الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

حكم تكفير مَن لم ينصر الدين باليد واللسان

السؤال: ما حكم هذه الأبيات التي ينشرها بعض الإخوة على \"الفيس بوك\"؟ وهل فيها تكفير أو مخالفة شرعية حيث إن البعض يستدل بها على تكفير مَن لم ينصر الدين بيده ولسانه، وأنه بذلك يكون خارجًا عن الإيمان؟ هذا ونصر الدين فـرض لازم لا للكـفـاية بل على الأعـيـان بيد وإما باللسان فإن عجزتَ فـبالـتـوجـه والـدعـا بـحـنـان ما بـعـد ذا والله للإيمان حبـة خـــردل يـا نـاصــر الإيــمـان

حكم تكفير مَن لم ينصر الدين باليد واللسان
الخميس ٠٢ مارس ٢٠١٧ - ١١:٣٩ ص
1191

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فرغم أن كاتبَ الأبيات يشير إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ، وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ) (رواه مسلم)؛ إلا أن الحديث لم ينص على نفي فرض الكفاية؛ فنصر الدين في أحوالٍ فرض على الكفاية "خاصة باليد واللسان".

وكاتب الأبيات قد جعل نصرة الدين بالقلب للعاجز فقط، وهذا ليس صحيحًا؛ إذ هو فرض عين على كل أحدٍ، وليس للعاجز؛ فالذي لم يقم بنصرة الدين باليد واللسان لقيام غيره به -وليس عاجزًا-؛ فهو بقلبه يحب نصرة الدين ويريدها.

وأما نفي الإيمان فصحيح إذا تَرك الواجب عليه، ولا يَلزم منه الكفر؛ فقد يكون نفيًا للإيمان الواجب، وقد يكون كفرًا إذا زال أصل عمل القلب الواجب، وهذا ضمن أنواع الاستحلال.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com