السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

أزمات الصحوة الإسلامية

الهجوم على الصحوة الإسلامية كان كبيرًا ولاسيما على السعودية ومصر

أزمات الصحوة الإسلامية
سالم الناشي
السبت ٢٨ يناير ٢٠١٧ - ١٤:٢٦ م
1342

أزمات الصحوة الإسلامية

كتبه/ سالم الناشي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

 كتبت منذ فترة قريبة مقالًا بعنوان: (هل ماتت الصحوة الإسلامية؟)، ونصحني أحد الإخوة -جزاه الله خيرًا- بأهمية بيان بعض محاسن الصحوة الإسلامية ثم نقدها، وأرسل لي مقالًا للشيخ إبراهيم بن عمر السكران بعنوان: (ماهي منجزات الصحوة؟) وقد كُتب عام 1431هـ/2010م أي قبل سبع سنوات تقريبا، ولا شك أن خلال هذه الفترة حدثت تغيرات كثيرة، عصفت ببعض آثار الصحوة الإسلامية، ومنها: رياح الربيع العربي، وظهور التيارات الإسلامية المتطرفة بوصفها حركات جهادية، أصبحت لها دول ومدن تحتلها! كتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، و"القاعدة"، وغيرها من التنظيمات.

وأنا عندما أكتب ناقدًا للصحوة، فإنما هو نقد المحب ليس إلا، فأنا أحد أبناء هذه الصحوة، ومن العاملين فيها والمتابعين لها. فقبل 40 عاما تقريبا أي في عام 1395هـ/1975م طرقت باب العمل الإسلامي أثناء دراستي في الولايات المتحدة الأمريكية، ودخلت في فضاء الصحوة -ولازلت- ولله الحمد.

وفي مقالي السابق بينت مدى ازدهار الصحوة، وتفاعل العلماء معها، ثم تراجعها  بعد حدوث فتنة غزو الكويت عام 1411هـ/1990، والتجرؤ على العلماء في مسألة الاستعانة بالقوات الأجنبية، ثم بوفاة العلّامتين "ابن باز" و"الألباني" عام 1420هـ/1999م، وكيف أن الهجوم على الصحوة الإسلامية كان كبيرًا ولاسيما على السعودية ومصر، ونقلت كلام الشيخ أبي اسحاق الحويني الذي يقول فيه: «إن حجم الضرب الذي تشهده الحركة الإسلامية بلغ حدًا عجيبًا جدًا».

وقد حذر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز الصحوةَ الإسلامية من الغُلوّ قائلا: «وكل عمل إسلامي، للشيطان فيه نزغتان: إما إلى جَفَا، وإما إلى غُلوّ. فعلى أهل العلم والبصيرة أن يدعموا هذه الدعوة، وأن يوجهوا القائمين عليها إلى الاعتدال، والحذر من الزيادة حتى لا يقعوا في البدعة والغلو، والحذر من النقص حتى لا يقعوا في الجفا والتأخر عن حق الله، وأن تكون دعوتهم وحركتهم إسلامية مستقيمة على دين الله، ملتزمة بالصراط المستقيم الذي هو الإخلاص لله والمتابعة للرسول -صلى الله عليه وسلم- من غير غُلوّ ولا جَفَا، وبذلك تستقيم هذه الحركة وتؤتي ثمارها على خير وجه، وعلى قادتها بوجه أخص أن يهتموا بهذا الأمر، وأن يعتنوا به غاية العناية حتى لا تزل الأقدام إلى جَفَا أو غُلوّ».

ثم جاء ما سُمّي بالربيع العربي 1432هـ/2011م، لتشهد الصحوة المباركة تضييقًا حادًّا، ولا سيما بعد فشل المشروع الإسلامي في تحقيق ما كان يصبو إليه الناس من وصول الإسلاميين إلى الحكم، وعبر عن ذلك الشيخ فتحي الموصلي بقوله في لقاء معه في مجلة الفرقان الكويتية في العدد (548) بتاريخ 9/2/2015: «لا أكون مبالغًا إن قلت: إن أكثر تاريخ هُددت فيه هوية الأمة الإسلامية والدعوة الإسلامية هي هذه المرحلة». ويؤكد الموصلي على حقيقة مهمة بقوله: «نحن اليوم لسنا بحاجة أن نحذر من أعدائنا بقدر ما نحن بحاجة إلى أن نصحح من واقعنا».

ويتحدث الموصلي عن الأزمات الثلاث التي يعيشها المنهج الإسلامي فيقول: «إننا نعيش ثلاث أزمات، أزمة متعلقة بفهم المنهج الإسلامي الصحيح، وأزمة متعلقة بالعمل والتطبيق، وأزمة ثالثة متعلقة بتعاملنا مع الآخرين».

ويتكلم الشيخ فتحي الموصلي عن مشروع للأمة فيقول: «إن الأمة تحتاج إلى مشروع، يُهضم ويدرس من أهل الاختصاص، تراعى فيه المصلحة الكلية، يوجه إلى النخب، يُخَطّ بخطوطٍ واضحةٍ بَيِّنة، يُكتَب بأقلام أمينة، يُعالِج قضايا واقعية، يَسلُك منهج التدرج، ينطلق من منطلقات وأصول شرعية، ويراعي التحديات العالمية، هذه عشرة أوصاف لأي مشروع حتى يحقق نجاحًا في واقع الأمة».

ويدعو الموصلي السلفيين إلى تحمل واجبهم التاريخي والشرعي اليوم، وبأن يقوموا بمهمة عظيمة، وأن يطرحوا الحل والمشروع والرؤية، ويطرحوا السبل والوسائل التي تعين الأمة بقياداتها ونخبها وأولياء أمورها وعلمائها على القيام بهذا المشروع.

وعودة إلى مقال الشيخ إبراهيم السكران (ماهي منجزات الصحوة؟) فأذكر بعض ما أورده من منجزات الصحوة باختصار شديد فيقول: أعظم منجزات الصحوة الإسلامية وأهمها وأشرفها ترسيخ توحيد الشعائر.

وتوحيد التشريع، ونشر السنن وإماتة البدع، وإحياء الجهاد الشرعي المنضبط بأصول أهل السنة، ومقاومة مشروع تغريب الإسلام، والحفاظ على الفضيلة، ومقاومة إخراج المرأة عن حشمتها وعِفّتها، ومن منجزات الصحوة ربط الناس بالقرآن، ونشر العلوم الشرعية، في غرس الإيمان، وإنشاء المؤسسات الخيرية، والاستفادة من الوسائل المعاصرة.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة