الجمعة، ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

"نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ"

حين الإقدام على أمر نستخير بصلاة الاستخارة، يعني نسجد بناصيتنا لله تعالى؛ ليختار لنا مايصلحنا ومايسدد أمورنا

"نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ"
طارق البيطار
الأحد ١٦ أكتوبر ٢٠١٦ - ١٥:٥٧ م
970

"نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ"

كتبه/ طارق البيطار

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

ماهي الناصية؟ ولماذا هي كاذبة ؟! .. المعلومة رائعة .. سبحان الله

في كتابه (وغدا عصر الإيمان) يقول الشيخ عبد المجيد الزنداني بخصوص سورة العلق: كنت أقرأ دائما قول الله تعالى: "كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ" والناصية هي مقدمة الرأس، وكنت أسأل نفسي وأقول: يارب اكشف لي هذا المعنى .. لماذا قلت "نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ"؟ وتفكرت فيها، وبقيت أكثر من  عشر سنوات وأنا في حيرة؛ أرجع إلى كتب التفسير فأجد المفسرين يقولون: ليست ناصبة كاذبة، وإنما المراد معنى مجازي وليس حقيقيا، فالناصية هي مقدمة الرأس لذلك أطلق عليها صفة الكذب -في حين أو المقصود صاحبها- .. واستمرت لدي الحيرة، إلى أن يسر الله لي بحثا عن الناصية قدّمه عالم كندي -وكان ذلك في مؤتمر طبي عقد في القاهرة- قال فيه: منذ خمسين سنة فقط تأكد لنا أن جزء المخ الذي تحت الجبهة مباشرة "الناصية" هو المسئول عن الكذب والخطأ، وأنه مصدر اتخاذ القرارات؛ فلو قطع هذا الجزء من المخ الذي يقع تحت العظمة مباشرة فإن صاحبه لاتكون له إرادة مستقلة ولايستطيع أن يختار؛ ولأنها مكان الاختيار قال الله تعالى: (لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ) أي: نأخذه ونحرقه بجريرته .. وبعد أن تقدم العلم أشواطا وحدد أن هذا الجزء من الناصية في الحيوانات ضعيف وصغير -بحيث لايملك القدرة على قيادتها وتوجيهها-.

وإلى هذا يشير المولى سبحانه وتعالى: "مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا" وجاء في الحديث الشريف: ( اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك). ولحكمة إلهية شرع الله أن تسجد هذه الناصية وأن تطأطئ له؛ فتخرج الشحنات السالبة من الرأس إلى الأرض، ويصل الدم إلى أجزاء الدماغ كلها فيغذيها بالشحنات الموجبة التي يحتاجها. ولأن في الدماغ شعيرات دموية لايصل إليها الدم إلا بالسجود، وهذه من حكمة الله سبحانه وتعالى (وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) ولذلك بعد ذكر الناصية أعقبها الله جل جلاله بقوله: "وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب" وقال صلى الله عليه وسلم: (أقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد) وقال: (أعِنّي على نفسك بكثرة السجود).

وهذا يحث المسلم على كثرة السجود؛ لتكون قراراتنا سليمة، وأسلمها أن نعبد الله الواحد الأحد فيزيد إيماننا بالله تعالى، وحين الإقدام على أمر نستخير بصلاة الاستخارة، يعني نسجد بناصيتنا لله تعالى؛ ليختار لنا مايصلحنا ومايسدد أمورنا. ثبتنا الله وإياكم وجعل نواصينا صادقة لكل خير.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة