الثلاثاء، ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٣ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الرحمن

لم يوصف بالرَّحمن في العربية بالألف واللام إلا الله تعالى

الرحمن
خالد آل رحيم
الثلاثاء ١٤ مارس ٢٠١٧ - ١٣:٢١ م
959

الرَّحمـن

كتبه/ خالد آل رحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

اسم عظيم من أسماء الله تعالى، ورد في القرآن الكريم منفردًا في كثير من سُوَرِه، منها:

قوله تعالى:  (الرَّحمـنُ عَلَى العَرشِ استَوى)

وقوله تعالى: (الرَّحْمَـنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا)

وقوله تعالى: (إِنّي أَخافُ أَن يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحمـنِ)

وقوله تعالى: (الرَّحْمَـنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا)

وقوله تعالى: (الرَّحْمَـنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ)

وورد مقروناً باسمه "الرَّحيم" في خمسه مواضع، منها اثنان في الفاتحة، على القول بأن البسملة آية من آيات الفاتحة..

وفي سورة البقره قوله تعالى: (وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ)

وسورة النمل قوله تعالى: (إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ)

وسورة الحشر قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَـنُ الرَّحِيمُ)

قال ابن القيم: "فأما الرَّحمن فمذهب الجمهور أنه مشتق من الرحمة، مبني على المبالَغة، ومعناه: ذو الرحمة التي لا نظير له فيها".

وقال القرطبي: "فلذلك لا يُثَنّى ولا يُجمع"

وقال الخطابي: "فالرَّحمن ذو الرحمة الشاملة التي وسعت الخلق، وصيغة الرَّحمن تدل على كثرة الإحسان الذي يعطيه سواء كان جليلًا أو دقيقًا"

وقال ابن المبارك: "الرحمن إذا سئل أعطى..

قال الشاعر: الله يغضب إن تركت سؤاله .... وبني آدم حين يُسأل يغضب..

وقال: أكثر العلماء أن الرَّحمن مختص بالله تعالى، فلا يجوز أن يُسَمّى به غيره، ألا تراه قال (قُلِ ادعُوا اللَّـهَ أَوِ ادعُوا الرَّحمـنَ)، فعادَل الاسم الذي لا يشركه فيه غيره، وقال (أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَـنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) فأخبر أن الرَّحمن هو المستحق للعبادة..

ولذلك يقول العلماء: لم يوصف بالرَّحمن في العربية بالألف واللام إلا الله تعالى، وقد نعتَ العرب مسيلمة الكذاب به مضافًا فقالوا رحمن اليمامة..

قال شاعرهم: سموت بالمجد يابن الأكرمين أبا .... وأنت غيوث  الورى لازلت رحماناً"

قال ابن كثير: "ولما تَسَمّى بذلك كساه الله جلباب الكذب وشهّره به فلا يُقال إلا مسيلمة الكذاب، فصار يُضرب به المثل في الكذب بين أهل الحضر وأهل المدر وأهل الوبر من أهل البادية والأعراب".

نسأل الله تعالى أن يشملنا برحمته فهو الرَّحمن الرَّحيم.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة