الثلاثاء، ١٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ١٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

أفكارٌ... لرمضانَ قرآني

في عصرنا هذا بفضل الله -عز وجل- انتشرت كتب التفسير، بمختلف أنواعها وأحجامها

أفكارٌ... لرمضانَ قرآني
أسامة شحادة
الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٨ - ١٠:٠٦ ص
921

أفكارٌ... لرمضانَ قرآني

كتبه/ أسامة شحادة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال الله -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) (البقرة:185)، ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتدارس القرآن العظيم في رمضان مع جبريل -عليه السلام- كل سنة، وفي آخر رمضان له -عليه الصلاة والسلام- تدارس القرآن العظيم مع جبريل -عليه السلام- مرتين، ثم تدارسه مع أصحابه مِن كَتبة الوحي، وسُمّيت هذه المدارسة بالعرضة الأخيرة.

ولارتباط رمضان بقراءة القرآن ودراسته شُرعت صلاة التراويح، التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه مِن بعده يطيلون فيها قراءة القرآن، وكان السلف يتنافسون في ختم أكبر قدرٍ ممكن مِن القرآن العظيم في رمضان.

وفي هذا الزمن الذي كثرت فيه المشاغل والهموم "المهمة وغير المهمة" بما يصرف عن القرآن الكريم، وضعفت فيه القدرة على إتقان اللغة العربية، معانيها وأساليبها وبلاغتها؛ أصبح كثيرٌ مِن المسلمين يقرأ القرآن الكريم دون أن يحصل له فهم وتدبر لأحكامه ونواهيه ومواعظه وزواجره، أصبح مِن المهم أن يرافق الحث على قراءة القرآن الكريم وتلاوته الحث على دراسة التفسير والتدبر وعلوم القرآن الكريم حتى تتحقق الثمرة الحقيقية مِن ربط الناس بالقرآن الكريم وهي الهداية والنور والشفاء (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) (الإسراء:82).

وفي عصرنا هذا بفضل الله -عز وجل- انتشرت كتب التفسير، بمختلف أنواعها وأحجامها، فهناك التفاسير المختصرة: "كالتفسير الميسّر، والتفسير المختصر، وزبدة التفسير"، والتي يسهل قراءة تفسير جزء منها كل يوم في رمضان، فتخرج مِن رمضان وقد أتممت مطالعة تفسير كامل للقرآن الكريم، وهذا سيرفع مِن مستوى فهمك لكثيرٍ مِن الآيات التي تمرّ بك دومًا وتنتبه لما ترشد إليه، وبذلك نرتبط أكثر باتّباع القرآن وطاعته في هذه المرحلة التي تحاك فيها المخططات لصرف المسلمين عن القرآن الكريم وتعاليمه ومفاهيمه.

وهناك تفاسير أعلى درجة ومتوسطة الحجم أيضًا: كتفسير الشيخ السعدي، وتفسير الشيخ أبي بكر الجزائري، وتفسير الشيخ عمر الأشقر، وهناك مختصرات لتفسير ابن كثير، ومختصر لتفسير البغوي، وهذه يمكن أن تبدأ بها في رمضان ثم تكملها في بقية العام، وفي رمضان القادم تبدأ بتفسير آخر، وهكذا حتى نبقى على صلةٍ دائمةٍ مع كلام الله -عز وجل-، ونوره ووحيه.

ومَن كان يصعب عليه القراءة لانشغالٍ أو غيره، لكنه يملك وقتًا لاستماع التفسير؛ فقد يسر الله -عز وجل- اليوم الكثير مِن المواقع التي تنشر محاضرات تفسير القرآن الكريم لعددٍ مِن العلماء: كابن عثيمين، وعبد الكريم الخضير، وغيرهم، وبعضها يمكن تحميله على هاتفك وتسمعه دون اتصال بشبكة الإنترنت، فيسهل عليك الاستماع في سيارتك أو وسائل المواصلات أو في عملك وبيتك.

ومَن كان مِن الشباب والشابات وغيرهم يرغب بدراسة القرآن وعلم التفسير وحفظه؛ فقد أنعم الله علينا بتوفر الدراسة الأكاديمية والعلمية على العلماء والمختصين مِن خلال برامج التعليم عن بُعدٍ، ومِن تلك النوافذ المتميزة: مقرأة الحرمين الشريفين، وأكاديمية تاج العالمية، وبرنامج دبلوم مدّكر التابع لمركز تفسير، وتطبيق آية.

وبعض هذه المواقع توفر نوافذ قرآنية للأطفال، كما تتوفر كتب تفسير خاصة للأطفال والفتيان؛ فاحرصوا على ربط أبنائنا بكلام ربنا في شهر رمضان المبارك، وشمّروا عن سواعدكم، وليكن "رمضاننا" هذا رمضان قرآنيًّا بالتلاوة والتفسير والتعلم، والحفظ والصلاة، تقبّل الله منّا جميعًا.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً