الأربعاء، ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٤ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

انصروا الإسلام ولو بنصف حركة!

انصروا الإسلام ولو بنصف حركة!
أسامة شحادة
الثلاثاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٧ - ١٨:٥٨ م
1063

انصروا الإسلام ولو بنصف حركة!

كتبه/ أسامة شحادة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

أنشغل يوميًّا بكثيرٍ مِن رسائل وسائط التواصل الاجتماعي في المجموعات أو عبْر التراسل الفردي المباشِر برسائل سلبية؛ تنقل أخبارًا وتعليقات تبثّ اليأس والقنوط بتركيزها الدائم على الجانب القاتم مِن التقصير، والتخبّط والعبث، والخيانة وإضاعة الأمانة، والأكثر سوءًا أن كثيرًا ممن يرسل هذه الرسائل هم شخصيات معتبرة كطلبة علم ودعاة، وبعضهم يحمل درجات علمية عليا!

ولهذه الرسائل آثار سلبية عديدة، منها:

- أنها رسائل سلبية، فأمتنا اليوم بحاجة لنشر الإيجابية والتفاؤل، والتركيز على ما يرفع معنوياتها؛ لتتجاوز حالة الضعف والتراجع التي تعيشها، وتصمد في وجه المؤامرات والمخططات التي تستهدف قوتها، وحياتها ووجودها؛ فهل يجهل هؤلاء الفضلاء ذلك؟!

- أن كثيرًا مِن هذه الرسائل مكذوب ومزوّر، ومضلّل؛ لأنه منقول مِن مخرجات حملات الردح الداخلية: (أنظمة - أنظمة / أنظمة - معارضة / معارضة - معارضة)، وبعضها أحداث صحيحة يُحرّف مضمونها أو تكون مِن باب أخف الشرور والمضار.

- خلوّها مِن أي جهدٍ أو محاولة لفعل إيجابي وعلى أي مستوى، بل إشاعة للنظرة السوداء والمزاج السلبي المتواكل، وكل جهدهم قص ولصق!

- إن كثيرًا مِن رسائلهم غير مفيدٍ حتى في توعية الناس بمدى سوء الأوضاع؛ لأن الناس تدرك كثيرًا مِن ذلك مسبقًا، أو لأن فيهم مَن هو غائب عن الوعي أصلًا، فيما أن أمتنا تحتاج مِن هؤلاء الأفاضل توعية أبناء الأمة بحقيقة عقيدتها ودورها في إثراء الحياة، وإنقاذ البشرية مِن أزمتها الروحية والمعرفية والأخلاقية، وتوعية أبناء الأمة بواجبهم نحو الخالق والمخلوق في الطاعات والمعاملات والسلوك، وتوعية أبناء الأمة بدورهم في إسعاد أنفسهم، ومَن حولهم وإخوانهم في الإنسانية، وحمايتهم مِن مخططات الأعداء.

ولكن للأسف... فهؤلاء الأفاضل -مع قدرتهم العلمية- يضيعون البوصلة، ولا ينشغلون بما يفيد -حقًّا- أنفسهم، ومَن حولهم.

يغيب عن هؤلاء الفضلاء كلمة أنس بن النضر -رضي الله عنه- للصحابة حين تقاعسوا بعد إشاعة وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم "أُحُد"، فقال لهم: "قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-!".

فما فائدة القنوط والحسرة واليأس، بينما الواجب الثبات على أمر الله -عز وجل-، ونصرة الحق على كل حال؟!

لقد رسَّخ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أمته الإيجابية دومًا، وبكل حال ومقدار، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ) (متفق عليه)، واليوم علينا نصرة الإسلام ولو بنصف حركة!

لنتوقف عن ترديد الدعايات السلبية -حقـًّا كانت أو باطلًا-، ولنكف عن القص واللصق "اللا واعي"، ولنركز على نشر الحق والخير والإيجابية، والتركيز على مربع الحلول، والمقترحات الإيجابية التي تقرّب المسلمين مِن ربهم، وتشيع الخير والسُّنة في ربوعهم، وترفع همتهم وتحسن أخلاقهم، وتقوي مهاراتهم وتحسّن وعيهم، ليقوم الفضلاء مِن الدعاة وطلبة العلم، وحملة الشهادات العليا بتزكية علومهم بتسهيلها ونشرها بيْن الناس، ولنغادر مربع نشرة الأخبار السوداء دومًا!

استقيموا أصلحكم الله، وانصروا الإسلام... ولو بنصف حركة وخطوة!

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً