الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

حادث تفجير (الروضة) ونظرة للمخططات الغربية ومحاولات التوظيف

يصر الغرب بمخططاته الماكرة -ومِن خلفه أذنابه هنا وهناك- على إلصاق كل هذه التنظيمات بالسلفية!

حادث تفجير (الروضة) ونظرة للمخططات الغربية ومحاولات التوظيف
علاء رمضان
الثلاثاء ٠٥ ديسمبر ٢٠١٧ - ١٩:١٣ م
1073

حادث تفجير "الروضة" ونظرة للمخططات الغربية ومحاولات التوظيف

كتبه/ علاء رمضان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فبعد الانتشار الهائل "للصحوة السلفية" في العقود الأربعة السابقة، وتشكيلها منافسًا حضاريًّا قويًّا للمنظومة الفكرية الغربية؛ اجتهدت مراكز أبحاثهم ومؤسساتهم الفكرية والأمنية في بحث سبل التصدي لهذه الصحوة السلفية الوسطية.

وكانت سُبُل المواجهة متعددة ومتنوعة، تشمل مواجهاتٍ فكرية عن طريق تغذية وتقوية كل الأفكار والتيارات المناوئة بطرق متنوعة، فضلًا عن المواجهات الأمنية المباشرة أو عن طريق الوكلاء.

غير أن الوسيلة التي أثبتت نجاعة فائقة كانت عن طريق تشويه المنهج السلفي بإلصاق كل التنظيمات المنحرفة "والتي تنتهج العنف والتكفير" بالسلفية! فتعمدت مراكز أبحاثهم ووسائل إعلامهم وصف كل هذه التنظيمات بالسلفية؛ فسمعنا عن "السلفية الجهادية"، "والسلفية التكفيرية"،  "والسلفية القطبية" و... !

على الرغم مِن أن قادة الصحوة السلفية المعاصرة، بل وروافدها الفكرية تصدت بقوةٍ علمية وعملية لهذه التنظيمات، وعلى الرغم مِن إدراك هذه المراكز -ومَن ورائها- للبون الشاسع بيْن الروافد الفكرية لهذه التنظيمات، وروافد الصحوة السلفية!

وعلى مدار هذه العقود لم يسجّل على قيادات السلفية المعاصرة (المنضبطة) مشاركة في عنفٍ أو تفجير أو الترويج لهذه الأفكار، بل كانوا على النقيض تمامًا مع محافظتهم على ثوابت المنهج وعدم التنازل عن أصوله.

ومع كل هذا يصر الغرب بمخططاته الماكرة -ومِن خلفه أذنابه هنا وهناك- على إلصاق كل هذه التنظيمات بالسلفية! ولا أقول يستغلون كل حدث للطعن في السلفية، وأحيانًا كل الدعاة إلى الإسلام الوسطي؛ حتى لو كانوا مِن علماء ودعاة الأزهر، بل يهيئون الظروف لذلك!

فلقد تابعنا كيف هيأ الأمريكان الظروف للخروج الآمن لمقاتلي داعش مِن "الرقة" ومعهم سلاحهم تحت حماية طيران التحالف، وإخراجهم إلى جهة غير معلومة لتأدية دورٍ جديدٍ في مكانٍ جديدٍ، ثم إلصاق التهمة بعد ذلك بالسلفية خصوصًا "والإسلام عمومًا!"؛ فضلًا عن استمرار مخطط الفوضى الشاملة، والصراعات التي لا تنتهي في منطقتنا.

ولا يزال تيارٌ كبير مِن المنتسبين للصحوة تحت تأثير الإعلام المهيج، الممول مِن بعض الدول والتنظيمات المنتسِبة للدعوة! والذي يؤدي أيضًا دورًا مرسومًا لتغذية هذا الصراع، والتغطية على أعمال هذه التنظيمات المجرمة والمخترقة؛ ليظل الصراع قائمًا، وتتحقق أهدافهم المرسومة!

فهل نفيق قبْل ألا ينفع الندم، ونواجِه هذه الأفكار بقوةٍ وجرأة، ونعلن مواقفنا بوضوحٍ؛ لأن هذا واجبنا أولًا وحتى لا نعطي ذرائع للمتربصين؟!

ثانيًا: وهل يمكن للدولة تَبني إستراتيجية شاملة تشارك فيها المؤسسات الرسمية والمدنية، والمجتمع بكل فئاته للتصدي لهذه الأفكار والتنظيمات بدلًا مِن ترك بعض الفئات تَستغل الأحداث لتصفية الحسابات الفكرية، وإزكاء الخلافات الأيديولوجية؟!

والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، حفظ الله بلادنا مِن كل مكروهٍ، ورحم شهداءنا.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة