حال السلف مع السُّنة
كتبه/ خالد آل رحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما
بعد؛
فالسُّنة شأنها عظيم؛ ولذلك كان السلف يهتمون بها
ويعملون، ويذمون مَن خالفها.
وقد عرَّفها شيخ الإسلام -رحمه الله- فقال: "إنَّ السُّنَّةَ الَّتِي يَجِبُ اتِّبَاعُهَا، وَيُحْمَدُ أَهْلُهَا،
وَيُذَمُّ مَنْ خَالَفَهَا: هِيَ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أُمُورِ الِاعْتِقَادَاتِ، وَأُمُورِ الْعِبَادَاتِ،
وَسَائِرِ أُمُورِ الدِّيَانَاتِ. وَذَلِكَ إنَّمَا يُعْرَفُ بِمَعْرِفَةِ
أَحَادِيثِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الثَّابِتَةِ عَنْهُ
فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ، وَمَا تَرَكَهُ مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ" (مجموع الفتاوى).
قال ابن منظور -رحمه الله-: "والسُّنة إذا أُطلقتْ في الشرع، فإنما يُراد بها ما أمر به النبي -صلى
الله عليه وسلم- ونهى عنه، وندب إليه قولاً وفعلاً، مما لم ينطق به الكتاب
العزيز" (انتهى).
ولذلك نسرد بعض المواقف لحال سلفنا الصالح مع
السُّنة -على كثرتها-، انتقينا بعضها:
- فعن زيد بن أسلم عن أبيه قال: "قدِمنا الشام مع عمر -رضي الله عنه-، فأذن بلال، فذكر الناس النبي -صلى
الله عليه وسلم- فلم أرَ يومًا أكثر باكيًا منه!".
أقول: كان مجرد ذكره -صلى الله عليه وسلم- يفعل بهم الأفاعيل!
فماذا يقول مَن ترك سُنته بالكامل؟!
بل ماذا يقول مَن يهاجِم سنته -صلى الله عليه
وسلم- ويطعن فيها؟!
- وعن منصور الكلبي: أن دحية خرج مِن المزة إلى قدر قرية عقبة مِن الفسطاط، وذلك ثلاثة أميال في
رمضان ثم أفطر وأفطر معه أناس، وكره الفطر آخرون، فلما رجع إلى قريته، قال:
"والله لقد رأيتُ اليوم أمرًا ما كنتُ أظن أن أراه: إن قومًا رغبوا عن هدي
النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -يقول ذلك للذين صاموا-، ثم قال عند ذلك:
اللهم اقبضني إليك!".
- وقال يحيى بن يحيى التميمي: "سمعتُ أبا يوسف عند وفاته يقول: "كل ما أفتيتُ به بعد، فقد رجعتُ
عنه؛ إلا ما وافق الكتاب والسُّنة", وفي لفظ: "إلا ما وافق القرآن،
واجتمع عليه المسلمون".
- وقال المروذي: "قال لي أحمد -يعني أحمد بن حنبل-: ما كتبتُ حديثًا إلا قد عملتُ به حتى
مرَّ بي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتجم وأعطى أبا طيبة دينارًا،
فأعطيت الحجام دينارًا حين احتجمتُ!".
- وقال محمد بن يوسف الفربري: "سمعتُ النجم بن الفُضيل يقول: رأيتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- في
النوم كأنه يمشي، ومحمد بن إسماعيل (البخاري) يمشي خلفه، فكلما رفع النبي -صلى
الله عليه وسلم- قَدَمَه وضع محمد بن إسماعيل (البخاري) في المكان الذي رفع النبي
-صلى الله عليه وسلم- قدمه" (تاريخ بغداد).
- وقال سعيد بن عبد العزيز: "سمعتُ أحمد بن أبي الحواري يقول: مَن عمل بلا اتباع سُنة؛ فعمله
باطل".
- وقال البربهاريّ -رحمه الله-: "إذا سمعتَ الرجل يطعن على الآثار، أو يرد الآثار، أو يريد غير
الآثار؛ فاتهمه على الإسلام، ولا تشك أنّه صاحب هوى مبتدع" (شرح السُّنة للبربهاري).
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com