الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فتعويم الجنيه معناه عدم تحديد سعر رسمي للجنيه في البنك المركزي تلزم به البنوك، فبدلاً مِن وجود سعرين له "بنوك وسوق سوداء" يترك الأمر للعرض والطلب، ولا تلتزم الدولة بتحديد سعر ثابت للجنيه، وهذا لا بد منه مِن الناحية الاقتصادية؛ لأن وجود سعرين مضر جدًّا فيؤدي إلى المضاربة، ويؤدي إلى تخزين العملة الأجنبية في جيوب رجال الأعمال وغيرهم.
وأما الكلام المنسوب لبعض الإخوة؛ فهو غير مناسب على الإطلاق، وإنما الكلام في الحديث على التسعير، وقد تركه النبي -صلى الله عليه وسلم- لما غلا السعر بالمدينة ولم يكن أحدٌ مِن المسلمين يتدخل في الأسعار ويحتكر، فلا يحتاج الأمر إلى تسعير، ولكن إذا ظـَلم الناس بعضهم بعضًا واحتكر بعضهم بعض السلع حتى غلا السعر ظلمًا فعند ذلك يتدخل الحاكم بالتسعير عند جمهور أهل العلم؛ فلا يصح أن يُقال إن التعويم أي عدم تحديد سعر الصرف كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذه الطريقة، فإن الحكومة الآن تحدد أسعار سلع معينة "كالوقود مثلاً"؛ فهل يعد تحديد سعر الوقود في محطات البنزين مخالفًا للسُّنة؟!
فلنتكلم بطريقة واحدة ومنطق واحد، ولا نستعمل الأحكام الشرعية في غير موضعها نتيجة عدم الدراسة الاقتصادية.
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com