الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

إنها قدرة الله

ربما يكون ذلك انتقاما من الله لأوليائه المؤمنين المستضعفين -في حلب وسوريا وتعز واليمن والعراق وليبيا-

إنها قدرة الله
أحمد حمدي
السبت ٢٢ أكتوبر ٢٠١٦ - ١٠:١٥ ص
1092

إنها قدرة الله

كتبه/ أحمد حمدي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

ضرب اعصار ماثيو جزيرة هايتي والسواحل الأمريكية وولاية فلوريدا وبعض الولايات الأخرى، مخلفا وراءه دمارًا هائلًا، وقتلى يتجاوزون الألف، وخسائر تقدر بالمليارات، منذ أيام، ولم تستطع أمريكا -شُرطيّ العالم- صاحبة التكنولوجيا الهائلة والفضاء والنووي والحضارة المادية أن تقف أمام قدرة الله، وظهر منها العجز التام، وقامت فقط بإخلاء مليوني أمريكي من مدنهم.

ليست هذه هي قوى الطبيعة أو ثورتها كما يصور الملحدون المنكرون لوجود الله؛ فالله -عزّ وجلّ- أمره بين الكاف والنون، وإذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، قال تعالى: "وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ"؛ فإذا حرك الله الهواء أو الرياح بسرعات عالية -بمئات الكيلومترات في الساعة- وحرك أمواج المحيطات والبحار؛ أغرقت البلاد، واقتلعت الكباري والجسور والمباني وإطارات السيارات، ومنعت الرحلات الجوية والموانئ البحرية، وأوقفت الحياة.

ربما يكون ذلك انتقاما من الله لأوليائه المؤمنين المستضعفين -في حلب وسوريا وتعز واليمن والعراق وليبيا- الذين تتلاعب بهم القوى الغربية والروسية ويتقاسمون ثرواتهم ويلعبون بهم كالعرائس.

فتذكر قوم عاد وقوم هود، كما قال تعالى عنهم: "فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ" العماليق، الواحد منهم يبلغ طوله ستون ذراعا في السماء، أرسل الله عليهم ريحا صرصرا فجعلت تحملهم فتندَقّ أعناقهم ورءوسهم؛ فأصبحوا كأعجاز  نخل خاوية، وجعل الله بيوتهم خاوية على عروشها، وثمود، أهلكهم الله بالصيحة، وهي صوت مرعب مفزع اقتلع قلوبهم من أجوافهم، وقوم لوط، ومدين قوم شعيب، وفرعون.

قال تعالى: "وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ"، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ".

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً

آداب العمل الجماعي -3
621 ٣٠ أبريل ٢٠٢٠
رمضان في ظروف خاصة!
781 ٢٧ أبريل ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -2
612 ٢٢ مارس ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -1
930 ١٩ مارس ٢٠٢٠
الطموح -2
621 ١٠ مارس ٢٠٢٠
الطموح (1)
677 ٢٧ فبراير ٢٠٢٠