذلك نقبل الباطل الذي فيه.

ومما تقدم يمكننا أن نقول أن للحوار بين الأديان عدة معان بحسب أهدافه وأغراضه، منها:

1-    حوار الدعوة أو التنصير.

2-    حوار التعايش أو التسامح.

3-    حوار التقريب.

4-    حوار الوحدة.  

5-    حوار الاتحاد.

حقيقة الحوار بين الأديان في المنظور الغربي:

الحوار بين الأديان في المنظور الغربي بكل أنواعه وسيلة تنصيرية، واستعمارية، ومناورة سياسية لوقف القتال بعد تحقيقهم لبعض المكاسب.

ذكر دانيال آر بروستر، في محاضرة له بعنوان "الحوار بين النصارى والمسلمين" عدة حقائق توضح حقيقة الحوار عند النصارى منها:

1-    في عام 1960 م، رفع مجلس الكنائس العالمي الحوار مع المسلمين، وكان يعتبر هذا الحوار وسيلة مفيدة للتنصير، فإن الحوار الذي هو وسيلة لكشف معتقدات وحاجيات شخص آخر هي نقطة بداية شرعية للتنصير.

2-    وفي عام 1968 م، نقل الحوار خارج محيط التنصير، واكتفى بالإقرار بصحة الديانة النصرانية، وفتح أبواب الصداقات، والمشاركة في الحياة على وفق ما يراه النصراني.

3-    إن الهدف من الحوار هو إقناع الآخرين باتخاذ قرارات معينة، فإن بدر منهم ذلك فدعهم يسمونه ما يشاءون.

وذكر هيوكيتسكل، زعيم حزب العمال البريطاني، في كتابه "التعايش السلمي والخطر الذي ينتابه" تعريف التعايش بأنه  مناورة خالصة، وهي ظاهرة مؤقتة، قد تقتضي تحوير السياسة بوقف القتال، وتخفيف الضغط.

وللحديث بقية...

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

ربما يهمك أيضاً

نطهر صيامنا (2)
59 ١٢ مارس ٢٠٢٤
نطهر صيامنا (1)
60 ٠٤ مارس ٢٠٢٤
إنما الحلم بالتحلم (1)
40 ٣١ يناير ٢٠٢٤
لا تحمل همًّا!
91 ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٣
محطات تطهير!
94 ١٩ يونيو ٢٠٢٣