الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

خطوات لممارسة الإصلاح (7)

إن بناء الأسرة على العلم والفهم خطوة كبيرة في مسار الإصلاح في أمتنا اليوم

خطوات لممارسة الإصلاح (7)
أسامة شحادة
الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٨ - ١٠:٤٤ ص
923

خطوات لممارسة الإصلاح (7)

كتبه/ أسامة شحادة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فالإصلاح مسؤولية مجتمعية عامة؛ كلٌّ بحسب موقعه ودوره، قال الله -عز وجل-: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) (هود:117).

3- الأزواج والزوجات والآباء والأمهات (1-2):

الأسرة هي لبنة المجتمع الأساسية التي تتجمع وتتكون منها العشيرة ثم القبيلة، ومِن ثَمَّ الشعب ومِن ثَمَّ الأمة، قال -تعالى-: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات:13).

ونحن في عصر تكاتفت فيه المخططات الخبيثة للقضاء على الأسرة بحججٍ شتى، منها: "التطور والتقدمية!"؛ بحيث تنفلت فيها العلاقات الأسرية بلا ضوابط شرعية، وينتشر فيها الأبناء الذين ليس لهم أب معلوم كوزيرة (العدل) الفرنسية ذات الأصول المغربية، والتي لا يُعرف مَن هو أبو طفلها حيث إنها عاشرت 8 رجال! وتخيل جيلًا بمئات الآلاف في الغرب اليوم ليس له أب أو عم أو جد، فضلًا عن أخٍ وأختٍ وبقية الأقارب، وقد تكون والدته وحيدة أبويها، وانفصلت عنهما مبكرًا، فهذا الجيل المقطوع الصلة أسريًّا ما هو مستقبله؟!

هذه هي النتيجة الكارثية التي تسعى مواثيق واتفاقيات الأمم المتحدة (اتفاقية سيداو) لفرضها على مجتمعاتنا، باسم: "حماية حقوق المرأة والطفل!"، والتي قطعتْ أشواطًا كبيرة في التسلل لقوانين الأحوال الشخصية في المجتمعات الإسلامية، والتي مِن انعكاساتها دعوات منع زواج الصغيرات، ومنع تعدد الزوجات، وتغيير أحكام المواريث، وإباحة الزنا والشذوذ!

ولإصلاح حال الأسرة في مجتمعاتنا نحتاج إلى الاعتماد على الذات؛ فقد تخلت المناهج التعليمية عن دورها المطلوب في ترسيخ مكانة الأسرة السليمة وقيَمها الشرعية الصحيحة، وفقدت غالب الأسر القدرة على توريث الأجيال مفهوم الأسرة الرائدة والمنشودة تحت ضغط تشويش العقول عبْر قصفها بالمسلسلات والأفلام العربية والهندية والغربية، ومؤخرًا روّجت الدراما الهابطة المكسيكية والتركية والكورية حتى!

فعلى الشباب والشابات الساعين لتأسيس أسرهم، وإطلاق حياتهم الزوجية لتحقيق السكن والرحمة والهناء أن يجتهدوا في فهم حقيقة مفهوم الأسرة في الإسلام وأدوارها، وتعلّم الأسس السليمة في الاختيار والتعامل، وفهم تباين طبيعة الرجل وطبيعة المرأة بما يحقق التكامل، ويحقق لهم السعادة والتوفيق.

وعلى الآباء والأمهات الجادين في تزويج أبنائهم وبناتهم رفع مستواهم الثقافي حول ذلك، والتخلي عن الموروثات التقليدية إذا لم تستند للشرع والعلم، وتجنب خلل المفاهيم التي رسختها منظومات الإعلام العلماني وثقافة المجتمع المادية.

ومما يساعد على بناء ثقافة جيدة لتأسيس الأسرة إصدارات د."جاسم المطوع": "أحسن خطبة - فهم النفسيات - النجاح الوظيفي والعائلي - فن احتواء المشاكل الزوجية - بيوت النبي صلى الله عليه وسلم"، وغيرها مِن الإصدارات المفيدة.

وللدكتور "عبد الكريم بكار" عدة كتب مفيدة لبناء الأسرة السعيدة، منها كتاباه: "مسار الأسرة - والتواصل الأسري".

إن بناء الأسرة على العلم والفهم خطوة كبيرة في مسار الإصلاح في أمتنا اليوم، والتي تشهد فشل نسبة ثلث حالات الزواج في سنته الأولى؛ بسبب الجهل بمفهوم الأسرة ومسؤوليتها، والفهم المحرف للأسرة عبْر شاشات الإعلام!

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً