الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حال السلف مع السُّنة

كان السلف يهتمون بها ويعملون، ويذمون مَن خالفها

حال السلف مع السُّنة
خالد آل رحيم
السبت ٠١ يوليو ٢٠١٧ - ١١:٣١ ص
1063

حال السلف مع السُّنة

كتبه/ خالد آل رحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالسُّنة شأنها عظيم؛ ولذلك كان السلف يهتمون بها ويعملون، ويذمون مَن خالفها.

وقد عرَّفها شيخ الإسلام -رحمه الله- فقال: "إنَّ السُّنَّةَ الَّتِي يَجِبُ اتِّبَاعُهَا، وَيُحْمَدُ أَهْلُهَا، وَيُذَمُّ مَنْ خَالَفَهَا: هِيَ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أُمُورِ الِاعْتِقَادَاتِ، وَأُمُورِ الْعِبَادَاتِ، وَسَائِرِ أُمُورِ الدِّيَانَاتِ. وَذَلِكَ إنَّمَا يُعْرَفُ بِمَعْرِفَةِ أَحَادِيثِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الثَّابِتَةِ عَنْهُ فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ، وَمَا تَرَكَهُ مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ" (مجموع الفتاوى).

قال ابن منظور -رحمه الله-: "والسُّنة إذا أُطلقتْ في الشرع، فإنما يُراد بها ما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- ونهى عنه، وندب إليه قولاً وفعلاً، مما لم ينطق به الكتاب العزيز" (انتهى).

ولذلك نسرد بعض المواقف لحال سلفنا الصالح مع السُّنة -على كثرتها-، انتقينا بعضها:

- فعن زيد بن أسلم عن أبيه قال: "قدِمنا الشام مع عمر -رضي الله عنه-، فأذن بلال، فذكر الناس النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم أرَ يومًا أكثر باكيًا منه!".

أقول: كان مجرد ذكره -صلى الله عليه وسلم- يفعل بهم الأفاعيل!

فماذا يقول مَن ترك سُنته بالكامل؟!

بل ماذا يقول مَن يهاجِم سنته -صلى الله عليه وسلم- ويطعن فيها؟!

- وعن منصور الكلبي: أن دحية خرج مِن المزة إلى قدر قرية عقبة مِن الفسطاط، وذلك ثلاثة أميال في رمضان ثم أفطر وأفطر معه أناس، وكره الفطر آخرون، فلما رجع إلى قريته، قال: "والله لقد رأيتُ اليوم أمرًا ما كنتُ أظن أن أراه: إن قومًا رغبوا عن هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -يقول ذلك للذين صاموا-، ثم قال عند ذلك: اللهم اقبضني إليك!".

- وقال يحيى بن يحيى التميمي: "سمعتُ أبا يوسف عند وفاته يقول: "كل ما أفتيتُ به بعد، فقد رجعتُ عنه؛ إلا ما وافق الكتاب والسُّنة", وفي لفظ: "إلا ما وافق القرآن، واجتمع عليه المسلمون".

- وقال المروذي: "قال لي أحمد -يعني أحمد بن حنبل-: ما كتبتُ حديثًا إلا قد عملتُ به حتى مرَّ بي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتجم وأعطى أبا طيبة  دينارًا، فأعطيت الحجام دينارًا حين احتجمتُ!".

- وقال محمد بن يوسف الفربري: "سمعتُ النجم بن الفُضيل يقول: رأيتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم كأنه يمشي، ومحمد بن إسماعيل (البخاري) يمشي خلفه، فكلما رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- قَدَمَه وضع محمد بن إسماعيل (البخاري) في المكان الذي رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- قدمه" (تاريخ بغداد).

- وقال سعيد بن عبد العزيز: "سمعتُ أحمد بن أبي الحواري يقول: مَن عمل بلا اتباع سُنة؛ فعمله باطل".

- وقال البربهاريّ -رحمه الله-: "إذا سمعتَ الرجل يطعن على الآثار، أو يرد الآثار، أو  يريد غير الآثار؛ فاتهمه على الإسلام، ولا تشك أنّه صاحب هوى مبتدع" (شرح السُّنة للبربهاري).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة