الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

"صبرا و شاتيلا" كل يوم

هذه القوى تستفيد بذلك الوضع في تحقيق أهدافها واستراتيجياتها في المنطقة، وتنفيذ مخططات التقسيم الجديدة بالمنطقة

"صبرا و شاتيلا" كل يوم
مصطفى خطاب
الثلاثاء ٠٤ أكتوبر ٢٠١٦ - ١٠:٥٣ ص
993

"صبرا و شاتيلا" كل يوم

كتبه/ مصطفى خطاب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

مرت علينا خلال الأيام القليلة الماضية ذكرى أليمة تمثل حلقة من حلقات الصراع مع اليهود، إنها ذكرى مذبحة "صبرا و شاتيلا" وهي المذبحة التي قام بتنفيذها ميليشيات حزب الكتائب اللبناني بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي تحت قيادة أرئيل شارون الذي حاصر المخيم واستمرت المذبحة لمدة 3 أيام متتالية في واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ.

و يبدو أن الأحداث التي تمر بها أمتنا حاليا تقول بتكرار هذه المذبحة في مناطق أخرى تحت سمع و بصر العالم، لكن دون تحريك أي ساكن، بل وتواطؤ ومشاركة في تلك المذابح.

ففي الوقت الذي لا تكاد أمتنا تلعق جراحها وتوقف نزيف دمائها، إذ بنا نفجع كل يوم على مذبحة جديدة تقوم بها قوات "الأسد" بالاشتراك مع الميليشيات الشيعية الإرهابية الإيرانية بدعم جوي روسي، ضد المدنيين العزل من أبناء سوريا، و هذه العمليات -التي تشهد تسارعًا في الوتيرة- تهدف من خلالها إيران والنظام السوري إلى تطبيق الاستراتيجية الجديدة "سوريا المفيدة"، والتي تعني سيطرة "الأسد" على بعض المناطق السورية التي تُؤَمِّن لإيران أهدافها بالمنطقة و تحقق الحد الأدني من "الهلال الشيعي" الذي طالما صرحت به إيران من قبل بل واتخذت فيه الخطوات المتتالية نحو تحقيقه.

فتهدف إيران من دعم ميليشيات الأسد في حصاره و قصفه للمناطق ذات الأغلبية السنية إلى تغير التركيبة السكانية لها؛ لتنضم إلى المناطق الأخرى التي تسيطر عليها ميليشيات "الأسد" بهدف تأمينها وتمكين "الأسد" من إحكام السيطرة على دمشق وبعض المدن المحيطة، وذلك من خلال سياسات الحصار والتجويع والقصف المستمر، من أجل إجبار السكان السنة على الهجرة من تلك المدن وإعادة توطين الطوائف الموالية بدلا منهم، و بهذا تضمن إيران انتزاع السيطرة على ممر يربط المنطقة الساحلية السورية بمعاقل «حزب الله» في لبنان.

هذا الأمر يتم تحت سمع و بصر العالم، بل و تواطؤ بين القوى التي تدعي أنها تتدخل في الأزمة السورية من أجل حماية المدنيين و مواجهة الإرهاب، في حين أن حقيقة الأمر توضح أن تلك الدول اتفقت على إبقاء الصراع على ما هو عليه في سوريا دون وضع حد للأزمة؛ حيث إن هذه القوى تستفيد بذلك الوضع في تحقيق أهدافها واستراتيجياتها في المنطقة، وتنفيذ مخططات التقسيم الجديدة بالمنطقة، مع خروج كامل لأي دولة عربية فاعلة من حلبة الصراع في الأزمة السورية، وهو ما بدا جليا خلال الاتفاق الأخير بين روسيا وأمريكا لوقف إطلاق النار، و هو الاتفاق الذي أوضح أن القوتين هما المحركتان للأزمة وأن مرحلة جديدة من التفاهمات حول الأزمة السورية في طريقها للتنفيذ، بحيث تضمن تحقيق الحد الأدنى من أهداف كل منهما.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة