السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الصَمصامة

كم من صمصامة تحتاج لساعِدٍ كي يحملها

الصَمصامة
خالد آل رحيم
الأحد ٠٨ يناير ٢٠١٧ - ٢٠:١٩ م
1164

الصَمصامة

كتبه/ خالد آل رحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

كان فارسًا من فرسان العرب في الجاهلية، أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسلم، ثم ارتد مع من ارتد من أهل اليمن، ثم عاد إلى الإسلام مرة أخرى في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وكان والده لا يعبأ به ناقمًا عليه يصِفُه بالخَوَر والجُبن، حتى جاء اليوم الذي أثبت له فيه أنه فارس العرب..

وكان عُمَر -رضي الله عنه- يعُدّه بألف فارسٍ..

توفي في عهد عُمَر، وقد قارب المائة عام..

إنه: عمرو بن معدي يكرب بن عبدلله الزبيدي..

أرسل إليه عمر بن الخطاب لرؤية سيفِه الذي اشتهر به، وكان يسميه "الصَمصامة" أو الصمصمة؛ فأرسله عمرو بن معدي إليه، ولكنه لم يُعجب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: إنه سيف كبقية السيوف..

فأرسل إليه عمرو بن معدي يكرب قائلًا: (إنما بعثت لأمير المؤمنين بالسيف، ولم أبعث له بالساعِد الذي يضرب به)!!..

كلمات تُكتب بماء العيون.. والسؤال: كم من صمصامة تريد ساعدًا يضرب بها؟؛ فالإسلام دين -اختاره الله لنفسه- يريد سواعد لتحمله، كما قيل: (يالَه من دين لو كان له رجالٌ!)..

والقرآن كتاب مُعجِز، يريد سواعد لتحمله وتحفظه وتعمل به..

والسُنّة الصحيحة وحي كالقرآن، تريد من يحملها ويحفظها ويبلِّغها ويعمل بها..

والدعوة إلى الله سبيلها واضح وجلي، تريد كذلك سواعد لتحملها وتبلِّغها للآفاق..

ولذلك نجد أن المولى -سبحانه وتعالى- أسبغ وصف الرجولة على كلِّ ساعِدٍ عمل لهذا الدين منذ بدء الخليقة..

فأثنى على صاحِبَي موسى -عليه السلام- فقال: (قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّـهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)..    

وعلى أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فقال: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)..

وعلى مؤمن آل فرعون فقال: (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ)..

وعلى صاحب يس فقال: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)..

والآيات كثيرة، والأدلة وفيرة، وكم من صمصامة تحتاج لساعِدٍ كي يحملها..

والله من وراء القصد،،

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة