الأربعاء، ٩ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٧ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

أين الطريق؟ وماذا نحن فاعلون؟! (3)

أين الطريق؟ وما المخرج؟!

أين الطريق؟ وماذا نحن فاعلون؟! (3)
صبري سليم
الثلاثاء ٠٨ مايو ٢٠١٨ - ١٧:٥٢ م
1408

أين الطريق؟ وماذا نحن فاعلون؟! (3)

كتبه/ صبري سليم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد تكلمنا فيما مضى عما آل إليه حال الأمة الإسلامية مِن ضعفٍ وبُعدٍ عن كتاب الله -تعالى-، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وفي هذه المقالة نتكلم عن:

أين الطريق؟ وما المخرج؟!

قد رسم لنا المولى -عز وجل- طريق النصر حين قال في كتابه الكريم: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) (التوبة:111)؛ فما أعظم هذا العهد وهذا التعاقد بيْن الله والمؤمنين، يبيع فيه المؤمن نفسه وماله لله؛ لإعلاء كلمته ونصرة دينه، والمؤمن لا يكون مؤمنًا صادقًا في إيمانه؛ إلا إذا كان مجاهدًا بماله ونفسه في سبيل الله.

والمولي -سبحانه- قال في كتابه: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55).

يعني وعد الله تبديل هذا الواقع وتغييره لصالح المؤمنين، وشرط -سبحانه- توحيده، فقال: (يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)؛ فهل تحقق هذا الشرط؟!

وقال -سبحانه-: (إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ . وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ) (إبراهيم:13-14).

فهل نخاف الله ونخاف وعيده ونعود إلى بارئنا؟!

ومَن لعب الشيطان برأسه، فقال: ما الذي سيحدث والأعداء يملكون التكنولوجيا ويمتلكون ما يدمر العالم؟!

فنقول له: اسمع قول الله -تعالى-: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا).

فهل عرفتَ مصير أسلحه الكافرين؟!

لكن المهم أن تعلم أخي القارئ: أن هذه  المنارة الخالدة "منارة الإسلام العظيم" لن تنطفئ، وأن هذه الراية الشامخة "راية الإسلام" لن تسقط؛ سيحملها جيل بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها!

ولا يكون مؤمنا حقـًّا مَن يخضع ويخنع، ويستسلم للباطل.

ولا يكون مؤمنًا حقًّا مَن لا يؤمن بانتصار الحق على الباطل في نهاية المطاف (وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ) (الشورى:24)، وقال الله -تعالى-: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (الصف8-9)، وقال: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ . قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ) (سبأ:48-49).

فيا أيها المسلمون جددوا إيمانكم بربكم، وثقوا كل الثقة بنصر الله -عز وجل- إن آمنتم وصدقتم وعملتم، وأخذتم بقوةٍ بجميع الوسائل والأسباب، قال -تعالى-: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (غافر:51).

فيجب علينا إخوة الإسلام أن نعود إلى الله -سبحانه وتعالى-، ونعبده ولا نشرك به شيئًا، ونخاف حسابه ووعيده؛ فإذا لم نعد فإنه -سبحانه- كتب الذلة والصغار على مَن خالف أمره، وسيأتي بعدنا بقوم يحبهم ويحبونه، ولا يكونون أمثالنا، ونكون نحن فقط خرجنا مِن الدنيا بالذل والخزي والهزيمة (وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (الزمر:26).

والله مِن وراء القصد.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة