الخميس، ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

مؤامرات وليس مؤتمرات -4

ثلاث جمل تُسكت كل إنسان: رسول الله، ولست عاصيه، وهو ناصري

مؤامرات وليس مؤتمرات -4
جمال فتح الله
الاثنين ٠٧ نوفمبر ٢٠١٦ - ١١:٢٩ ص
1303

مـؤامرات وليس مـؤتمرات (4)

كتبه/ جمال فتح الله

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فتوى "ابن باز" -رحمه الله تعالى- في تحريم الدعوة والحضور لهذه المؤتمرات

قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)، وقال: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

إن دعوة غير المسلمين إلى الإسلام أمر فرضه الله على المسلمين، وقد مارسه المسلمون طوال أربعة عشر قرنا.. قال تعالى (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..) فدعوتنا لغير المسلمين هي دعوة لاعتناق الإسلام وترك الكفر.

وأما فكرة "حوار الأديان" التي يروج لها اليوم، فهي فكرة غربية خبيثة دخيلة، يحرمها الإسلام، لأنها تدعو إلى إيجاد قواسم مشتركة بين الأديان، بل تدعو إلى دين جديد ملفق بدلا من الإسلام لأن الذين يدعون له هم الكفار الغربيون.

إن نظرتهم الحقيقية للإسلام نظرة عداء، وهي الدافع لهذا الحوار، فالموسوعة الفرنسية الثقافية التي هي مرجع لكل باحث تنص على أن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-  "قاتل، دجال، خاطف نساء، وأكبر عدو للعقل البشري"، وكذلك معظم الكتب المدرسية في أوروبا الغربية تصف المسلمين ونبيهم بأبشع الصفات.

إن الهدف الرئيسي من هذا الحوار هو الحيلولة دون عودة الإسلام إلى الحياة كنظام، لأنه يهدد مبدأهم وحضارتهم، ويقضي على مصالحهم ونفوذهم.

لذلك تجدهم يسمون المجاهد إرهابيا، والمدافع عن حقه مخرباً، والمتمسك بدينه أصولياً متعصباً، أما المتجاوز إلى ما نهى الله عنه فيسمونه معتدلاً.

لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم-   نبياً ورسولاً، الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة، والتشجيع عليها، وتسليكها بين المسلمين، فضلاً عن الاستجابة لها، والدخول في مؤتمراتها وندواتها، والانتماء إلى محافلها.

فتوى الشيخ صالح الفوزان فيما يسمى بحوار الأديان

سُئِل الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنه الدائمه للإفتاء سؤالًا حول هذه المؤتمرات..

س: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، هذا سائل يقول: سمعنا في هذه الأيام دعاية لفتح الحوار مع الأديان الأخرى. السؤال ماحكم القيام بهذه الدعوه وتشجيعها ؟

فأجاب الشيخ صالح -حفظه الله- بقوله: (هذا لا يجوز، هذا تسويه بين الدين الباطل والدين الحق، هم غرضهم أن يُسَوّوا بين دين الإسلام ودين النصارى ودين اليهود، يجعلونها كلها صحيحة وكلها أديان والإنسان بالخيار، إن بغى يصير يهودي أو نصراني أو مسلم، كلها أديان متساويه عندهم، هذا الذي يريدون، وإلا؛ الدين الإسلامي هو الدين الحق، وهو الناسخ لما قبله، فلا دين إلا دين الإسلام (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

والإسلام بعد بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- هو ما جاء به الرسول، أما قبل بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- فالإسلام كل ماجاءت به الرسل -عليهم السلام- فهو إسلام، لكن بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- صار الإسلام هو ما جاء به الرسول خاصة، قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)، وقال: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-:

  نرى أن الذي يدعو إلى "وحدة الأديان" -بمعنى أن يقول: إن كل الأديان مقبولة- نرى أنه داع إلى الكفر، وأنه لا يجوز توحيد الأديان. وأين الدين؟! هل هناك دين في الأرض سوى الإسلام؟! كل الأديان باطلة ولا تعتبر ديناً، فمن دعا إلى توحيدها -بمعنى إقرارها وأنها مقبولة عند الله- فهو لا شك مرتد عن الإسلام وداعٍ إلى الكفر، أما من دعا إلى توحيد الأديان بمعنى أن نجعل كل إنسان على دينه؛ فننظر: إن كان مراده إبطال الجهاد ومسحه من قائمة الإسلام؛ فهذا مرتد. وإن كان قصده أن الأمة الإسلامية اليوم لا تستطيع أن تحفظ نفسها فضلاً على أن تحاول إصلاح غيرها فهذا صحيح،

فالمهم يا إخواننا:

1- إن أرادوا أن يكون ديناً مقبولاً عند الله تعالى، فهذه ردة؛ لأنها تكذيب للقرآن.

2- وإن أرادوا بالتوحيد أن نجعل كل إنسان على دينه ونسكت، فهذا أيضاً إبطال للجهاد في سبيل الله تعالى.

3- وإن أرادوا بذلك المصالحة والمهادنة ما دمنا عاجزين، فهذا حق ، والإنسان يجب أن ينظر إلى الواقع، والرسول  -صلى الله عليه وسلم- أحكم الخلق نظر إلى الواقع في صلح الحديبية والتزم بما يظنه بعض الثائرين عندنا انهزامية، حيث وافق على الشروط القاسية التي عجز عن الصبر عليها من ينظر إلى الأمر ببادي الرأي مثل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عجز أن يصبر؛ لأنه نظر إلى الأمر من بادئه لا من العمق، فجاء يقول للرسول كيف نعطي الدنية في ديننا؟ وكيف نفعل؟ وكيف نفعل؟ لكن أجابه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بجواب مقنِع قال: إني رسول الله. يعني: ولن أحيد عن توجيه الله عز وجل، ولست عاصِيه، وهو ناصري. ثلاث جمل تُسكت كل إنسان: رسول الله، ولست عاصيه، وهو ناصري، أي أن النصر لابد أن يكون لي؛ فذهب عمر إلى أبي بكر يقول له مثل ما قال للرسول -صلى الله عليه وسلم- فرد عليه مثلما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تماماً، وبه نعرف أن أبا بكر أقوى جأشاً، وأشد تثبيتاً من عمر وغيره من باب أولى؛ لأنه صبر في مواطن الشدة أكثر من صبر عمر -رضي الله عنهما-.   

 موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

ربما يهمك أيضاً

نطهر صيامنا (2)
70 ١٢ مارس ٢٠٢٤
نطهر صيامنا (1)
65 ٠٤ مارس ٢٠٢٤
إنما الحلم بالتحلم (1)
47 ٣١ يناير ٢٠٢٤
لا تحمل همًّا!
98 ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٣
محطات تطهير!
96 ١٩ يونيو ٢٠٢٣