الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

حافظوا على هيكل المجتمع المسلم

يجب على من يرفع الراية أن يكون أهلا لها، مدركا خطورة تلك المعاملات على الناس إما بالسلب أو الإيجاب

حافظوا على هيكل المجتمع المسلم
هيثم مجدي الحداد
الخميس ٠٣ نوفمبر ٢٠١٦ - ١٠:٣٢ ص
1093

حافظوا على هيكل المجتمع المسلم

كتبه/ هيثم مجدي الحداد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

في حقبة من تاريخ المسلمين، انتشر فيها الجهل و كثرت الشبهات والشهوات، و سهلت وسائلها، أصبح التيار المحافظ من المسلمين هو هيكل المجتمع المسلم حقيقةً و الباقي قد لا تنتظر منه كبير فائدة، أشبه بالعهن المنفوش.

 و رأس الحربة لهذا التيار المحافظ هو التيار السلفي، الذي يتمسك بالكتاب والسنّة الصحيحة و الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلّم- وصحابته الكرام، الذي يهتم بالتزكية والتوحيد؛ فالأول سبب الارتقاء بالنفس، والثاني سبب التمكين والارتقاء والاستخلاف، و قد ذُكر التوحيد والتزكية وثمراتُهما في قوله تعالى: }وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{ )النور :55) فكان لزاما على أبناء هذا التيار أن يعوا أهمية وجودهم قبل خطابهم؛ فالوجود وحدَه يملأ فراغا لو تُرِك خاويا  لتسارع إليه أهل الأهواء بمشاربهم المختلفة، فاحتلوا مساحات كبيرة من المجتمع، فقضوا أوطارهم الدنيئة و سعوا سعيهم الحثيث لتوجيه المجتمع في الاتجاه السقيم، ليرضوا أهواءهم في حين غفلة من الناس، لذا فالمسؤولية على عاتق الشباب السلفي كبيرة؛ بداية من الحفاظ على الوجود وانتهاءً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بضوابطه وشروطه التي تنفع ولا تضر وتنصر الملة ولا تخذلها.

إن مسألة الحفاظ على الوجود مسألة ليست بالهينة، و تدخل في قول بعض السلف: سلوك رجل في ألف رجل خير من كلام ألف رجل في رجل؛ فالمراد بالوجود: الوجود الإيجابي الذي ينتفع به المسلمون ويتقوى به ذلك الهيكل آنف الذكر، والذي يلجأ إليه المسلمون في المدلهمات و أوقات المحن، و إن غفلوا عنه فترة من الزمن، فالواجب علينا معرفة أهمية المحافظة على ذلك الوجود الإيجابي، بشروطه وضوابطه وأثره العظيم، في الحفاظ على الشريعة و الهُوية المسلمة في مواجهة موجات التغريب التي تأتي المسلمين عبر هواتفهم و هم متكئين على أَسِرَّتهم !

فيالها من مسؤولية عظيمة، تدفعنا إلى مشاركة المجتمع أفراحه وأتراحه، والرفق بالمسلمين في المخالفات الشرعية، و الحفاظ على الهوية الإسلامية باعتدال؛ فلا تعطي المستحب قدر الواجب و لا الواجب قدر المستحب، بدون إفراط و لا تفريط  و بدون غلو أو جفو .

 

ويدخل في أركان هذا الوجود الإيجابي: البناء الذاتي بالعلم والعمل بما نتعلم، وتزكية النفوس بكتاب الله تلاوة وحفظا وقياما بالليل، وبالحفاظ على الأذكار والنوافل، والتزام رفاق الخير والبعد عن رفقاء السوء.

 

و يُعد من أهم أركان هذا الوجود الإيجابي: الصدق و الأمانة في المعاملات المادية  المختلفة، فهي مقياس الديانة الحقيقي، وله أبلغ الأثر في الوجود الإيجابي في المجتمع، ومخالفة ذلك هدم لهيبة الدين في قلوب المسلمين؛ فيجب على من يرفع الراية أن يكون أهلا لها، مدركا خطورة تلك المعاملات على الناس إما بالسلب أو الإيجاب.

كانت تلكم لمحةً سريعة عن تلكم المسؤولية، أسأل الله جلّ في علاه أن يوفقنا في تَحمُّلها.

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة