الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

(خدعة) اسمها: (التسويق الشبكي!) (1)

خلاصة كلام أهل العلم الثقات في \"التسويق الشبكي\" أنه محرَّم؛ وذلك لأن المقصود مِن المعاملة هو العمولات، وليس المنتج

(خدعة) اسمها: (التسويق الشبكي!) (1)
شحاتة صقر
الخميس ٠٩ نوفمبر ٢٠١٧ - ١٧:٣٣ م
1845

"خدعة" اسمها: "التسويق الشبكي!" (1)

كتبه/ شحاتة صقر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

ففي ظل جهل الكثيرين بالشرع ينفُذُ مُروِّجو التسوق الشبكي إلى عقول المسلمين، يستنزفون أموالهم ويوقِعونهم فيما حرَّم الله -تعالى-، مستغلين حاجة بعضهم للمال أو طمعهم واستشرافهم للمكسب السريع، ويستخدم هؤلاء المخادعون أو المخدوعون كل ما أوتوا مِن وسائل الإقناع، والتضليل والتزييف للحقائق عبْر مواقع الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، وعبْر التواصل المباشر مع الناس.

وهذا الأمر قد شاع بيْن كثيرٍ مِن فئات المجتمع، حيث يظن الغني أنه سيزداد به ثراءً، ويظن الفقير عندما يبيع ذهب زوجته أو قيراطًا مِن أرضه التي يقتات منها ويشترك معهم أنه سيخرج مِن دائرة الفقر، ويدخل دائرة الثراء مِن أوسع أبوابها، ولـمَّـا رأيتُ كثرة الاستفسار في هذا الموضوع، وسمعتُ بنفسي كثيرًا مِن القصص الواقعية لمَن وقعوا في حبائل هؤلاء المخادعين أو المخدوعين، وخسروا الكثير مِن أموالهم بعد أن عرفوا حقيقة ذلك السراب الخادع؛ وجدتُ أنه لا بد مِن تحذير المسلمين مِن هؤلاء، بنقل كلام أهل العلم في هذا الأمر بأسلوب ميَسَّر؛ إعذارًا إلى الله -تعالى-، ولعل بعضهم يعود إلى رشده فيبتعد عن أكل أموال الناس بالباطل.

إن شركات التسويق الهرمي أو الشبكي يتلخص عملها في إقناع الشخص بشراء سلعةٍ على أن يقوم بإقناع آخرين بالشراء؛ ليقنع هؤلاء آخرين أيضًا بالشراء وهكذا... وكلما زادت طبقات المشتركين حصل الأول على عمولاتٍ كبيرة، وكل مشترك يقنع مَن بعده بالاشتراك مقابل العمولات الكبيرة التي يمكن أن يحصل عليها إذا نجح في ضم مشتركين جدد يتبعونه في قائمة الأعضاء.

فالشركة تجتذب شخصًا لشراء سلعة معينة -ساعة أو فلتر مثلًا- بسعرٍ عالٍ جدًّا قد يصل إلى أكثر مِن عشرة أضعاف قيمتها الحقيقية، وتَعِده الشركة بأنه سيحصل على نسبةٍ مِن كل مشترٍ يقوم بشراء نفس السلعة مِن خلاله، فيقوم هو بإقناع شخص آخر بشراء نفس السلعة، وهكذا تتشكل سلسلة أو شبكةٍ مِن عمليات الشراء، وكل مَن في تلك السلسلة يعتقد أنه سيحقق أرباحًا طائلة نتيجةَ نجاحه في اجتذاب عددٍ كبيرٍ مِن الأشخاص، أما بالنسبة للشركة منتجة تلك الساعة أو ذاك الفلتر، فالأموال تتدفق إلى حسابها، ويتحول المسلمون -بدافع الربح والحصول على العمولات- إلى خدمٍ لهذه الشركة!

وخلاصة كلام أهل العلم الثقات في "التسويق الشبكي" أنه محرَّم؛ وذلك لأن المقصود مِن المعاملة هو العمولات، وليس المنتج، ولهذا كان اعتماد هذه الشركات في التسويق والدعاية لمنتجاتها هو إبراز حجم العمولات الكبيرة التي يمكن أن يحصل عليها المشترك، وإغراؤه بالربح الفاحش مقابل ثمن السلعة، فالسلعة الذي تسوِّقها هذه الشركات مجرد ستار وذريعة للحصول على العمولات والأرباح.

أما عن أسباب تحريم "التسويق الشبكي" وأدلتها، والشبهات التي تدور حوله؛ فهذا نستكمله في المقال القادم -إن شاء الله-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com