الجمعة، ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

إشارات عند المحن والأزمات

نود بث روح الأمل وسط أجواء الإحباط السائدة وتحفيز الناس سيما الشباب على العمل

إشارات عند المحن والأزمات
أحمد جميل
الخميس ٠٣ نوفمبر ٢٠١٦ - ١١:٤٠ ص
1081

إشارات عند المحن والأزمات

كتبه / أحمد جميل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.

فسيول الصعيد كارثة كبرى ومحنة شديدة نزلت بأهلنا هذا الأسبوع هناك، وتحديدا في محافظة البحر الأحمر - لاسيما مدينة رأس غارب - وبعض المناطق بمحافظتي أسيوط وسوهاج، فحلت تلك المصيبة لتزيد آلام الناس ألما، وتضاعف الأعباء على كاهل الأسر التي جلها من الفقراء، نزلت كميات هائلة من الأمطار لتتجمع خلف الجبال والمرتفعات ، ثم تفيض بسرعة كبيرة سيولا تأخذ في طريقها الأخضر واليابس لتغرق الطرقات والبيوت والمحال والزروع والحيوان وتجرف السيارات والأثاث والممتلكات بل والناس لمسافات بعيدة، وما تبقى أصبح مطمورا تحت الطين، ولتجد هذه الأسر نفسها بلا مأوى ولا أثاث ولا ملابس ولا طعام ولا دواء.

ويحاصر الموت الناس غرقا أو صعقا بالكهرباء فيموت الكثير، فضلا عن هوام وحيات وعقارب جاءت من الجبل مع السيل. والقلم يعجز عن وصف حقيقة الأمر فالمأساة لا يعلم مداها إلا الله.

- وتخيل معي كأن هذه المحن وأخواتها تشير إلينا بإشارات.... نذكر منها:

* حاجة الأمة أفرادا وجماعات، حكاما ومحكومين إلى توبة صادقة، إلى عودة حقيقية لدين الله، فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة، والمؤمن يراجع نفسه ويحاسبها قال الله تعالى: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير)

والابتلاء من الله تمحيص وفتنة قال تعالى: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة).

والبلاء لحكم جليلة منها رفع الدرجات ومحو السيئات واستمطار الرحمات وحسن التوكل على الله تعالى، ودعاء الله تبارك وتعالى والتضرع اليه قال الله: (فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون).

* تظهر المحن والأزمات روح الجسد الواحد في الأمة المسلمة وحقيقة علاقة الأخوة الإيمانية بين أفراد هذه الأمة قال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).

وهذا ما فعله الناس مع بعضهم البعض فهموا لإغاثة اللهفان وإنقاذ الغريق وإيواء المشرد وإطعام الجائع، في صورة من النجدة والتكافل لا تجدها إلا في بلاد المسلمين.

* مازالت -وللأسف الشديد- كارثة سيول الصعيد وغيرها تؤكد على استمرار مسلسل العجز الحكومي عن إدارة الأزمات فضلا عن التنبؤ بها، بل يزيد الطين بلة والمرض علة تكرار المشاهد المتشابهة دون التعلم من الأخطاء، وذاكرة المواطن لم تنس بعد غرق الإسكندرية العام الماضي وحوادث قطارات " العياط " المعتادة وكأن الأمر طبيعيا...وغير ذلك .

* لم يتوقف الأمر على التباطؤ في التجاوب الحكومي مع المشكلة، بل تعدى ذلك إلى محاولة التجاهل من القنوات التلفزيونية الرسمية، فلا تصدر للمشهد هناك في عناوين النشرات الإخبارية، ولا متابعة ميدانية لأخبار المنكوبين، اللهم الا ظهورا على حياء من بعض القنوات الخاصة،

فهل هذا التجاهل محاولة لتقزيم المشكلات؟ أم استمرار لسياسة الحكومات المتعاقبة في إهمال وتهميش الصعيد حتى في ظل الأوضاع الداخلية المحتقنة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا؟

* أخيرا أظهرت تلك الأزمة وغيرها أهمية دور المؤسسات والجمعيات الخيرية والأهلية، والتي لها اليد الطولى دائما في أخذ زمام المبادرة للمشاركة في حل الأزمات وتخفيف العبء عند الكوارث.

ومن ذلك الدور البارز لحزب النور.

فهم لا يساعدون الناس من أجل مال أو أصوات انتخابية ، بل العمل الاجتماعي والخدمي والإغاثي للدعوة السلفية – من قبل حزب النور -متواصل بفضل الله منذ أكثر من أربعين سنة بدون "شو إعلامي" ومن قبل الثورة ، وفي أوج التضييق الأمني حتى تم تلفيق قضية أمنية للدعوة في منتصف التسعينيات بعدما اتسع النشاط الاجتماعي والمساعدات للمحتاجين في كل محافظات مصر.

 فالعمل الإغاثي هو عبادة نتقرب بها لله وليس ضجيجا إعلاميا أو غيره وكم بذل أبناء الدعوة من جهد ومال وشباب ليس في مصر وحسب بل حتى في أزمات الأمة الإسلامية على مدار السنوات الماضية ..وليس هذا مقام تفصيل.

 ومن قبل هذه الكلمات وشباب حزب النور من أول لحظة وإلى الآن في قلب الحدث ومع المنكوبين - بطبيعة تواجدهم في كل ربوع مصر -.. فضلا عن ما يتم تجهيزه في كل ساعة من مال وطعام وكساء وغطاء ودواء ولوازم الإعاشة وغيره وإرساله لإغاثة لأهل الصعيد.. وما يتم نشره من صور أو اخبار ليس رياء فالله وحده أعلم بما نبذله ولمن نبذله وهو أعلم بالسرائر وما يتم نشره أو تصويره من أعمال الإغاثة هو حقنا الأصيل في التوثيق .

كما أننا نود بث روح الأمل وسط أجواء الإحباط السائدة وتحفيز الناس سيما الشباب على العمل ، وتذكيرهم بأن الأمة مازالت بخير ، وفيها الخير إن شاء الله.

حفظ الله مصر وبلاد المسلمين من كل مكروه وسوء.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة