الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فبإجماع أهل العلم أن المخلوقين لا يحلون بصفات الله، ولا يكون الظل إلا على أرض المحشر، ويحل فيه مَن كان مِن هؤلاء السبعة، ومَن ورد به الدليل، ولا يُعد هذا تأويلاً؛ لأن المضاف إلى الله: إما إضافة صفة، أو إضافة تشريف.
فالمضاف إن كان عينًا؛ فهذا بالاتفاق إضافة ملكية أو تشريف، مثل: "عيسى روح الله - آدم روح الله - جبريل روح الله - ..."؛ فهذه الإضافات بالاتفاق هي إضافة تشريف، وكذلك: "بيت الله - وناقة الله" إضافة تشريف، و"أرض الله" إضافة ملكية.
وإذا كان المضاف إلى الله معنى؛ فيُنظر: هل هذا المعنى يقوم بالله أم يقوم بغيره؟ فإن كان يقوم بالله فهو إضافة صفة، وإن كان هذا المعنى يقوم بغير الله كان هذا إضافة تشريف، ولم يكن إضافة صفة.
ولذلك نقول أن ما ورد في الحديث: (يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي)، فهذا معنى أضيف إلى الله، لكنه يقوم بالعبد وليس الرب (قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَّا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ؟)(رواه مسلم)، وكذلك ظلّ الله قام بأرض المحشر، وحلَّ فيه المخلوقون؛ فليس هذا مِن أحاديث الصفات أصلاً حتى يُقال هذا تأويل! بل هذا فهم لمعنى الإضافة؛ فهذا مضاف إلى الله، لكن ليس على جهة أنه معنى قام بالله -تعالى-، وإنما هو إضافة مِلك وتشريف.
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com