الخميس، ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

"الهواري" لـ"الفتح": لابد من تعظيم حرمات الله واستشعار روح المراقبة

"الهواري" لـ"الفتح": لابد من تعظيم حرمات الله واستشعار روح المراقبة
الاثنين ١٩ يونيو ٢٠١٧ - ١٨:٥١ م
478

قال الشيخ شريف الهواري عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، إن الفرصة لها معنى عندنا في شريعتنا، الفرصة المحفوفة بالمنح والعطايا التي فيها من الله فضل، وإن الله إذا أعطى الفرصة للأفراد وللأسر وللشعوب ولم يغتنموها ولم يوظفوها ولم يرتقوا بها ومن خلالها؛ عوقبوا بالحرمان والخسران، بالمذلة والهوان، وهذا أصل في شريعتنا، فينبغي علينا أن نرتقي لمستوى الفرص، فنحن لا نخلق الفرص، فيجب علينا ألا نضيعها أبدًا؛ لأن فرصة شهر رمضان والعشر الأواخر من أعظم الفرص، في أوقات حرجة وعصيبة تمر بأمتنا في مشارق الأرض ومغاربها، فالكل يعاني من حجم التحديات وحجم المخاطر، والأزمات، وغلاء الأسعار، وحالة الاستقطاب الموجودة، والأفكار المنحرفة الهدامة المنتشرة كفكر التكفير والخوارج والرافضة والملاحدة وغلاة العلمانية والليبرالية وما شابه ذلك؛ فنحتاج في هذه الأيام المباركات أن نغتنم رمضان لنتميز، لنرتقي، وقد بقي لنا القليل منه، وهي فرصة للخروج من كبوتنا مما نعاني مما أثر فينا جميعًا، فرصة لأنها أعظم مدرسة إيمانية تربوية.


وأكد "الهواري" في حوار له مع "الفتح" على أن تنمية شعور المراقبة للوصول إلى الإحسان من أجمل الغايات، وقد اهتمت الشريعة بهذا المعنى، وربى النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه على هذا المعنى، يأتيه رجل ويقول: أي الإيمان أعظم؟ فيقول باختصار شديد جدًا: "أن تعلم أن الله معك حيثما كنت"، الشعور الحقيقي بالأسماء والصفات والتعبد إليه بمقتضاها يُلزم الإنسان أن يستحضر هذه الرقابة الشديدة، ويستصحب هذه الرقابة معه سواء أكان في البيت أو الطريق أو السوق، في السر والعلن، في حالة الرضا والغضب، في السفر والحضر، في كل الأحوال لابد أن يستحضر الإنسان أنه مراقب، هذا الشعور موجود في رمضان، وأعتقد أن عموم المسلمين يجدون شيئًا منه بفطرتهم السوية، حتى العصاة الذين يصومون في رمضان تجدهم يستحضرون هذا المعنى، فلا يقبلون على الطعام والشراب؛ لأن عندهم شعورًا بالمراقبة،


وتابع أنه لابد من استثمار هذه الفرصة والارتقاء بهذا الشعور"المراقبة"؛ لأن المسلم لا يخرج عن اثنين: إما أن يؤدي الواجبات والحقوق التي كُلف بها كأنه بين يدي المولى عز وجل، وإما أن يؤدي كما في مرتبة الإحسان، ويعلم أن الله يراه، فإن لم تكن الأولى، فكن الثانية، وليس هناك ثالث، إذا وظفنا واستثمرنا هذه الفرصة سنصل إلى معنى تعظيم الله -سبحانه وتعالى- وإجلاله، والأدب مع الحدود والمحارم ومع الشعائر.

تصنيفات المادة