أحسنوا الظن يا عباد الله
كتبه/ أحمد
الفولي
الحمد لله، والصلاة
والسلام على رسول الله، أما بعد؛
زمان فتن، عن أبي هريرة
-رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ("سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ
سَنَوَاتٌ خدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ,
وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ, وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ, وَيَنْطِقُ فِيهَا
الرُّوَيْبِضَةُ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ:
"الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَةِ") رواه ابن ماجة وأحمد.
وفي هذا الزمان العجيب،
المليء بالفتن، تغيب الكثير من العبادات، لا سيما بعض العبادات القلبية المهمة كــ"حسن
الظن بين المسلمين".
آفة خطيرة.. لو حاول
الناس علاجها لقلَّت الخلافات، بل لانعدَمَت، وأصبحت القلوب أكثر صفاءً.
وسبحان الله العظيم،
سرائر الناس ودواخِلهم لا يعلمها إلا الله تعالى وحده؛ فلا يحق لعبد -مهما كانت درجته،
أو مهما كان صلاحه- أن يدعي معرفته بما في قلوب الناس، قال -عزّ وجلّ- في كتابِه:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ
الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ
أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
تَوَّابٌ رَحِيمٌ" (12) سورة الحجرات.
وفي الحديث عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِيَّاكُمْ
وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَجَسَّسُوا،
وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ
إِخْوَانًا" رواه البخاري.
عبادة قلبية عظيمة..
يجد العبد فيها بُغيته من راحة وطُمأنينة وسعادة، بل ليس هناك راحة لقلب العبد في هذه
الحياة ولا أسعد لنفسه من حسن الظن -والله أعلم-؛ فبِه يسلم من أذى الخواطر السيئة
التي تؤذي النفس، وتُكَدِّر البال، وتتعب الجسد.
قال تعالى: "وَإِنْ
تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ
إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ
يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" سورة الأنعام
(116-117).
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com